كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، مساء الثلاثاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2022، أنّ الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي، الذي لا يزال يقبع في زنزانته وحيداً، عقاباً على مشاركته في عملية سجن "جلبوع"، قدّم طلباً مستعجلاً إلى إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، للتبرع بنخاعه العظمي للأسير المريض المصاب بالسرطان، وليد دقة.
الهيئة قالت إن الأسير دقة كان قد نُقل مؤخراً إلى مستشفى برزلاي" الإسرائيليّ، إثر انتكاسة صحية ألمت به، فيما أبلغه أطباء الاحتلال حينها أنّه يُعاني سرطاناً في الدم، "اللوكيميا"، بعد التشخيص الأولي الذي أُجري له، ليتبيّن بعد عدة أيام أن هناك تشخيصاً آخر لحالته، وأضافت الهيئة أنّه تبعاً للتقارير، تبيّن أنّ دقة يعاني نوعاً آخر من السرطان، وهو ليس في حاجة إلى الخضوع لجلسات علاج كيميائي، وإنّما إلى تزويده بدواء بين فترة وأخرى، كما أنّه في حاجة إلى وحدتي دم، والخضوع لعملية زراعة نخاع لاحقاً.
والأسير دقة (60 عاماً) من بلدة باقة الغربية داخل أراضي عام 1948، ومعتقل منذ عام 1986 ومحكوم بالسجن المؤبد الذي حُدد لاحقاً بـ 37 عاماً، وأضاف الاحتلال على حكمه لاحقاً عامين آخرين، وخلال عام 1999 ارتبط بزوجته سناء سلامة، ورزق منها عام 2020 بطفلة أسماها "ميلاد" عبر النطف المحررة، وهو من الأسرى المعتقلين قبل اتفاقية أوسلو، وقد أنتج خلال سنوات اعتقاله العديد من الكتب والدراسات والمقالات التي واجه بسببها عدة عقوبات كالعزل الانفرادي والنقل التعسفي وغيرهما.
أما الزبيدي، فهو من أبرز قادة شهداء الأقصى، التابعة لحركة فتح، وهو من مواليد مخيم جنين، وعضو سابق في المجلس الثوري لحركة فتح، كما شارك الزبيدي في الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وفي عمليات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.
الزبيدي نجا 4 مرات من محاولات اغتيال إسرائيلية، وأصيب على إثرها بتسع رصاصات، وانفجرت في وجهه عبوة ناسفة لا تزال آثارها على جسده حتى اليوم.
فيما قُتلت والدته وشقيقه برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، ويقضي أشقاؤه حكماً بالمؤبد في سجون الاحتلال، الذي هدم منزل العائلة ثلاث مرات.
وتقول وسائل إعلام محلية إن الزبيدي كان المسؤول عن "التخطيط لعمليات استشهادية في عمق إسرائيل"، قُتل فيها عشرات الإسرائيليين، رداً على المجازر التي ارتكبها العدو أثناء الانتفاضة الثانية، وفي مقدمتها تدمير مخيم جنين وحصاره، حيث كان يقيم مع رفاق سلاحه.
ويعتبر الزبيدي من أبرز المطلوبين من قِبل الأمن الإسرائيلي، قبل أن يحصل على عفو هو ورفاقه في منتصف عام 2007، حيث قام بتسليم أسلحته إلى السلطة الفلسطينية، وانتقل إلى المقاومة الثقافية من خلال المسرح والفنون.
وفي 2011 ألغت إسرائيل العفو عنه واعتقلته وسجنته في سجن جلبوع العسكري شمالي فلسطين، بعدما اتهمه جهاز الأمن العام "الشاباك" بالمشاركة في هجمات إطلاق النار خارج مستوطنة بيت إيل.
وصفه يستحاق أيلان، وهو ضابط سابق في "الشاباك"، بأنه "قطّ شوارع… لطالما حاولنا الإمساك به لكنه أفلت من أيدينا، والآن أعيد اعتقاله لانخراطه مرة أخرى في أنشطة إرهابية".
فيما قال عنه، في مقابلة مع صحيفة "معاريف"، عام 2019، إن "إسرائيل سعت لوضع يدها على الزبيدي حين كان مطلوباً لأجهزتها الأمنية، لكنها لم تنجح. واعتُقل في الأيام الأخيرة بسبب تورُّطه في التخطيط لتنفيذ هجمات مسلَّحة ضد إسرائيل".