ظهر الملياردير الصيني جاك ماك الذي كان يعتقد أنه قيد الإقامة الجبرية فجأة في تايلاند بالتزامن مع الإعلان في الصين عن خطوات يُعتقد أنها ستؤدي لتخليه عن شركة Ant العملاقة التي تعرضت لضربة كبيرة من الحكومة الصينية قبل عامين إثر انتقادات وجهها ما لبكين.
وبعد أن اختفى جاك ما عن الأنظار في عام 2020، ظهر مرة أخرى في بانكوك عاصمة تايلاند يوم الجمعة الجمعة الماضي، وسط تساؤلات حول كيف خرج من الصين وهل يعود إليها أم لا؟
تم نشر صورة جاك في تايلاند قبل ساعات من إعلان مجموعة Ant القابضة التي يمتلكها إنه يتخلى عن السيطرة على الشركة العملاقة.
وأوقفت بكين ما كان يوصف بأكبر اكتتاب في التاريخ كانت ستنفذه مجموعة Ant في عام 2020 بعد وقت قصير من انتقاد جاك ما للوائح الصينية المالية والمصرفية.
في يوم من الأيام كان جاك ما أغنى رجل في الصين وقارة آسيا برمتها، ولكن انخفضت ثروته الصافية بأكثر من 25 مليار دولار منذ اختفائه عن الأنظار العامة، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
ونشر مطعم جاي فاي الشهير في بانكوك بتايلاند صورة لجاك ما على إنستغرام يوم الجمعة، حيث يبدو أنه زار المطعم للتو.
ويقول التعليق على المنشور: "متواضع بشكل لا يصدق، يشرفنا أن نرحب بك وبعائلتك في جاي فاي".
تم نشر المنشور قبل ساعات من تقرير صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية لأول مرة بأن ما كان يستعد للتخلي عن السيطرة على الشركة التي أسسها.
وفقاً لوسائل الإعلام المحلية، وحسبما ذكرت رويترز، كان ما في المطعم مع سوباكيج شيارافانتونت، رئيس مجموعة شارون بوكفاند التي تعد أكبر شركة في تايلاند.
كما يعتقد أن جاك ما تم تصويره أيضاً في مباراة للملاكمة التايلاندية يوم الخميس الماضي متخذاً موقفاً قتالياً لالتقاط صورة مع بطل الملاكمة التايلاندي سومبات "بواكاو" بانشاميك، حسبما ورد في تقرير لموقع Business Insider الأمريكي.
شركة Ant تعلن سعيها لإنهاء سيطرة جاك ما على أسمهما
وفي بيان نشر يوم السبت الماضي، قال متحدث باسم مجموعة Ant، التي تمتلك أكبر منصة للدفع عبر الهاتف المحمول في العالم، وهي "علي باي"، إن الشركة تعمل على تبسيط حقوق التصويت لمنع أي مساهم واحد من إجراء تصويت مسيطر.
وقال البيان إن هذه الخطوة "ستزيد من تعزيز استقرار هيكل شركتنا واستدامة تنميتنا على المدى الطويل".
واختفى ما عن الأنظار العامة في أكتوبر/تشرين الأول 2020 بعد إلقاء خطاب ينتقد التنظيم المالي في الصين.
بالتزامن مع ذلك، تخلت مجموعة Ant عن خطط إدراج الشركة في سوق الأسهم في الشهر التالي عندما تدخلت بكين.
لم يكن يشغل منصباً تنفيذياً بالشركة ولكن ما زال لديه بعض النفوذ
على الرغم من أن جاك ما لا يشغل دوراً تنفيذياً ولا عضوية مجلس إدارة مجموعة Ant، إلا أنه حافظ على نفوذه من خلال كيان منفصل يسيطر عليه، حسب الموقع الأمريكي.
التغييرات التي تم الإعلان عنها يوم السبت هي الأحدث في إصلاح شامل بناء على طلب السلطات الصينية.
وحافظ جاك ما على مستوى منخفض للغاية للظهور منذ مواجهته للسلطات. وقالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنه كان يعيش في العاصمة اليابانية طوكيو.
