قالت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، الأحد 1 يناير/كانون الثاني 2022، إن بيونغ يانغ أقالت باك جونغ تشون، ثاني أقوى مسؤول عسكري في البلاد، بعد الزعيم كيم جونغ أون، وذلك في وقت طالب الأخير بتطوير صواريخ باليستية جديدة عابرة للقارات وترسانة نووية أكبر.
وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، ذكرت أن باك، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الحاكم، وسكرتير اللجنة المركزية للحزب، أُقيل وحل محله ري يونغ جيل في الاجتماع السنوي للجنة الأسبوع الماضي، ولم تذكر الوكالة سبب الإقالة.
كانت بيونغ يانغ قد دأبت على تغيير قادتها، ويمثل التجمع الحزبي في نهاية العام فرصة للإعلان عن تعديلات في المناصب وقرارات سياسية رئيسية أخرى.
لقطات تلفزيونية أظهرت باك وهو جالس في الصف الأول من المنصة، ورأسه لأسفل خلال الاجتماع، بينما رفع أعضاء آخرون أيديهم للتصويت على بعض القضايا، وظهر مقعده فيما بعد شاغراً.
تُعد اللجنة العسكرية المركزية للحزب، التي يرأسها كيم، أقوى هيئة لصنع القرار العسكري في البلاد، وتمتلك صلاحيات تفوق وزارة الدفاع.
كان باك قد ترقى في المناصب العسكرية بسرعة، من قائد مدفعية بنجمة واحدة في عام 2015 إلى جنرال بأربع نجمات في عام 2020 بفضل إسهاماته في التقدم الذي أحرزته كوريا الشمالية في مجال تكنولوجيا الصواريخ قصيرة المدى.
رُقي باك في أواخر 2020 إلى رتبة مارشال، وهي أعلى رتبة عسكرية تحت الزعيم كيم، وأصبح من أشد المعارضين للتدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2022.
تقوية الترسانة الكورية
بالتوازي مع ذلك، قالت وسائل إعلام رسمية إن كيم جونغ أمر بتطوير صواريخ باليستية جديدة عابرة للقارات وترسانة نووية أكبر، لمواجهة التهديدات التي تقودها الولايات المتحدة، وسط تصاعد التوترات مع كوريا الجنوبية.
شدد كيم خلال اجتماع الحزب الحاكم على الحاجة لضمان "قوة عسكرية ساحقة" للدفاع عن سيادة كوريا الشمالية وأمنها.
جاء الاجتماع وسط توترات على جانبي الحدود، بسبب اختراق طائرات مسيرة من كوريا الشمالية المجال الجوي لكوريا الجنوبية، الأسبوع الماضي، وإطلاق بيونغ يانغ عدة صواريخ شملت صواريخ باليستية عابرة للقارات.
وكالة الأنباء المركزية الرسمية بكوريا الشمالية، قالت إن كيم تعهد بتطوير نظام آخر للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، تتمثل "مهمته الرئيسية في توجيه ضربة نووية سريعة مضادة"، في إطار خطة لتعزيز القوة النووية للبلاد.
كذلك نقلت الوكالة عن كيم قوله: "الوضع الحالي يتطلب بذل مجهودات مضاعفة لتعزيز القوة العسكرية وتحويلها إلى قوة ساحقة"، ولفت كيم إلى أن كوريا الجنوبية أصبحت "عدونا المؤكد" بالنظر "لسعيها الحثيث لامتلاك أسلحة خطيرة"، وضلوعها في تحركات عسكرية معادية.
ولطالما كانت العلاقات بين الكوريتين متوترة، إلا أن حدة التوترات ارتفعت منذ تولي يون سوك يول منصب رئيس كوريا الجنوبية في مايو/أيار 2022، وتعهده بتبني نهج أكثر صرامة ضد بيونغ يانغ.