يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب الأمريكي، الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2022، وهم على استعداد لخوض معركة مع الرئيس جو بايدن، في الوقت الذي يشهدون انقسامات واضحة حول انتخاب زعيمهم في المجلس، وذلك وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2023.
حيث يجتمع أعضاء الكونغرس الجدد الذين نجحوا في انتخابات منتصف الولاية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، الساعة (17:00 بتوقيت غرينتش) لتأدية اليمين لمدة عامين. وسيتعين على الرئيس الأمريكي جو بايدن التعامل مع كونغرس منقسم، بعد أن بقي حزبه الديمقراطي مسيطراً على مجلس الشيوخ.
تحقيق في سياسات بايدن بخصوص كورونا
من جهة أخرى، قال النواب الجمهوريون إن الأمريكيين مستعدون لمنعطف، بعد عامين من قيادة الحزب الديمقراطي، ووعدوا بإجراء تحقيقات في إدارة جو بايدن للجائحة والانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وذلك وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2023.
لكن قبل إطلاق هذه المعارك ضد الديمقراطيين، يجب عليهم الاتفاق على انتخاب رئيس لمجلس النواب، وهو أمر غير محسوم بسبب الانقسامات الكبيرة في صفوف الحزب. وسيتم انتخاب "رئيس مجلس النواب" ثالث أهم شخصية في المشهد السياسي الأمريكي بعد الرئيس ونائبه الثلاثاء، بأغلبية بسيطة.
فبعد 7 سنوات من محاولته الأولى، يأمل كيفن مكارثي الذي يقود الكتلة الجمهورية في مجلس النواب بالكونغرس منذ 2014، تحقيق هدفه.
لكن موقع النائب عن كاليفورنيا تراجع بسبب الأداء الضعيف للجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية، و"الموجة الكبيرة" التي توقعها المحافظون لم تتحقق، وللحزب 222 مقعداً فقط وسيحتاج إلى 218 صوتاً لينتخب.
اشتراطات من ترامب
في حين أشارت مجموعة صغيرة من النواب المقربين من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى أنه سيضع شروطاً قبل دعمه، فهم يتهمونه بعدم الدفاع بشكل كاف عن الرئيس السابق.
حيث أكد 3 منهم علناً أنهم سيصوتون ضده، وقال مات غيتز، النائب عن ولاية فلوريدا: "كيفن لا يؤمن بأي شيء وليس لديه أيديولوجية".
لكن في الوقت نفسه، يبدو أن كيفن مكارثي يسعى لتقديم ضمانات لهم، تفادياً لعرقلة خطوته، ففي عام 2015 كان قد فشل بفارق ضئيل في أن يصبح رئيساً لمجلس النواب في مواجهة تمرد الجناح اليميني للحزب.
في حين أنه لا يستطيع الذهاب بعيداً وإبعاد الجمهوريين المعتدلين، ورغم أن هامش المناورة لديه أصبح محدوداً، فليس هناك حالياً أي منافس جدي له، ويتم فقط تداول اسم زعيم الكتلة ستيف سكاليز بديلاً محتملاً له من دون أن تكون فرصه جدية.
مع تمتع الجمهوريين بالأغلبية في مجلس النواب، فلن يتمكن جو بايدن من تمرير مشاريع كبرى جديدة، لكن مع سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ، فلن يتمكن خصومهم من القيام بذلك أيضاً.
إلحاق الضرر ببايدن
للتحصن في معارضة ممنهجة، يجب على الجمهوريين أن ينجحوا في المواجهة، في حين أن بعض نوابهم صوتوا -أثناء التصويت على الموازنة قبل عيد الميلاد- مع الديمقراطيين.
من ثم فإن انتخاب "زعيم" سيكون أيضاً مقياساً لقدرتهم على إلحاق الضرر بالرئيس. ومواجهة مجلس معاد قد تكون بمثابة نعمة سياسية بالنسبة إلى جو بايدن، إذا أكد نيته الترشح مجدداً عام 2024، وهو قرار عليه إعلانه مطلع العام.
لكن في حال حدوث شلل تشريعي، سيلقي بالتأكيد "باللائمة على الجمهوريين الضعفاء" في عملية التعطيل، على أمل قلب الأمور لتصب في مصلحته.