ويبدو أنه الآن يستعد للتخلي عن معظم حصته في الشركة العملاقة
لمدة ستة أشهر، بقى جاك بعيداً عن الأنظار العامة ويتواصل اجتماعياً بشكل رئيسي في أندية الأعضاء الخاصة، حسب تقرير سابق لوكالة Bloomberg الأمريكية.
كان جاك يمتلك 50.52٪ من حقوق التصويت في Ant، وفقاً لتقرير Bloomberg الذي نشر في يوليو/تموز 2022.
وقبل أشهر، أكدت شركة على بابا "Alibaba" درة تاج إمبراطورية جاك ما الاقتصادية أن رجل الأعمال الصيني ينوي تقليص ثم قصر اهتمامه الاقتصادي المباشر وغير المباشر في Ant Group بمرور الوقت إلى نسبة لا تتجاوز 8.8٪ من أسهم الشركة.
وفي يوليو/تموز 2022، ذكرت وكالة Bloomberg الأمريكية إن جاك ما كان يقوم بجولة لمدة أسابيع في أوروبا بعد اختفائه إلى حد كبير عن الأنظار لمدة عامين تقريباً.
واعتبرت الوكالة في ذلك الوقت أن هذا يضيف إلى الدلائل على أن الحكومة الصينية تخفف الضغط على الرجل الذي كان يوصف يوماً بأنه أحد أمراء البلاد.
الخروج من البلاد مقابل تسليم "علي بابا"
ولكن التقارير عن إنهاء سيطرة جاك ما على مجموعة Ant، قد تؤشر لاتجاه معاكس، وأنه قد يكون قد ذهب للمنفى مقابل التخلي عن نصيب الأسد في شركاته العملاقة.
وظهر المؤسس المشارك لمجموعة Alibaba Group Holding Ltd. البالغ من العمر 57 عاماً في مطاعم في النمسا في منتصف 2022، وقام بجولة في إحدى الجامعات في هولندا للتعرف على الزراعة المستدامة ورسي يخته قبالة جزيرة مايوركا الإسبانية، وفقاً لتقرير صادر عن Bloomberg، ووسائل الإعلام المحلية.
على الرغم من أن رحلة أوروبا التي جرت في منتصف العام ليست أول رحلة يقوم بها جاك ما خارج الصين منذ أن انتقد مسؤولي الحزب الشيوعي في عام 2020 بشأن تنظيم شركته العملاقة للتكنولوجيا المالية Ant Group Co، إلا أن وكالة Bloomberg، اعتبرتها تغييراً صارخاً عن الأيام التي نصحت فيها الحكومة الملياردير الصيني بعدم مغادرة البلاد.
في إحدى العلامات على مدى قلق المستثمرين بشأن مصير رجل الأعمال في مايو/أيار 2022، خسرت أسهم علي بابا لفترة وجيزة 26 مليار دولار بعد تقرير إعلامي رسمي يفيد بأن السلطات فرضت قيوداً على شخص لقبه "ما".
وأوضحت المعلومات اللاحقة أن التقرير يشير إلى شخص آخر.
كان على جاك ما أن يقدم تنازلات كبيرة للخروج من القيود الحكومية، حسب Bloomberg، وذلك بعد أن نسف المنظمون الطرح العام الأولي لشركة Ant في عام 2020.
وقامت الشركة بإصلاح العمليات لتتوافق مع ضوابط أكثر صرامة، وناقشت بانتظام مع البنك المركزي الصيني كيفية "تصحيح" العمليات.
وفي سنواتها الأولى، هدد نجاح مجموعة Ant في خدمات مثل المدفوعات الرقمية وودائع سوق المال هيمنة البنوك الكبرى المدعومة من الدولة الصينية.
ويمكن الربط بين خروج جاك ما للعلن والسماح بسفره لخارج الصين بالتقارير عن نيته التنازل عن سيطرته على الشركة، خاصة أنه من الصعب تصور أنه هرب خارج الصين دون علم السلطات المعروفة عنها قبضتها الأمنية الحازمة، كما أنه ليس هناك تقارير عن طلب إلقاء القبض عليه.
