صاحب فكرة حصان طروادة.. أوديسيوس البطل الأسطوري الذي احتجزته حورية حسناء 7 سنوات

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/10 الساعة 19:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/10 الساعة 19:46 بتوقيت غرينتش
أوديسيوس مواقع التواصل

عشرون عاماً من الترحال والمغامرات قضاها أوديسيوس بعيداً عن موطنه وزوجته الحبيبة بينولوبي، خاض خلالها غمار حرب طروادة الشهيرة، وفقأ عين عملاق تبين أنه ابن إله البحر، فحكم عليه بالتيه مدة عشر سنوات، كان محتجزاً خلال 7 منها لدى حورية البحر كاليبسو.. تعالوا نروِ لكم واحدة من أغرب قصص الميثيولوجيا الإغريقية: 

من هو أوديسيوس؟ 

من منا لا يعرف قصة حصان طروادة الشهيرة؟ مبدئياً صاحبنا أوديسيوس هو صاحب فكرة هذا الحصان الذي تمكن اليونانيون بواسطته من اختراق حصن طروادة المنيع وهزيمة الطرواديين. 

أوديسيوس، هو ملك أسطوري ورد ذكره في الملحمة الشعرية "الإلياذة " وكان بطل "الأوديسة" التي يقال أن الشاعر هوميروس ألفها في القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد. 

اعتلى أوديسيوس (أو أوليس) عرش "إيثاكا" اليونانية، وعرف بذكائه ومكره حتى إنه لقب بـ"أوديسيوس الماكر"، وفكرة حصان طروادة ما هي إلا مثال واحد على سعة حيلة هذا الملك وذكائه المتقد. 

اشتهر أوديسيوس أيضاً بكونه خطيباً محنكاً ودبلوماسياً يمتلك قدرة كبيرة على الإقناع، لذلك تم اختياره مع مبعوثين آخرين للتوجه إلى أخيل (بطل معركة طروادة) لإقناعه بالانضمام إلى المعركة، حيث أشارت إحدى النبوءات إلى أن اليونانيين لن يربحوا معركة طروادة إن لم يشارك بها أخيل. 

لعنة بوسيدون 

أبلى أوديسيوس بلاء حسناً في معركة طروادة التي استمرت قرابة عشر سنوات، وكان السبب في حسم المعركة أخيراً لصالح اليونانيين، وعندما تم ذلك وحان وقت عودة أوديسيوس إلى مدينته وزوجته الحبيبة بينيلوبي، حدث ما لم يكن في الحسبان. 

ففي طريق العودة يلتقي أوديسيوس وجنوده بعملاق ذي عين واحدة، فيهاجم أوديسيوس ذلك العملاق ويفقأ عينه ويجعله أعمى. 

لسوء حظ أوديسيوس، فقد كان ذلك العملاق هو ابن إله البحر بوسيدون، يغضب إله البحر غضباً شديداً على أوديسيوس ويلعنه بأن يتوه في البحر مدة عشر سنوات، وهكذا تبدأ رحلة جديدة مليئة بالمغامرات ومحفوفة بالمخاطر بسبب هذه اللعنة. 

أوديسيوس \ مواقع التواصل
أوديسيوس \ مواقع التواصل

رحلة العشر سنوات وسجن كاليبسو

تتناول ملحمة "الأوديسة" الشعرية قصة رحلة أوديسيوس إلى بلاده وما يلاقيه من أهوال في هذه الأثناء. 

وقد كانت قصته مع كاليبسو، من أبرز القصص التي يعيشها أوديسيوس في فترة التيه. 

كانت كاليبسو حورية حسناء بارعة الجمال، لديها سحر خاص وقدرة على إيقاع أياً من كان بحبال هواها. حتى إن الآلهة كانت تخشى كاليبسو وقدرتها على سحر البشر الذين يتيهون في البحار وينتهي بهم المطاف على شطآن جزيرتها. فكل رجل يقابل كاليبسو يهجر من بعدها زوجته إلى الأبد ويبدأ بالبحث عن امرأة مثالية تشبه كاليبسو. 

