كشف تقرير شبكة الباروميتر العربي البحثية، لعام 2022، عن تراجع ثقة الأردنيين بحكومتهم إلى أدنى مستوياتها التاريخية هذا العام، وهي الآن أقل بمقدار 41 نقطة مما كانت عليه وقت انتفاضات الربيع العربي، بحسب ما نقل موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول 2022.
ويتمثل المحرك الرئيسي لفقدان ثقة الأردنيين بحكومتهم في الاقتصاد، الذي صنّفه ما يقرب من الثلثين على أنه المشكلة الأخطر التي تواجه الأردن.
فيما تواجه البلاد ارتفاعاً حاداً في تكاليف المعيشة وعدم القدرة على توفير فرص العمل للعديد من شبابها. وانكسر عقد الحكومة الأردنية التقليدي، الذي قام على توفير الأسرة الهاشمية الحاكمة وظائف بالمحسوبية لعشائر البلاد، مع نفاد خزائن الدولة.
ولحق ضرر كبير بصناعة السياحة الأردنية تحديداً، وهي نقطة مضيئة نادرة في الدولة، من الوباء. ومنذ عام 2019، ارتفع إجمالي البطالة من 19% إلى 23%، ويبلغ حالياً 50% لشباب المملكة. إضافة إلى أنَّ الحرب الروسية الأوكرانية ساهمت في ارتفاع الأسعار.
وصنّف الأردنيون من خلفيات ومناطق ومستويات اجتماعية مختلفة؛ الاقتصاد بالتساوي، إذ صنفه 15% فقط على أنه "جيد"؛ ما يشير إلى استياء واسع النطاق داخل المملكة.
في حين وصل الإحباط الاقتصادي وفقدان الثقة بالحكومة لمستوى جدير بالملاحظة؛ لأنَّ الأردن استطاع تجنيب نفسه الكثير من الاضطرابات التي ضربت جيرانه في أعقاب الربيع العربي عام 2011.
الأردنيون محبطون من الفساد
في ديسمبر/كانون الأول، تعرّض الأردن لاحتجاجات نادرة اندلعت بسبب إضراب سائقي سيارات الأجرة والشاحنات؛ احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود. وقُتِل 3 من ضباط الشرطة الأردنية الأسبوع الماضي في تبادل لإطلاق النار أثناء محاولتهم اعتقال القتلة المشتبه بهم لقائد شرطة رفيع المستوى من مدينة معان الجنوبية، التي تعاني من اضطرابات.
من بين الذين شملهم الاستطلاع، قال 88% إنَّ الفساد منتشر إلى حد كبير أو متوسط في الحكومة الوطنية، وهي زيادة مثيرة عن مستويات ما قبل الربيع العربي عندما قال الثلثان نفس الشيء.
وربما ليس من المستغرب بالنسبة لدولة نصف سكانها على الأقل من أصل فلسطيني، أنَّ 5% فقط ممن شملهم الاستطلاع يؤيدون التطبيع مع إسرائيل. وأقام الأردن علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ حوالي عقدين، لكن العلاقات قائمة إلى حد كبير على المستوى الحكومي، مع تفاعل محدود بين الناس.
وصنّف أقل من 1%، ممن استطلع الباروميتر العربي آراءهم، التدخل الأجنبي والإرهاب على أنهما التحدي الأكبر. وذكر 1% فقط عدم الاستقرار على أنه مصدر قلق.