قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، السبت 14 يناير/كانون الثاني 2023، إن لندن سترسل إلى أوكرانيا بعض دبابات القتال الرئيسية، إضافة إلى دعم مدفعي إضافي، وهو ما قوبل بعتاب فوري من السفارة الروسية في لندن.
بحسب سكاي نيوز، سُتقدم لندن نحو 12 دبابة، وهي أول مرة يتم فيها التعهد بأسلحة غربية مماثلة، وقال مكتب سوناك إنه سيجري الكشف قريباً عن مزيد من التفاصيل حول نشر الدبابات.
فيما قال متحدث باسم سوناك إنه أوضح خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "تطلع المملكة المتحدة إلى تكثيف دعمنا لأوكرانيا، بما يشمل تقديم دبابات تشالنجر 2 ومنظومات مدفعية إضافية".
يشار إلى أن دبابة تشالنجر 2 دبابة قتالية مصممة لمهاجمة الدبابات الأخرى، ودخلت الخدمة في الجيش البريطاني منذ 1994. وقاتلت في البوسنة والهرسك وكوسوفو والعراق، بحسب ما ذكره الجيش.
وأضاف المتحدث: "تباحث الزعيمان حول الموقف الحالي للحرب الروسية في أوكرانيا، مع دفع الانتصارات الأوكرانية المتتالية القوات الروسية إلى الخلف ومفاقمتها مشكلاتهم العسكرية والمعنوية".
وقال المتحدث باسم سوناك: "رحب رئيس الوزراء والرئيس زيلينسكي بالتعهدات الدولية الأخرى في هذا الصدد، بما يشمل عرض بولندا تقديم مجموعة دبابات ليوبارد".
وشكر أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، بريطانيا على حزمتها الدفاعية الجديدة.
وقال عبر تويتر: "هذا إسهام مهم في الدفاع عن الحرية والديمقراطية في أوروبا. نحن ممتنون لريشي سوناك والشعب (البريطاني) على مساعدتهم".
من جانبها، قالت السفارة الروسية في لندن، إن قرار إرسال الدبابات سيطيل أمد المواجهة وسيؤدي إلى وقوع مزيد من الضحايا، بما يشمل المدنيين، وإنه دليل على "اشتراك لندن الواضح والمتزايد في الصراع".
وأضافت السفارة بحسب تعليقات نقلتها وكالة تاس الروسية للأنباء: "بالنسبة لدبابات تشالنجر 2، من غير المرجح أن تساعد القوات المسلحة الأوكرانية في تغيير المسار بساحة المعركة، ولكنها ستصبح هدفاً مشروعاً كبيراً للمدفعية الروسية".
تغير في الدعم الغربي لأوكرانيا
وقال مكتب سوناك سابقاً، إن بريطانيا ستنسق دعمها مع الحلفاء بعدما أشارت ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة في الأسبوع الماضي، إلى أنها ستقدم مركبات مدرعة إلى كييف.
حيث كشف مسؤولان أمريكيان كبيران عن تغير "جوهري" في نوعية الأسلحة المقدمة من قبل واشنطن وحلفائها إلى أوكرانيا، مؤكدين أن الأسلحة تأتي تلبية لطلبات كييف وتمنحها قدرة عسكرية أكبر.
وقال أحد المسؤولين إن دفعة المساعدات الأخيرة شملت أسلحة هجومية أكثر مثل عربات قتالية من طراز برادلي، وأنظمة صواريخ متقدمة طويلة المدى، ما يعكس طبيعة ساحة المعركة في شرقي أوكرانيا واعتقاد أن كييف ترى نافذة لاستعادة الأراضي قبل أن تعيد روسيا جمع قواتها.
وأوضح المسؤول أن أنظمة الأسلحة الجديدة تعطي لأوكرانيا "قدرة أكبر بكثير"، فيما صرح مسؤول آخر بأن أوكرانيا التزمت بالقيود المفروضة على استخدام الأسلحة التي قدمها الغرب حتى الآن، مما خفف من التحفظات بشأن إرسال أنظمة أكثر قدرة.
في الوقت ذاته أكد المسؤولان الأمريكيان أن الأوكرانيين يطورون ويتبعون استراتيجتهم الخاصة، والخطوات الأمريكية إنما تهدف إلى دعم تلك الاستراتيجية وتلبية احتياجاتهم في ساحة المعركة.
يأتي ذلك، بينما يطالب حلف الناتو بدعم طويل لأوكرانيا؛ رداً على "استعداد" موسكو لمواصلة الحرب، حيث دعا الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، الإثنين 2 يناير/كانون الثاني الجاري، الحلفاء الغربيين إلى الاستعداد لتقديم دعم طويل الأمد لأوكرانيا، مشيراً إلى أن روسيا تستعد لمواصلة الحرب.
ستولتنبرغ قال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن "الدعم العسكري سيضمن بقاء أوكرانيا كدولة ذات سيادة من ناحية، ويجبر روسيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من ناحية".
أشار ستولتنبرغ إلى أن القوات الأوكرانية كانت تتمتع بزخم لعدة أشهر. وأضاف: "إلا أننا نعلم أيضاً أن روسيا حشدت مزيداً من القوات، والعديد منها يتدرب الآن، كل هذا يشير إلى استعدادهم لمواصلة الحرب".
كذلك دعا ستولتنبرغ الدول الحليفة لأوكرانيا إلى زيادة مساعدتها من السلاح والذخيرة خلال الأشهر المقبلة، لـ"ضمان جاهزية الجيش الأوكراني؛ وبالتالي ضمان فاعلية دفاعات الناتو أيضاً".