وسبق أن قال أشخاص مطلعون على الأمر لوكالة Bloomberg إنهم نقلوا نية جاك ما إلى المسؤولين الصينيين والبنك المركزي لسنوات.
وقال أحد الأشخاص في يوليو/تموز 2022، إن أحد المقترحات قيد النظر يتضمن نقل أسهم "ما" إلى مديرين تنفيذيين آخرين بحيث يمكن أن تشرف لجنة على الشركة.
وقال جاستن تانغ، رئيس الأبحاث الآسيوية في يونايتد فيرست بارتنرز: "ستتم إزالة خطر رئيسي كبير من عنق شركة "Ant" إذا تنازل جاك ما عن السيطرة.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق أن شركة Ant أخبرت المنظمين أن جاك ما ينوي التخلي عن السيطرة، ويمكن أن ينقل بعض قوته التصويتية إلى كبار المسؤولين التنفيذيين الآخرين.
وقال أشخاص مطلعون على الأمر، طلبوا عدم ذكر أسمائهم في مناقشة المعلومات الخاصة، إن جاك ما لا يحمل ألقاباً إدارية في Ant، وتخليه عن السيطرة على الشركة لن يتسبب في حدوث اضطراب في العمليات اليومية؛ لأنه لم يشارك بعمق في إدارة الشركة منذ سنوات.
وسبق أن تم فصل Ant عن Alibaba في صفقة معقدة تهدف إلى تقليل التعارض مع لوائح الصين.
وقد تكون قرارات جاك ما وسيلة للتوافق مع رؤية الرئيس شي جين بينغ لتحقيق "الرخاء المشترك"، حيث تحاول شركاته تلبية مطالب هيئات الرقابة في الصين، التي تعهدت بكبح التوسع "المتهور" لشركات التكنولوجيا.
وأصبح الموقف الحازم للحزب الشيوعي الصيني تجاه القطاع الخاص أحد أكثر التطورات التي تتم مراقبتها عن كثب في الأسواق العالمية في السنوات الأخيرة، حيث ذهب بعض المراقبين إلى حد وصف قطاع الإنترنت الصيني المترامي الأطراف بأنه غير قابل للاستثمار.
وحتى قبل أن يثير غضب المنظمين الصينيين، كان جاك ما ينأى بنفسه عن الإمبراطوريتين التوأم لعملاق التجارة الإلكترونية علي بابا و Ant، حسب الوكالة الأمريكية.
واستقال ما من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة Alibaba في 2013 ثم كرئيس لمجلس الإدارة في 2019. وقال في وقت مبكر من عام 2014 إنه يعتزم خفض حصته في Ant إلى ما لا يزيد عن 8.8٪ وإنه ينوي التبرع بـ 611 مليون سهم للأعمال الخيرية.
الشركة تراجعت قيمتها من 300 مليار دولار إلى 64 ملياراً
وقد تؤدي تغييرات الملكية إلى تأخير إحياء الاكتتاب العام الذي طال انتظاره لشركة Ant؛ حيث تنص لوائح الأوراق المالية الصينية على أنه لا يمكن للشركات أن تُدرج في سوق الأسهم "أ" إذا تغير المساهم المسيطر في السنوات الثلاث الماضية. وسوق رئيسي مثل بورصة ناسداك لديه فترة انتظار لمدة عامين، في حين أن هونغ كونغ لمدة عام واحد.
وقال تانغ: "بينما ستكون هناك فترة انتظار لـ Ant مع هذا التغيير، إلا أنه لن يحدث فرقاً كبيراً؛ لأن الأسواق الضعيفة ستعني أن Ant ليست في عجلة من أمرها لإدراجها في القائمة".
