أقال الرئيس البرازيلي الجديد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، سفير بلاده لدى إسرائيل، الجنرال جيرسون ميناندرو غارسيا دي فريتاس، في خطوة من المتوقع أن تشير إلى تحوُّل في سياسة بلاده تجاه تل أبيب، بحسب موقع ميدل إيست مونيتور، الخميس 12 يناير/كانون الثاني 2023.
الموقع أشار إلى أن التوقيع على هذه الإقالة تم من قبل وزير الخارجية ماورو فييرا، في واحدة من أولى الخطوات الرئيسية التي اتخذها الرئيس البرازيلي المنتخب حديثاً منذ توليه منصبه.
وأوضح الوزير أن السفير فريتاس كان جنرالاً في الجيش البرازيلي وليست له خبرة دبلوماسية سابقة.
وتم تعيين فريتاس سفيراً لدولة الاحتلال من قبل الرئيس السابق جايير بولسونارو في سبتمبر/أيلول 2020.
وكان الرئيس السابق للقيادة العسكرية في القصر الرئاسي مديراً للعلاقات المؤسسية والحكومية بوكالة ترويج التجارة والاستثمار البرازيلية (Apex- البرازيل) قبل تعيينه سفيراً.
العلاقات بين إسرائيل وبولسونارو
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام محلية بأن "سفير البرازيل لدى إسرائيل لعب دوراً في تعميق العلاقات بين بلاده وإسرائيل في عهد بولسونارو"، حيث شهدت هذه العلاقات إعلان بولسونارو عن نيته نقل السفارة البرازيلية من تل أبيب إلى القدس.
في الواقع، وتحت حكم بولسونارو، أصبحت البرازيل أفضل صديق جديد لإسرائيل، إذ طلب من دولة الفصل العنصري المساعدة خلال وباء الفيروس التاجي، ورفعَ العلم الإسرائيلي في الأماكن العامة. واتخذت رئاسته مقاربة مختلفة تجاه العلاقات مع إسرائيل، وقادت الدولة بعيداً عن سياسات الحكومات اليسارية السابقة. كان التأثير محسوساً في الأمم المتحدة.
من جانبها ذكرت صحيفة "جلوبو" أن "السفير المفصول كان له دور في القرار بأن ممثلي البرازيل لدى الأمم المتحدة لم يصوتوا لصالح الاقتراح الفلسطيني للحصول على رأي محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية" .
حزب العمال يدين العدوان على غزة
قرار "لولا" إقالة فريتاس يشير إلى حكومة حزب العمال (2003-2016) عندما تبنت البرازيل موقفاً رائعاً تجاه هجوم إسرائيل العسكري عام 2014 ضد الفلسطينيين في غزة.
في ذلك الوقت، أدانت وزارة الخارجية البرازيلية القوة "غير المتناسبة" التي تستخدمها إسرائيل، واستدعت السفير من تل أبيب للتشاور. عندما وصفت البرازيل ما كان يحدث بغزة في ذلك الوقت بأنه مذبحة، ردَّت وزارة الخارجية الإسرائيلية على ذلك البلد الواقع في أمريكا الجنوبية بأنه "قزم دبلوماسي".
في العام التالي، رفضت البرازيل ترشيح داني دايان سفيراً لإسرائيل لدى البرازيل، بسبب منصبه الرفيع في مجلس يشع، الهيئة التمثيلية للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اقتحم أنصار بولسونارو الكونغرس والمحكمة العليا والقصر الرئاسي في برازيليا، في مشاهد تشبه التمرد بمبنى الكابيتول قبل عامين.
وأدانت دول كثيرة عنف المتظاهرين، وأعربت عن دعمها للسلطات البرازيلية، وضمن ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين والهند وروسيا، ووصفت هذا العمل بأنه هجوم مباشر على الديمقراطية.
لكن في إسرائيل، وصف أحد الصحفيين الهجوم بأنه "لعنة"، لأن "لولا" يدعم شعب فلسطين المحتلة.
وكتب إيدي كوهين على موقع تويتر: "لعنة القضية الفلسطينية تطارد كل من يتعاطف مع هذه القضية الزائفة"، "الآن جاء دور رئيس البرازيل، لولا دا سيلفا. اقتحم المئات من البرازيليين قصره والبرلمان، والمجيء أكبر".
لذلك لم يكن مفاجئاً أن نرى بعض أنصار بولسونارو يرتدون اللونين الأزرق والأبيض للعلم الإسرائيلي الذي أصبح يرمز إلى الصداقة القوية بين بولسونارو اليميني المتطرف وحلفائه اليمين المتطرف في إسرائيل.
مع تحديد نغمة إقالة السفير البرازيلي لدى إسرائيل، من المنطقي افتراض أن دعم فلسطين سيكون أحد أعمدة حكومة "لولا" الجديدة.