كشفت وثيقة نُشرت الثلاثاء، 10 يناير/كانون الثاني 2023، أن الدول المشاركة في إنشاء منتدى النقب، الذي يضم الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات ومصر والبحرين والمغرب، اتفقت على إمكانية استخدام التعاون الإقليمي؛ لتمهيد الطريق لمحادثات سلام بين إسرائيل وفلسطين حسب ما نشره موقع Axios الأمريكي.
في هذا السياق، تبنَّت الدول المشاركة ما يُعرف بـ"إطار التعاون الإقليمي لمنتدى النقب" في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن بنود الاتفاق بقيت مخفية حتى اختتام الاجتماع الأول للمنتدى في أبوظبي هذا الأسبوع، وتتضمن أهداف المنتدى الواردة في الوثيقة إنشاء وتنفيذ مبادرات من شأنها تعزيز الاقتصاد الفلسطيني، وتحسين نوعية حياة الفلسطينيين.
إضافة إلى ذلك، "يؤكد المشاركون أنه يمكن تسخير العلاقات [بين دول المنتدى] لبثِّ قوة دافعة في "العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية"؛ سعياً نحو ما أسموه بـ"الحل التفاوضي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، وتعزيزاً للجهود المطلوبة لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل".
مع ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون إن أكثر من دولة عربية رغبت في ذكر قضية "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" في البيان الختامي للاجتماع، إلا أن هذه الإشارة حُذفت من النص بعد اعتراضات إسرائيلية.
ويُشار إلى أن المبادئ الواردة في الوثيقة تبنَّتها الحكومة الإسرائيلية السابقة، والتي كانت أكثر اعتدالاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، على خلاف الحكومة الإسرائيلية الجديدة، المتشددة في هذه القضية.
ونُشرت الوثيقة بعد أن اجتمع 150 دبلوماسياً ومسؤولاً من دول منتدى النقب الست في لقاءات استمرت يومين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وصرح ديريك شوليت، مستشار وزارة الخارجية الأمريكية، الذي ترأس وفد الولايات المتحدة بالمنتدى، للصحفيين بأنه كان أكبر لقاء بين إسرائيل والدول العربية المطبِّعة منذ مؤتمر مدريد الذي عُقد عام 1991.
فيما شمل هذا اللقاء أول اجتماع لمجموعات العمل التي تكوَّنت خلال قمة النقب العام الماضي، لمناقشة مشروعات إقليمية ملموسة تركِّز على التعاون في قضايا الأمن الغذائي وتكنولوجيا المياه والطاقة النظيفة والسياحة والصحة والتعليم والتعايش والأمن الإقليمي.
لم يُدعَ الفلسطينيون لحضور اجتماع العام الماضي، لكن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قالوا إن الولايات المتحدة ومصر عرضتا أكثر من مرة على الفلسطينيين المشاركة في مجموعات العمل لمعرفة ما إذا كانت هناك مشروعات يمكن القيام بها لتحسين الاقتصاد الفلسطيني، إلا أن المسؤولين الفلسطينيين رفضوا المشاركة حتى الآن.
بدوره، قال ألون أوشبيز، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الذي ترأس الوفد الإسرائيلي، لموقع Axios إن الدول العربية بالمنتدى أرادت أن يستفيد الفلسطينيون من المشروعات الإقليمية التي سيعمل بها منتدى النقب، إلا أن "رأينا أن كان واضحاً جداً وتوجيهاتي كانت غاية في الوضوح بأن منتدى النقب يدور حول تعزيز التكامل الإقليمي وتحسين حياة الناس ولا نريد له أن يخوض في مناقشات سياسية بشأن القضية الفلسطينية".
ومع ذلك، أضاف أوشبيز أنه لما تتحسن حياة الناس، يمكن أن تتحسن الأجواء بين الإسرائيليين والفلسطينيين، و"ربما حين يتوسع المنتدى، يمكن أن يتحول إلى بِركة مياهها أدفأ، ويُسمح لمزيد من الناس بالقفز فيها، وبدء عملية أوسع".
وقال أوشبيز إن اجتماع هذا الأسبوع مهم لأنه أظهر أن عملية [التعاون بين دول المنتدى] قائمة وعلنية، و"كان أهم جزء هو الدقائق الخمس الأولى التي وقف فيها 150 شخصاً من المشاركين معاً لالتقاط صورة جماعية. وكان الاجتماع مهماً كذلك لأنه تضمن ضخ الوقود في محرك هذه الآلية الإقليمية الجديدة".
أمَّا عن الخطوة القادمة، فقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إنه من المتوقع عقد اجتماع وزاري لمنتدى دول النقب في المغرب بنهاية مارس/آذار، وقال شوليت للصحفيين: "يُشرف الوزراء على التحقق من وفاء [مجموعات العمل المشاركة في الاجتماعات] بواجباتها، وضمان التوصل إلى مشروعات ملموسة، وكذلك تحديد برنامج المستقبل".