قال الجيش الأمريكي، الخميس 29 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن طائرة عسكرية صينية دنت حتى أصبحت على مسافة ستة أمتار من مقاتلة أمريكية، وأجبرتها على تنفيذ مناورة مراوغة؛ لتجنب التصادم في المجال الجوي الدولي فوق بحر الصين الجنوبي، الأسبوع الماضي.
تلت تلك المواجهة القريبة ما وصفته الولايات المتحدة بتوجه متزايد في الآونة الأخيرة من المقاتلات الصينية لاتباع سلوك خطر.
وأضاف الجيش الأمريكي في بيان، أن الواقعة حدثت لطائرة مقاتلة صينية تابعة للقوات البحرية من طراز جيه-11 وطائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز آر.سي-135 في 21 ديسمبر/كانون الأول.
وذكر البيان أن "القوات المشتركة الأمريكية في منطقة الهندي والهادئ تكرس جهودها لمنطقة محيطين حرة ومفتوحة، وستواصل التحليق والإبحار والعمل في البحر بالمجال الجوي الدولي مع الاعتبار المناسب لسلامة كل السفن والطائرات بموجب القانون الدولي".
من جانبه، أثار وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، خلال اجتماع مع نظيره الصيني، في نوفمبر/تشرين الثاني، مسألة الحاجة لتحسين التواصل وقت الأزمات، وأشار أيضاً إلى ما وصفه بأنه سلوك خطر تنتهجه المقاتلات الصينية.
وقالت وزارة الدفاع الأسترالية في يونيو/حزيران 2022، إن مقاتلة صينية اعترضت بشكل خطر، طائرة استطلاع عسكرية أسترالية بمنطقة بحر الصين الجنوبي في مايو/أيار.
أكبر مناورة صينية
والأسبوع الماضي، قالت حكومة تايوان إن 71 طائرة تابعة للقوات الجوية الصينية، من بينها طائرات مقاتلة ومسيَّرة، دخلت منطقة الدفاع الجوي التايوانية، وذلك في أكبر توغُّل صيني يعلن عنه حتى الآن.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان، إن 43 من تلك الطائرات عبرت خط المنتصف بمضيق تايوان، وهي منطقة فاصلة غير رسمية بين الجانبين تقع داخل منطقة الدفاع، في الوقت الذي تواصل فيه بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة التي تعدها الصين جزءاً من أراضيها.
وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة قلقة من نشاط الصين العسكري بالقرب من تايوان، ووصفه بأنه "استفزازي" و"يزعزع الاستقرار"، مضيفاً أنها خاطرت مخاطرة غير محسوبة وقوَّضت الاستقرار الإقليمي.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في تايوان، إن هذا أكبر توغل لسلاح الجو الصيني في منطقة الدفاع التايوانية حتى الآن، على الرغم من عدم وجود شعور بالخطر على الجزيرة التي تتعرض لضغوط متزايدة من الصين في السنوات القليلة الماضية.
وقالت الصين، التي تعد تايوان جزءاً من أراضيها، إنها أجرت "تدريبات هجومية" في البحر والمجال الجوي حول تايوان رداً على ما وصفته باستفزاز تايبيه والولايات المتحدة.
فيما قالت تايوان، التي ترفض بشدةٍ مزاعم الصين بالسيادة عليها، إن التدريبات تُظهر خرق بكين للسلم الإقليمي ومحاولتها ترهيب الشعب التايواني.
وقال مسؤول تايواني كبير مُطلع على الوضع الأمني في المنطقة لـ"رويترز"، إن تقديرات الحكومة التايوانية تشير إلى أن "الاستفزازات" العسكرية الصينية جاءت للتعبير عن غضب بكين من قانون التفويض الدفاعي الأمريكي الجديد الذي يعزز المساعدة العسكرية لتايوان.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن القوات الجوية الصينية أرسلت خلال التدريبات طائرات حربية من عدة مواقع بجميع أنحاء البلاد، في محاكاة لهجمات على السفن الحربية التايوانية والأمريكية.
وكثفت الصين ضغوطها الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية على تايوان في الأعوام الماضية؛ من أجل أن تقبل الخضوع للحكم الصيني. وتقول حكومة تايوان إنها تريد السلام ولكنها ستدافع عن نفسها إن هوجمت.