وعندما حط أوديسيوس رحاله على جزيرة كاليبسو، انقلب السحر على الساحر، فقد عشقت تلك الحورية الملك التائه وأرادت الاحتفاظ به لنفسها، لا يخفى على أحد أن أوديسيوس كذلك سُحر بجمالها، لكن طالت فترة بقائه حبيساً في جزيرتها، فقد احتفظت به لمدة سبع سنوات، وغلبه الحنين إلى الوطن وإلى زوجته بينولوبي، لكنه لم يتمكن من التخلص من سحر كاليبسو ولم يتمكن من مغادرة جزيرتها، وراح كل يوم يتأمل أمواج البحر ويحلم بركوبها، ليهرب من الجزيرة بدلاً من التأمل بوجه كاليبسو الساحر. 

أشفقت الإلهة أثينا على الحال الذي وصل إليه أوديسيوس وتوسلت إلى الآلهة لإنقاذه من براثن كاليبسو، وبعد أن أجمعت الآلهة على إعطائه حرية الرحيل لم يعد بوسع كاليبسو أن تفعل شيئاً حيال ذلك، إلا أن تغني لأوديسيوس لتغريه بالبقاء ووعدته بالشباب الأبدي الذي تتمتع هي به، لكن ذلك لم يغرِه وقرر المضي عائداً إلى وطنه وزوجته. 

كاليبسو\ ويكيميديا
كاليبسو\ ويكيميديا

العودة إلى الوطن 

بعد أن شارفت رحلة أوديسيوس على نهايتها وحان أخيراً موعد عودته إلى بلاده، تظهر له إلهة الحكمة "أثينا" وتنصحه بأن يتنكر بزي رجل متسول قبل دخول المدينة كي يرى كيف تغيرت أوضاع الناس في غيابه. 

كان أوديسيوس قد غاب في تلك الأثناء مدة عشرين عاماً عن مملكته إيثاكا، عشر منها قضاها في حرب طروادة وعشر كان فيها تائهاً، وبعد مرور كل هذا الزمن اعتقد أتباعه أنه مات بلا شك، وراحوا يتحايلون على زوجة أوديسيوس بينولوبي كي تقبل الزواج بأحدهم، فقد كانت بينولوبي بارعة الجمال من جهة، ومن جهة أخرى فإن من يتزوجها سيحظى بالسلطة العليا في إيثاكا. 

وفقاً لما ورد في موقع britannica، رفضت بينولوبي خاطبيها وبقيت بانتظار زوجها أوديسيوس كل تلك السنوات، لكن عندما كثر إلحاح الخاطبين عليها قررت أن تنظم مسابقة ستتزوج من يفوز فيها، أما المهمة فكانت أن يستطيع المتقدم لخطبتها استخدام قوس أوديسيوس، وإطلاق سهم من خلال اثني عشر حلقة ليصيب الهدف المنصوب. 

كانت بينولوبي تعلم أن زوجها هو الشخص الوحيد القادر على فعل ذلك، وبالفعل باءت جميع محاولات الخاطبين بالفشل. 

لكن، ووسط دهشة الجميع، دخل إلى المسابقة فجأة رجل متسول واستطاع حمل القوس، ليتضح فيما بعد أن هذا المتسول ما هو إلا أوديسيوس العائد من الموت. 

يحمل أوديسيوس قوسه ويقتل جميع أتباعه الخونة واحداً تلو الآخر؛ عقاباً لهم على طمعهم بزوجته وحكمه، وبعد هذا اليوم، يمضي أوديسيوس ما تبقى من حياته على عرش إيثاكا برفقة زوجته الحبيبة، لتنتهي قصته بذلك نهاية سعيدة.

تحميل المزيد