وبمجرد أن بلغت قيمتها 300 مليار دولار، تراجعت القيمة المتوقعة لشركة Ant بعد أن حد المنظمون من العمليات في أكثر وحدات الشركة ربحية، بما في ذلك الإقراض الاستهلاكي. وقدر المحلل في بلومبيرغ إنتليجنس فرانسيس تشان في يونيو/حزيران 2022، أن شركة Ant تبلغ قيمتها حوالي 64 مليار دولار.
كجزء من إعادة هيكلة Ant، عززت الشركة قاعدتها الرأسمالية إلى 35 مليار يوان (5.2 مليار دولار) وانتقلت لبناء جدران حماية في نظام بيئي سمح لها ذات مرة بتوجيه حركة المرور من منصة الدفع Alipay، مع مليار مستخدم، إلى الخدمات؛ مثل إدارة الثروات والإقراض الاستهلاكي.
وانخفضت الأصول الخاضعة للإدارة في صندوق سوق المال المملوك لها Yu'ebao -الذي كان في يوم من الأيام الأكبر في العالم- بنحو 35٪ من الذروة في مارس/آذار 2020 إلى 813 مليار يوان اعتباراً من يونيو/حزيران 2022.
بينما قالت Ant في يونيو/حزيران 2022، إنها لا تخطط لبدء طرح عام أولي، قال رئيس مجلس إدارة الشركة إريك جينغ العام الماضي إنها ستطرح للاكتتاب العام في نهاية المطاف.
"جاك ما كان بالفعل لا يحمل أي لقب في علي بابا"، قال جيان شي كورتيسي، مدير الاستثمار في GAM Investment Management في زيورخ، "لا أرى أن لهذا تأثيراً كبيراً على عمليات الشركة". لكنها ستقود "المستثمرين إلى التركيز أكثر على تطوير الشركة بدلاً من التركيز على جاك ما".
أسباب محاصرة الصين لأغنى رجل لديها.. فتش عن حملة الرخاء المشترك
ولدى الصين سجل من التعامل الحاد مع رجال الأعمال الذين يوجهون أي انتقادات للنظام، انتهى بعقوبات مختلفة منها اختفاء بعضهم، ولكن يمكن تفسير ما حدث لجاك إضافة لانتقاده للنظام بأنه أيضاً بسبب تخوف الحكومة من توسع شركات التكنولوجيا في مجال الإقراض المالي، إضافة لحملة الرخاء المشترك التي يقودها الرئيس الصيني، وتهدف لتخفيف شعور الشعب الصيني بالفوارق الطبقية بين السكان، في وقت تراجعت إمكانية الصعود الاجتماعي في البلاد مع ظهور الشركات العملاقة.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، قد أعلن في سبتمبر/أيلول 2021، خططاً لنشر "الرخاء المشترك" في واحد من أكثر الاقتصادات الكبرى غير المتكافئة اجتماعياً في العالم، مِمَّا يشير إلى تحوُّلٍ عن سعي أسلافه لتحقيق النمو، وينذر بحملةٍ صارمة على النخب الثرية، بما في ذلك مجموعة المليارديرات في قطاع التكنولوجيا.
وكان أبرز ضحايا هذه الحملة من أثرياء الصين الملياردير جاك ما مؤسس مجموعة علي بابا، والذي أوقف له أكبر اكتتاب في العالم، واختفى لفترة كان يعتقد أنه احتجز فيها قبل أن يظهر مجدداً ويتاح له السفر لخارج البلاد بعد فترة من أزمته.
وكانت أزمة جاك ما مؤشراً على نهاية العصر الذهبي لرجال الأعمال وغيرهم من أثرياء الصين، فبعد أن وجّه انتقادات عنيفة للقواعد التنظيمية المالية التي وضعتها الصين، واتّهمها بأنها تخنق الابتكار عام 2019، اختفى جاك ما تماماً عن الأنظار، وسط اتخاذ بكين جملة من الإجراءات وضعت إمبراطوريته المالية في حالة من الفوضى.
ورغم عدم تخلي الصين عن رأسماليتها، يُظهر حكم الرئيس الصيني ميلاً إلى تعزيز دور الدولة وشركاتها في الاقتصاد، وتهميش دور القطاع الخاص الصيني النامي.
