أعدمت إيران رجلين، السبت 7 يناير/كانون الثاني 2023، بتهمة قتل مسؤول أمني خلال احتجاجات عمت أرجاء البلاد، في أعقاب مقتل الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، مما يرفع عدد المحتجين الذين أعدموا إلى 4 حتى الآن، وقد لقيت الإعدامات الجديدة تنديداً غربياً وأممياً.
وأدين الرجلان، اللذان أُعدما، السبت، بقتل عضو في قوة الباسيج، وحُكم على ثلاثة آخرين بالإعدام في القضية نفسها، بينما صدرت أحكام بالسجن على 11 آخرين.
وفي بيان نقلته وكالة الجمهورية الإسلامية الرسمية للأنباء، قالت السلطات القضائية: "محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني، المتهمان الرئيسيان في الجريمة التي أدت إلى استشهاد روح الله عجميان، جرى إعدامهما صباح اليوم".
الاتحاد الأوروبي يندد
وفي ردود الفعل، ندد جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، السبت، بعمليات الإعدام، ودعا إيران إلى التوقف الفوري عن تنفيذ أحكام الإعدام بحق المحتجين وإلغاء الأحكام الحالية.
وقال بوريل في بيان: "هذه علامة أخرى على قمع السلطات الإيرانية العنيف للتظاهرات المدنية".
كما نددت بريطانيا بإقدام السلطات الإيرانية على إعدام الرجلين ووصفته بأنه "أمر بغيض".
وكتب وزير الخارجية، جيمس كليفرلي، على تويتر: "يجب على إيران أن تضع حداً فورياً للعنف ضد شعبها" واصفاً الإعدام بـ"المقيت".
وأكد أن المملكة المتحدة تعارض بشدة عقوبة الإعدام في جميع الظروف.
"مثيرة للاشمئزاز"
بينما وصفت وزارة الخارجية الفرنسية عمليات الإعدام بأنها "مثيرة للاشمئزاز" ودعت السلطات الإيرانية إلى الأخذ في الاعتبار "التطلعات المشروعة للشعب الإيراني".
فيما قالت الحكومة الهولندية إنها ستستدعي سفير إيران لدى هولندا للمرة الثانية خلال شهر للتعبير عن مخاوفها بشأن إعدام المتظاهرين، وحثت دول الاتحاد الأوروبي الأخرى على فعل الشيء ذاته.
"محاكمات صورية"
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، قالت منظمة العفو الدولية، إن السلطات الإيرانية تسعى إلى فرض عقوبة الإعدام على 26 آخرين على الأقل فيما سمته "محاكمات صورية تهدف إلى ترهيب المحتجين".
المنظمة ذكرت أن جميع الذين يواجهون أحكاماً بالإعدام حُرموا من حق الدفاع في الوقت المناسب ومن توكيل محامين من اختيارهم. وتقول جماعات حقوقية إن المتهمين اضطروا بدلاً من ذلك إلى الاعتماد على محامين عينتهم الدولة ولم يفعلوا الكثير للدفاع عنهم.
كما أضافت المنظمة أن المحكمة التي أدانت كرامي، بطل الكاراتيه البالغ من العمر 22 عاماً، اعتمدت على اعترافات انتزعت قسراً.
ارتفاع الإعدامات
وبإعدام هذين الرجلين، يرتفع عدد عمليات الإعدام على خلفية الاحتجاجات الأخيرة في الجمهورية الإسلامية إلى أربعة، إذ أُعدم رجلان في ديسمبر/كانون الأول، ما أثار غضباً دولياً وفرض عقوبات غربية جديدة على إيران.
وقتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات.
كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءاً كبيراً منها "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" الجمهورية الإسلامية.
وانطلقت احتجاجات في كامل إيران، منذ مقتل أميني في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، وهي مستمرة حتى اليوم، بينما تحاول السلطات كتمها بالترغيب تارة والترهيب أحياناً كثيرة.