أمريكا تتابع حرب روسيا من رومانيا! نشرت قوات الفرقة 101 لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/03 الساعة 15:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/03 الساعة 15:39 بتوقيت غرينتش
عملية إنزال من مروحية لقوات أمريكية / رويترز

تنتشر قوات أمريكية في قاعدة عسكرية في رومانيا، على بعد 7 دقائق فقط برحلة صاروخية من مواقع خزنت فيها روسيا ذخائر وأسلحة في شبه جزيرة القرم، كما أن تلك القوات تعتبر الأقرب مكاناً إلى الحرب في أوكرانيا من الوحدات العسكرية الأمريكية الأخرى، بحسب ما أفادت صحيفة The New York Times الأمريكية، الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2023.

إذ يمكث جنود الفرقة 101 المحمولة جواً في الجيش الأمريكي، يأكلون وينامون ويتدربون، في موقع رتيب مترامي الأطراف في جنوب شرق رومانيا، وإلى أقصى الشمال من هذا الموقع، تقام تدريبات عسكرية مع القوات الرومانية على بعد أميال قليلة من الحدود الأوكرانية. 

لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية

حيث يعمل الجنود الأمريكيون، وهم أيضاً من الفرقة 101، على إطلاق نيران المدفعية وشن هجمات بطائرات الهليكوبتر وحفر خنادق مماثلة لتلك الموجودة على الخطوط الأمامية في المنطقة بالقرب من خيرسون، مدينة الميناء الأوكرانية التي انسحبت منها القوات الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

هذه هي المرة الأولى التي تُنشَر فيها الفرقة 101 المحمولة جواً (أو الفرقة 101 اقتحام جوي) في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وبوجودها في رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صار جنودها الآن أقرب إلى الحرب في أوكرانيا من أية وحدة عسكرية أمريكية أخرى.

عسكريون أمريكيون في فبراير في قاعدة ميخائيل كوجالنيسينو الجوية في رومانيا / Getty Images
عسكريون أمريكيون في فبراير في قاعدة ميخائيل كوجالنيسينو الجوية في رومانيا / Getty Images

وتعتبر مهمة الفرقة نموذجاً للجيش الأمريكي الذي تراجع حديثاً عن عقدين من قتال الحروب النشط، ودخل إلى عصر محاولة ردع الخصوم؛ باستخدام استعراض القوة، بالإضافة إلى التدريب وشحنات الأسلحة والمساعدات الأخرى لإيصال رسالته.

"صراع إقليمي"

كان رئيس أركان الجيش الأمريكي، الجنرال جيمس سي ماكونفيل، قال في مقابلة منتصف ديسمبر/كانون الأول المنصرم، بالقاعدة الجوية: "هذا صراع إقليمي، لكن له تبعات عالمية".

بحسب الصحيفة، فإن الغرض من نشر القوات في رومانيا إرسال تحذير لموسكو، ضمن تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالدفاع عن "كل شبر" من أراضي الناتو، دون إغراء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتصعيد. لكن إجراء تدريبات مشتركة يمثل أيضاً وسيلة لضمان استعداد الحلفاء في جنوب شرق أوروبا للحفاظ على الجبهة.

جنود أوكرانيون على متن دبابة / رويترز
جنود أوكرانيون على متن دبابة / رويترز

في خضم ذلك، يشعر البعض في الكونغرس بالقلق من تكلفة تلبية مطالب أوكرانيا المستمرة للحصول على الدعم، وألمح النائب الجمهوري في مجلس النواب كيفين مكارثي من كاليفورنيا، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى أنَّ حزبه غير راغب في كتابة "شيك على بياض" لأوكرانيا.

لكن مؤيدي الحفاظ على وجود قوي في أوروبا الشرقية أشاروا إلى غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، باعتباره دليلاً على أنَّ الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو لم يفعلوا ما يكفي لردع موسكو الشتاء الماضي.

أمريكا تسعى لضمان نجاح "الردع"

من جانبه، قال سيث مولتون، النائب الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس، للصحفيين بعد عودته من رحلة قصيرة إلى أوكرانيا، في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي: "هذا أحد أهم الدروس التي يجب أن نستخلصها من أوكرانيا. عندما ننظر إلى أي سيناريو آخر قد يتكشّف مثل أوكرانيا، في المحيط الهادئ مع الصين وتايوان، علينا ضمان نجاح الردع".

فيما ردد المخططون العسكريون تلك الاستراتيجية، مشيرين إلى أنَّ الفرقة 101 المحمولة جواً كانت تستخدم أيضاً البحر الأسود للتدريب على الدفاع الساحلي، وهي مهارة مفيدة إذا صارت الصين أكثر عدوانية وغزت جزيرة تايوان ذاتية الحكم.

عناصر من الجيش الأمريكي، تعبيرية/ رويترز
عناصر من الجيش الأمريكي، تعبيرية/ رويترز

وصدرت أوامر للفرقة بنشر نحو 4000 من الجنود وكبار القادة بعد أسابيع فقط من غزو روسيا. ووصلوا إلى القاعدة الجوية، بالقرب من مدينة كونستانتا الساحلية الرومانية، خلال الصيف. 

وكانت القاعدة في السابق بمثابة موقع خامل لتدريب قوات الناتو، بما في ذلك عدة مئات من الجنود الأمريكيين، وكانت معروفة على نطاق أوسع في الجيش بصفتها محطة على الطريق بها قاعة طعام صغيرة للقوات الأمريكية المتجهة من وإلى أفغانستان.

بالإضافة إلى القوات في رومانيا، أرسل قائد الفرقة اللواء جي بي ماكجي، فرقاً أصغر من الجنود للتدريب مع حلفاء الناتو في بلغاريا وألمانيا والمجر وسلوفاكيا. 

الفرقة الأقرب إلى القتال

وتفخر الفرقة بكونها الأقرب إلى القتال، لكنها ليست الأكبر بأي حال من الأحوال؛ إذ قال المسؤولون إنَّ ما يقدر بنحو 12000 جندي مُلحَق بفرقة المشاة الأولى بالجيش، التي أضيفت بعد الغزو، تتمركز بالأساس في غرب بولندا ودول البلطيق.

وتمثل هاتان الفرقتان معاً تعزيزات للقوات الأمريكية في أوروبا منذ غزو روسيا لأوكرانيا، كما وعد بايدن الحلفاء في اجتماع قمة الناتو في مدريد، في يونيو/حزيران العام الماضي.

من جانبه، قال رئيس القوات البرية الرومانية الفريق يوليان بيرديلا -الذي رحب بالانتشار-: "لقد كنا منتبهين للغاية لما تفعله روسيا، وما هي العواقب". وعن التدريبات مع القوات الأمريكية، صرح: "لعبنا معاً السيناريوهات المختلفة، ونحن نستعد الآن بينما نتحدث لمزامنة الخطط".

تحميل المزيد