وتوترت العلاقة بين أثرياء البلاد والحزب الشيوعي الحاكم، جراء حملة "الرخاء المشترك"، التي تصفها المصادر الغربية بالشعبوية.
لماذا يقلق الرئيس الصيني من التجربة التي خلقت معجزة بلاده الاقتصادية؟
وتأتي حملة الرخاء المشترك وتقييد نفوذ شركات التكنولوجيا الصينية ضمن حملة تشدد سياسي قللت هامش الحريات الضيق أكثر في الصين.
ورصد عدد من المحللين بشكل واضح أن الرئيس شي يخشى من أن يؤدي الانفتاح السياسي في الاقتصاد إلى انهيار أو تفكك البلاد مثلما حدث في الاتحاد السوفييتي.
فهو يرى المخاطر التي تهدد الصين من خلال منظور انهيار الاتحاد السوفييتي، الذي ألقى باللوم فيه على التهاون الأيديولوجي والقيادة الضعيفة.
فلقد سبق أن قال الرئيس شي إن جمهوريات البلطيق كانت من بين الجمهوريات الأكثر تطوراً في الاتحاد السوفييتي، ولكنها كانت أول من غادر عندما انهار الاتحاد.
ثم أضاف "أن الرخاء النسبي ليوغوسلافيا لم يمنع كذلك تفككها، حيث قال في هذا الشأن: "يقال إن التنمية هي الأولوية العليا والأساس لتحقيق الأمن الدائم، هذا صحيح لكن سيكون من الخطأ الاعتقاد أنه بالاعتماد على التنمية ستحل كل المشاكل من تلقاء نفسها".
إنه يقلق من نفوذها وتسببها في إغضاب الطبقات الشعبية أو أن تقود البلاد لأزمة مالية
على الصعيد الطبقي، الرجل يقلق من التأثير السلبي للرأسمالية الصينية، وخاصة تداعيات الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الصين، خاصة أن هذه الفجوة تدريجياً تزداد توسعاً وبدأت تخلق توتراً طبقياً في مجتمع يحكمه حزب شيوعي، الأمر الذي يجعل الحزب نفسه هدفاً للنقمة الطبقية.
ولذلك فإن الرئيس الصيني لم يقضِ على الطبقة الرأسمالية الصينية، ولكنه خلق مساحة بينها وبين الحكم من ناحية، وهمّش نفوذها من ناحية أخرى.
ويجب ملاحظة بعض المنطق في حملة الرخاء المشترك، وهي أن الرأسمالية الصينية كانت غالباً تخضع لمعدلات ضرائب أقل من معظم نظيراتها الغربية، نظراً للإعفاءات الضريبية الواسعة التي وفرتها البلاد لرؤوس الأموال في سنوات التركيز على النمو، وكذلك ضعف النظام الضريبي للدولة التي كانت قد خرجت قبل بضعة عقود من نظام شيوعي لم يعرف الرأسمالية، وبالتالي لم يعرف الضرائب، وعندما انفتح اقتصادياً توسعت الرأسمالية أسرع من معدل الرقابة الضريبية، مما يجعل الصين الشيوعية أكثر رأسمالية وطبقية من معظم الدول الغربية.
كما أن قوة الرأسمالية الصينية قد تعني أنها تصبح مثل الرأسمالية الغربية قد تملي أجندتها ولو جزئياً على الحكومات وليس العكس.
الأهم أن الرئيس الصيني يتخوف من أن توسع دور الشركات في القطاع المصرفي والمالي قد يؤدي لأزمات مالية مثلما حدث في أزمة 2008 في الغرب، ولأن الصين منذ انفتاحها الاقتصادي لم تشهد أزمة مماثلة، فإنه لا يُعرف تأثير مثل هذه الصدمات على البلاد، خاصة أن الأزمات في الغرب تفضي لتغيير الأحزاب الحاكمة عبر الانتخابات، ولكن هذا أمر غير ممكن في الصين.