أعلنت وزارة الحج والعمرة في السعودية، أن موسم الحج لهذا العام سيكون على الحال الذي كان عليه قبل جائحة كورونا من غير قيود على الأعداد والأعمار، مشيرة إلى أن المملكة ستلغي قيود كوفيد-19، فيما وصفت هذه الخطوة بأنها "بشرى"، في بيان، الإثنين 9 يناير/كانون الثاني 2023.
وخلال مؤتمر "أكسبو الحج" في مدينة جدة لمناقشة الخدمات التي تقدم للحجاج والمعتمرين، قال وزير الحج والعمرة، توفيق الربيعة، إن "أعداد الحجّاج في موسم 1444هـ (هذا العام) ستعود كما كانت قبل جائحة كورونا، دون أي قيود على العمر".
انتهاء تدابير كورونا
وفي عام 2019، السابق لانتشار الجائحة، أدى زهاء 2.6 مليون مسلم فريضة الحج. وسمحت المملكة لأعداد محدودة فحسب من سكانها بأداء الحج في عامي 2020 و2021 قبل أن تستقبل مليون حاج أجنبي في عام 2022، فيما كان نحو 19 مليون مسلم يؤدون العمرة سنوياً قبل انتشار الجائحة.
كانت السعودية منذ حدوث جائحة كورونا عام 1441هـ (2020م)، تفرض قيوداً على الأعداد والأعمار المسموح لها بأداء الحج، إذ بلغ عدد حجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج لعام 1442هـ (2021م)، 60 ألفاً فقط من داخل المملكة، في ظل ضوابط صحية مشددة آنذاك جراء تفشي كورونا.
فيما شهد موسم 1443هـ (2022م) مشاركة 899 ألفاً و353، بينهم 779 ألفاً و919 من خارج المملكة، من إجمالي مليون مستهدف.
كما سبق أن شهد عام 1441هـ (2020) موسماً استثنائياً للحج، إذ اقتصر عدد الحجاج آنذاك على نحو 10 آلاف من داخل السعودية فحسب، مقارنة بنحو 2.5 مليون في عام 1440 (2019م) من أرجاء العالم.
قيود الأعمار والأعداد
ومنذ تفشي جائحة كورونا على مستوى العالم، حددت وزارة الحج السعودية ضوابط للمشاركة في الحج، ونصت على أن يكون "حج هذا العام للفئة العمرية أقل من 65 عاماً، مع اشتراط استكمال التحصين بالجرعات الأساسية بلقاحات كوفيد-19 المعتمدة في وزارة الصحة السعودية".
كما اشترطت السلطات على الحجاج من خارج المملكة تقديم نتيجة فحص فيروس كورونا سلبية لعينة أخذت خلال 72 ساعة قبل موعد المغادرة، وشددت على ضرورة التزام الحجاج بالإجراءات الاحترازية واتباع التعليمات الوقائية خلال أداء مناسكهم؛ "حفاظاً على صحتهم وسلامتهم".
وتسبب الوباء في إغلاق السعودية للمسجد الحرام، في مارس/آذار 2020، ثم أعادت فتحه أمام الحجاج في ظل إجراءات صارمة، في يوليو/تموز، قبل أن تسمح بعد ثلاثة أشهر لعموم المسلمين بالصلاة فيه، إنما بطاقة استيعابية محدودة وبتباعد في أثناء الصلوات.
ثم في أكتوبر/تشرين الأول 2021، عاد المسجد الذي يضم الكعبة، قبلة المسلمين، ليستقبل المصلين بكامل طاقته الاستيعابية، ومن دون أي تباعد، رغم أن وضع الكمامة لا يزال إلزامياً.
تخفيف القيود في 2022
ومع موسم الحج لعام 2022 الماضي، خففت المملكة القيود بشكل كبير، إذ إن وباء كورونا تسبّب في خسارة المملكة لمصدر إيرادات رئيسي، حيث تجني السعودية نحو 12 مليار دولار سنوياً من العمرة والحج، كما أنّه عرقل خطط المملكة للتحول إلى دولة سياحية ضمن استراتيجية تنويع الاقتصاد لوقف الارتهان للنفط.
يُذكر أن المملكة أعلنت بداية مارس/آذار 2022، رفع معظم القيود، ومن ضمنها التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة والحجر الصحي للقادمين الذين تم تطعيمهم، وهي خطوات كان من المتوقع أن تكون مقدمة للسماح بوصول الحجاج المسلمين من الخارج هذا العام.
وشمل القرار تعليق "إجراءات التباعد الاجتماعي في جميع الأماكن المفتوحة والمغلقة" وضمن ذلك المساجد، فيما أصبحت الكمامات الآن مطلوبة فقط في الأماكن المغلقة.
ويتوافد ملايين المسلمين إلى المسجد على مدار العام للصلاة فيه وأداء العمرة، التي عُلقت لأشهر في بداية الجائحة. وأثارت القيود في عامي 2020 و2021 استياء المسلمين في الخارج، الذين لم يشملهم قرار السماح لبضعة آلاف بأداء الحج.
ويُعد الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم، ويجب على كل مسلم تأديته مرة واحدة في عمره إن كان يستطيع ذلك، وقد بلغ عدد الحجاج عام 2019 نحو 2.5 مليون حاج.