خلطت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم جميع الأوراق قبل المشاركة في أمم إفريقيا للمحليين 2023 بالجزائر، بعد اشتراطها فتح خط مباشر بين الرباط وقسنطينة؛ لسفر الوفد المغربي أو الانسحاب من البطولة.
ويعرف المجال الجوي بين المغرب والجزائر إغلاقاً منذ سبتمبر/أيلول 2021، وذلك بطلب من السلطات الجزائرية، التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع جارتها الشرقية بسبب أزمة سياسية كبيرة.
ويضطر كل شخص يُريد السفر من المغرب إلى الجزائر أن يمر أولاً بتونس أو إسبانيا، باعتبارهما أقرب وجهتين للبلدين، وبعدها يُسافر إلى الجزائر، بسبب غياب منع الطيران المغربي من التحليق في الأجواء الجزائرية.
اقرأ أيضاً
الجامعة المغربية تُصعّد
قالت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في بيان رسمي لها: "راسلنا الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بخصوص احترام بنود دفتر التحملات لاستضافة البطولات الإفريقية، خاصة فيما يخص تسهيل ظروف المنتخبات المشاركة".
وأضاف البيان الرسمي "طالبنا بسفر المنتخب الوطني إلى مدينة قسنطينة التي ستستضيف مباريات النخبة المغربية عبر رحلة مباشرة، انطلاقاً من مدينة الرباط وبواسطة طائرة خاصة للخطوط الملكية المغربية، الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية".
ويُصنف المنتخب المغربي كبطل قياسي لهذه البطولة؛ لسابق تتويجه بها عامي 2018 و2020، مناصفة مع الكونغو الديمقراطية، التي تُوجت بها عامي 2009 و2016.
اقرأ أيضاً
ماذا يقول الاتحاد الإفريقي لكرة القدم؟
ووفق دفتر الشروط الذي اطلع عليه "عربي بوست" فإن الاتحاد الإفريقي يُلزم الدولة المضيفة لأي مسابقة كروية قارية بمساعدة الدول المشاركة فيما يخص النقل، وهذا ما استند إليه بيان الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
ويلزم دفتر الشروط الدولة المنظمة للبطولة، وفي هذه المرة هي الجزائر، بتوفير النقل الداخلي، سواء براً أو جواً يُوفر المساعدة الكاملة للوفود في النقل للوصول إلى البلد المُضيف للبطولة.
ويترك دفتر الشروط مساحة للبلد المنظم والمنتخبات المشاركة حرية الاتفاق في مسألة النقل، وهو ما يبدو أنه غير متوفر بين الجزائر والمغرب، بسبب الأزمة السياسية.
ولحدود الساعة لم تُعلق الجزائر على الشرط الذي وضعته الجامعة المغربية لكرة القدم مقابل مشاركتها في الشان المقرر إقامتها في الفترة بين 13 يناير/كانون الثاني و4 فبراير/شباط من العام المقبل.
لكن الجزائري رشيد أوكالي، رئيس لجنة تنظيم كأس إفريقيا للاعبين المحليين 2023، قال في تصريحات للإعلام المحلي، إن بلاده مسؤولة عن توفير النقل للوفود على المستوى الداخلي فقط.
وأضاف المتحدث أنه بخصوص القدوم إلى الجزائر، فإن كل الوفود المعنية بالمشاركة هي المسؤولة عن توفير النقل لمنتخباتها، سواء من الناحية المادية أو من ناحية مُخطط الطيران المُعتمد.
وأشار المتحدث، في التصريحات نفسها، إلى أن قوانين المُنافسة التي يتبعها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تفرض على الجزائر تسهيل الأمور على الوفود للقدوم للجزائر، وليس توفير رحلة خاصة.
العقوبات على المغرب إذا تغيّب عن شان الجزائر؟
في حال أصرّت الجامعة الملكية المغربية، التي يقودها الرجل القوي في الكاف فوزي لقجع على موقفها، ورفضت الجزائر توفير خط نقل مباشر بين الرباط وقسنطينة، فإن المنتخب المغربي سينسحب من البطولة.
وسيترتب على انسحاب الوفد المغربي من شان 2022، حسب قانون الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي يحوز "عربي بوست" عقوبات نص عليها القانون المنظم للبطولة.
ووفق القانون، فإن الكاف سيعاقب المنتخب المغربي وفقاً للمادة 80، والتي تنص على: "يُعاقب كل من ينسحب من البطولة قبل 20 يوماً من بدايتها بدفع غرامة قدرها 150 ألف دولار، مع حرمانه من المشاركة في النسختين القادمتين".
ما الحل؟
قالت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست" إن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قد يقترح حلاً وسطاً لحل الخلاف بين اللجنة المنظمة لبطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين "شان الجزائر" والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
وحسب المصدر ذاته، فإن الكاف سيقترح على الجزائر السماح للمنتخب المغربي الوصول إلى قسنطينة في رحلة مباشرة، لكن ليس عبر الخطوط الجوية الملكية المغربية، وإنما عبر خطوط جوية أخرى.
ولا تمنع الجزائر الخطوط الجوية الأخرى من عبور مجالها كما تفعل مع الخطوط الجوية الملكية المغربية، بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ قرابة سنتين.
يُذكر أن النوادي المغربية التي لعبت في الجزائر السنتين الماضيتين، وعلى رأسها الوداد البيضاوي في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، والمنتخب الوطني للآمال في البطولة العربية، وبعثة لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، حلوا بالجزائر عبر تونس.
ليس المغرب وحده
وإذا كان المنتخب المغربي للاعبين المحليين لكرة القدم قد وضع شروطاً لمشاركته في شان الجزائر، فإن عدداً من الدول أعلنت رسمياً عدم مشاركتها لأسباب متباينة.
ففي 28 أبريل/نيسان 2022 أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" اعتذار كل من تونس ومصر عن المشاركة في البطولة، لتلحق بهما بعد ذلك جمهورية أوغندا.
وذكرت وسائل إعلام محلية في تونس أن اتحاد اللعبة المحلي فضّل الانسحاب بسبب تركيزه حينها على تجهيز المنتخب الأول للمشاركة في نهائيات كأس العالم قطر 2022.
من جهته، جاء اعتذار الاتحاد المصري للانشغال باستعدادات "كان 2023″، حسبما أورد الإعلام المحلي، بينما قرر الاتحاد الأوغندي عدم المشاركة بسبب أزمة مالية خانقة يعاني منها.
وقبل أيام قليلة تداولت تقارير إعلامية أخباراً مفادها أن الكاميرون تعتزم الانسحاب من "شان الجزائر"، لأسباب تنظيمية وأمنية، قبل أن ينفي مصدر من داخل الاتحاد الكاميروني ذلك.