أفاد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الأربعاء 25 يوليو/تموز 2018، بأن روسيا ستواجه "عواقب وخيمة" حال تدخُّلها في الانتخابات المقبلة. جاء ذلك خلال جلسة استماع لبومبيو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
وتابع: "بشكل واضح، قلت شخصياً للمسؤولين الروس إن روسيا ستواجه عواقب وخيمة حال التدخل في عمليتنا الديمقراطية".
وأعلن البيت الأبيض، الأربعاء، تأجيل ترمب قمته المقبلة مع نظيره الروسي، في واشنطن، حتى عام 2019.
ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن جون بولتون، مستشار الأمن القومي، قوله في بيان، إن "سبب التأجيل هو تحقيق المستشار الخاص، روبرت مولر، في التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية 2016".
وذكر بومبيو أن الرئيس دونالد ترامب "سيستمر في فرض العقوبات القاسية على روسيا إذا استمرت في أنشطتها المؤذية"، على حد تعبيره.
وتابع موضحاً أن "السياسة الأميركية تجاه روسيا لم تتغير" بعد قمة هلسنكي، التي جمعت ترمب ببوتين، بالعاصمة الفنلندية، في وقت سابق من يوليو/تموز 2018.
والأسبوع الماضي، قال البيت الأبيض إن ترمب أمر بولتون بدعوة بوتين إلى اجتماع في واشنطن، الخريف المقبل.
جاء ذلك وسط رد فعل عنيف بشأن أداء ترمب في مؤتمر صحافي عقده مع بوتين عقب قمة هلسنكي، واعترض العديد من أعضاء الكونغرس على اجتماعهم مرة أخرى في الخريف المقبل.
وتأتي الدعوة، بعد قمة هلسنكي الفنلندية التي جمعت بين ترمب وبوتين، وأثارت جدلاً واسعاً بأميركا، لم يستبعد خلالها ترمب تدخُّل روسيا في الانتخابات الرئاسية 2016.
وشدد بومبيو على أن الإدارة الحالية فرضت عدداً كبيراً من العقوبات على روسيا، وكانت "جد قاسية وصارمة".د
واستطرد: "لقد فرضنا عقوبات على عدد كبير من الشخصيات والشركات الروسية، وإغلاق القنصلية الروسية في سياتل بشكل نهائي، وطرد 60 دبلوماسياً، كما قلَّصنا عدد التمثيل الدبلوماسي الأميركي في روسيا".
وجواباً عن أسئلة عدد من أعضاء مجلس الشيوخ بشأن المترجم الذي حضر الاجتماع الثنائي بين ترمب وبوتين، قال بومبيو إنه لم يتحدث إلى المترجم بعد الاجتماع، وإنه لا يتدخل في عمله، بحسب قوله.
وذكر وزير الخارجية أنه تم الاتفاق مع روسيا على استمرار المحادثات بين الدولتين؛ للتباحث بشأن مختلف القضايا الثنائية والدولية.
وأضاف في السياق ذاته، قائلاً: "اتفقنا على أن نترك الباب مفتوحاً للمحادثات من أجل أُممنا وأمن العالم، وهذه المحادثات ليست في صالح البلدين فقط، وإنما العالم أجمع".
وأوضح بولتون: "الرئيس يرى أن الاجتماع الثنائي المقبل مع الرئيس بوتين يجب أن يحدث بعد انتهاء مطاردة الساحرة الروسية"، في إشارة للوصف الذي يطلقه ترمب على عملية التحقيق في مزاعم التدخل الروسي بالانتخابات التي فاز بها.
وتابع: "لذا، اتفقنا على أنه (الاجتماع) سيكون بعد مطلع عام 2019".
وتوصلت تقارير استخباراتية أميركية، خلال الأشهر الأخيرة، إلى "ضلوع روسيا في التدخل بالانتخابات الأميركية"، في حين ظل ترمب يستبعد هذا التدخل طيلة أشهر.
وتنفي موسكو صحة اتهامها بالتدخل في الانتخابات، التي انتهت بفوز الجمهوري ترمب على منافسته الديمقراطية وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون.
وبخصوص الناتو، كانت تصريحات بومبيو أقرب إلى التهدئة
وبخصوص حلف شمال الأطلسي، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الأربعاء 25 يوليو/تموز 2018، إنه سيظل "ركناً لا غنى عنه للأمن القومي الأميركي"، بعد أسبوعين من قمة للمنظمة شابها التوتر مع دونالد ترمب.
وأضاف أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ: "كلما أسهمت دولة من الأطلسي" في الدفاع الجماعي، "فسيكون ذلك أفضل لكي ينجز الحلف مهماته في ردع التهديدات التي تواجه دولنا". وأشاد باستراتيجية الرئيس الأميركي التي جعلت من الممكن الحصول على مساهمات مالية جديدة.
ولكنه حذر كوريا الشمالية من إضاعة الوقت في مفاوضات بلا قيمة
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن حكومة بلاده لن تسمح باستمرار المفاوضات مع كوريا الشمالية إلى "ما لا نهاية".
جاء ذلك خلال جلسة استماع لبومبيو، في لجنة العلاقات الخارجية، بمجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء.
وقال بومبيو إن "الولايات المتحدة لن تسمح بأن تستمر المباحثات مع كوريا الشمالية إلى ما لا نهاية بلا نتيجة".
وكشف أن "المحادثات مع كوريا الشمالية تسجل تقدُّماً، ونحن منخرطون في العملية الدبلوماسية".
وتابع أن "قمة سنغافورة (التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون) كانت ناجحة، والتزمت خلالها بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي وإيقاف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم".
ودعا بومبيو جميع دول العالم إلى مواصلة الضغط على كوريا الشمالية، حتى تتخلى بشكل كامل عن برنامجها النووي.
وقال في هذا السياق: "ندعو جميع دول العالم إلى الاستمرار في حملة الضغوط القصوى على كوريا الشمالية لكي تتخلى عن برنامجها النووي".
وذكر المسؤول الأميركي أن "زعيم كوريا الشمالية التزم بالتخلي عن جميع الأسلحة النووية بعد قمة سنغافورة".
وبخصوص إعادة رفات الجنود الأميركيين في كوريا الشمالية، لفت بومبيو إلى أن "المحادثات لا تزال جارية مع كوريا الشمالية من أجل إعادة هذا الرفات إلى الولايات المتحدة".
وأضاف: "ملتزمون بإعادة الرفات، ونناقش حالياً كيفية إعادته، وهذا الأمر لا علاقة له بالاتفاق النووي، وإنما مرتبط بعائلات هؤلاء الجنود".
وفي سياق آخر، أشار بومبيو إلى أن "انتهاكات حقوق الإنسان لا تزال مستمرة في كوريا الشمالية، ونعمل على أن يتوقف ذلك".
وعلى الرغم من التوقيع على اتفاق بين ترمب وكيم جونغ، في سنغافورة، حول البرنامج النووي الكوري الشمالي، في 12 يونيو/حزيران 2018، فإنه لا تزال هناك خلافات بين الطرفين.
ويرتكز الخلاف الأساسي بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، منذ بداية المناقشات، على ما إذا كانت بيونغ يانغ ستحصل على سلسلة من المكافآت بشكل تدريجي ومستمر لكل خطوة تتخذها في تفكيك أسلحتها النووية، أو تحصل عليها فقط بعد التفكيك، وفق ما أفادت به بعض وسائل الإعلام الأميركية.