أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير الفلسطيني كريم يونس، بعد أن قضي 40 عاماً في السجون الإسرائيلية، حيث قالت هيئة الأسرى في بيان مقتضب إن الإفراج عن كريم يونس تم فجراً، وتم اعتماد أسلوب المفاجأة والتضليل في سياق إفشال الاستقبال العظيم الذي كان ينتظره.
وسائل إعلام محلية بدورها أفادت بأن مصلحة السجون الإسرائيلية قامت بالإفراج عن يونس (66 عاماً)، وإنزاله في منطقة رعنانا بالقرب من تل أبيب، فيما قام يونس الذي يلقب بعميد الأسرى، بالاتصال بعائلته من أجل إحضاره من مدينة رعنانا، وذلك بعد أن ترك وحيداً هناك من قبل عناصر مصلحة السجون، وأضافت وسائل إعلام أن عائلة يونس توجهت لإحضار المحرَّر كريم، بعد أن تعمَّدت سلطات السجون الإفراج عنه مبكراً، وإنزاله بمركبة في مدينة رعنانا، بدون إبلاغ عائلته، في محاولة لتخريب استقباله ومنع فرحة ذويه.
من جهتها، وحسب المعلومات، فإن يونس وبعد إحضاره من قبل العائلة سيتوجه إلى مقبرة بلدة عارة، لزيارة قبر والدته صبحية يونس، ووالده يونس يونس.
وفور سماع الأخبار عن تحرر الأسير كريم يونس توافدت جماهير غفيرة من البلدات العربية لمنزل عائلة يونس، لتشارك في فعاليات الاحتفاء بتحرره، وسيكون خلال اليوم حفل استقبال ليونس في مسقط رأسه في بلدة عارة، وذلك وفق برنامج وضعته عائلة الأسير والأسرى المحررين.
آخر رسالة من سجون الاحتلال
وقبل أيام من إطلاق سراحه، نشرت وسائل إعلام فلسطينية رسالة للأسير المحرر كريم يونس، حيث سلّمها لمحاميه غيد القاسم من السجن في ريمونيم.
وجاء في رسالة كريم يونس "أغادر زنزانتي، ولَطالما تمنيتُ أن أغادرها منتزعاً حريتي برفقةِ إخوة الدرب ورفاق النضال، متخيلاً استقبالاً يعبر عن نصرٍ وإنجازٍ كبير، لكني أجد نفسي غير راغب، أحاول أن أتجنب آلام الفراق، ومعاناة لحظات الوداع لإخوة ظننتُ أني سأكمل العمرَ بصحبتهم".
وأضاف: "سأترك زنزانتي وأغادر، لكن روحي باقيةٌ مع هؤلاء القابضينَ على الجمر، المحافظين على جذوة النضال الفلسطيني". وتتابع الرسالة: "سأترك زنزانتي مؤكداً أننا كنا وما زلنا فخورين بأهلنا وبأبناء شعبنا أينما كانوا في الوطن والشتات، الذين احتضنونا واحتضنوا قضيتنا على مر كل تلك السنين، وكانوا أوفياء لقضيتنا ولقضية شعبنا، الأمر الذي يبعثُ فينا دائما أملاً متجدداً، ويقيناً راسخاً بعدالة قضيتنا، وصدق انتمائنا، وجدوى وجوهرِ نضالنا".
واعتُقل يونس 6 يناير/كانون الثاني 1983، وولد الأسير في قرية عارة، واعتقل يونس خلال فترة دراسته اللقب الأول في جامعة "بن غوريون" في مدينة بئر السبع.
قد حُكم عليه بالسجن المؤبّد بتهمة "الانتماء إلى حركة فتح" المحظورة حينها، و"حيازة أسلحة بطريقة غير منظمة" و"قتل جندي إسرائيلي".
وكانت المحكمة العسكرية في مدينة اللد قد أصدرت حكماً بـ"الإعدام شنقاً"، وبعد شهر عادت وعدلت عن قرارها، فأصدرت حكماً بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة، أي أربعين عاماً.