هاجم عددٌ من المستوطنين الإسرائيليين فلسطينيين وسيّاحاً أجانب في أثناء جولة لهم بالضفة الغربية المحتلة، الجمعة 13 يناير/كانون الثاني 2023، وتسببوا في إصابتهم بجروح، إضافة إلى تهديدهم بالقتل، وذلك في أحدث اعتداءات ينفذها مستوطنون في الضفة.
وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" ذكرت أن مواطنة إيطالية أصيبت بكدمات وكسر في ذراعها، فيما أصيب آخرون بحروق بعد أن رشهم المستوطنون برذاذ الفلفل على وجوههم، واستخدموا الهراوات والعصي لضربهم.
سميرة، وهي مواطنة إيطالية شاركت في الجولة، قالت في تصريح لصحيفة Haaretz الإسرائيلية، إن الاعتداء نفذه ستة أشخاص قرب بلدة العوجا شمال أريحا، مشيرةً إلى أنه حتى الآن، لم يلق القبض على أحدٍ منهم.
أضافت سميرة: "حين أوشكنا على الانتهاء من جولتنا، وصل المستوطنون بالهراوات ورذاذ الفلفل. ومنعونا من مواصلة السير وبدأوا في الاعتداء علينا"، وذكرت وكالة "وفا" أن المعتدين هددوا أيضاً بقتل السائحين.
بعد انتظار دامَ ساعتين للقوات الإسرائيلية، اصطُحبت المجموعة المكونة من نحو 40 شخصاً، من بينهم مواطنون أمريكيون وفرنسيون وإيطاليون، إلى حافلتهم، بحسب ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، السبت 14 يناير/كانون الثاني 2023.
لفت الموقع إلى أن اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية على الفلسطينيين والأجانب، الذين من ضمنهم نشطاء سلام إسرائيليون، تعد أمراً شائعاً، وقال إنه وفقاً للأمم المتحدة، يتصاعد عنف المستوطنين كل عام منذ 2016.
في العام 2022، سجلت الأمم المتحدة ما لا يقل عن 755 حادثة اعتداء نفذها المستوطنون، أوقع 161 منها إصابات، فيما أضر 594 حادثاً بممتلكات، من ضمنها أكثر من 13130 شجرة زيتون مملوكة لفلسطينيين.
من بين أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون، استخدام الذخيرة الحية، والاعتداءات الجسدية والحرق العمد؛ واقتلاع أشجار الزيتون.
يُشتبه أيضاً في أن مستوطنين قتلوا ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين في العام 2022، من بينهم علي حسن حرب (28 عاماً)، الذي قُتل طعناً في أثناء تصديه السلمي لاعتداء مستوطنين على أراضٍ فلسطينية خاصة في سلفيت.
من جانبهم، يتهم خبراء الأمم المتحدة السلطات الإسرائيلية بالتواطؤ في اعتداءات المستوطنين، وقالوا في ديسمبر/كانون الأول 2022، إن "مستوطنين إسرائيليين، ومسلحين وملثمين، يهاجمون الفلسطينيين في منازلهم، ويهاجمون الأطفال وهم في طريقهم إلى المدرسة، ويدمرون الممتلكات ويحرقون بساتين الزيتون، ويرهبون مجتمعات بأكملها دون أن ينالوا أي عقاب".
أضاف المحققون الأمميون أن "الأدلة المقلقة على تسهيل القوات الإسرائيلية ودعمها لاعتداءات المستوطنين والمشاركة فيها، تجعل من الصعب التفرقة بين عنف المستوطنين الإسرائيليين وعنف الدولة".
يُشار إلى أن أغلب القوى العالمية تعتبر المستوطنات الإسرائيلية، المقامة على أراضٍ احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، غير مشروعة. وترفض إسرائيل ذلك، مشيرة إلى احتياجات أمنية وروابط توراتية وتاريخية وسياسية بهذه الأرض، بحسب زعمها.