طالب إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأربعاء 4 يناير/كانون الثاني 2023، قادةً وزعماء عرباً ومسلمين بـ"إنقاذ" المسجد الأقصى، وذلك في أعقاب اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير لباحة المسجد، الثلاثاء.
وفق بيان صادر عن الحركة، فإن هنية بعث بمذكّرة لقادة وزعماء ومسؤولين عرباً ومسلمين (لم يسمّهم)، تناولت سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة تجاه الأقصى ومخططاتها للسيطرة التامّة عليه.
يأتي ذلك في الوقت الذي تحاول فيه حكومة الاحتلال عرقلة اجتماع لمجلس الأمن، الخميس 5 يناير/كانون الثاني، بشأن اقتحام الأقصى، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
"خطر يداهم مقدساتنا"
وبحسب البيان، قال هنية في المذكرة: "نود أن نضع أمامكم خطراً داهماً يهدد مقدساتنا في فلسطين، وعلى رأسها المسجد الأقصى، مع تولّي الحكومة الصهيونية اليمينية المتطرفة أعمالها".
أضاف أن الحكومة الإسرائيلية الحالية "رفعت مستوى تصعيدها باقتحام إيتمار بن غفير للمسجد بدوافع دينية وسياسية"، لافتاً إلى أن "التصريحات العنصرية التي أطلقها بن غفير تُظهر نية الاحتلال بحكومته المتطرّفة لما يسمّى فرض السيادة على المسجد الأقصى".
كما وصف هنية هذه المستجدات بأنها "تطور خطير لا يمكن السكوت عنه أو القبول به"، محذّراً من "انفجار مواجهة جديدة في فلسطين تُلقي بارتداداتها على المنطقة"، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يقبلا بـ"السيطرة على الأقصى أو فرض التقسيم عليه وتحويله إلى أمر واقع".
في الوقت ذاته، دعا هنية الزعماء والمسؤولين لـ"موقف واضح تجاه نوايا الحكومة الدينية المتطرفة، التي أطلقت موجة استعمارية استيطانية جديدة بناءً على رؤية أيديولوجية تلمودية تهدف لشطب حقوق الشعب والسيطرة على أرضه وتهويد مقدساته".
وشدد هنية على أن "هذا المستوى من العدوان المنظّم الذي تقوم به عصابات المستوطنين والمتطرفين الصهاينة برعاية وحماية حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية يدعو لتكاتف الجهود العربية والإسلامية لمواجهته بكافة الوسائل المتاحة لإنقاذ الأقصى".
اقتحام المسجد الأقصى
من جانب آخر، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الإثنين، مطلع الأسبوع الجاري، أن "حماس" أرسلت رسالة عبر الوسيط المصري والأمم المتحدة، مفادها أنها لن تقف "مكتوفة الأيدي" حال نفذ بن غفير تهديده باقتحام المسجد الأقصى.
والأحد 1 يناير/كانون الثاني، أعلن بن غفير في تغريدة عزمه اقتحام الأقصى في الأيام القليلة المقبلة، حيث قال إن الأقصى "قضية مهمة، وكما قلت، أخطط للصعود إلى الحرم القدسي".
وصباح الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني، اقتحم اليميني المتطرف بن غفير باحات المسجد لمدة ربع ساعة في حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، ما تسبب بردود فعل دولية غاضبة، فضلاً عن انتقادات من قبل أحزاب المعارضة في دولة الاحتلال.
وسبق أن اقتحم بن غفير المسجد الأقصى مراراً في الماضي، لكن بصفته الشخصية ثم بصفته نائباً في الكنيست، وخلال حملته الانتخابية وعد باقتحام المسجد إذا أصبح وزيراً.