كشفت لجنة التحقيق في أحداث اقتحام الكونغرس الأمريكي، عن تقريرها المفصل والنهائي للتحقيقات التي استمرت 18 شهراً بشأن الهجوم على مبنى الكابيتول وجهود الرئيس السابق دونالد ترامب في إلغاء انتخابات 2020، وفق ما قالت شبكة NBCN الأمريكية.
في حين أشار التقرير ذاته إلى تورط ترامب "بصفة إجرامية" في مؤامرة متعددة الأذرع لقلب النتائج القانونية لانتخابات 2020، وأن الرئيس السابق "لم يكبح جماح مناصريه".
يأتي نشر التقرير الذي بلغ أكثر من 800 صفحة، الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول 2022، بعد أيام قليلة من آخر اجتماع للجنة التحقيق المؤلفة من 9 أعضاء (7 ديمقراطيين ونائبين جمهوريين) حيث نقلت توصيات لوزارة العدل بمتابعة "تهم جنائية" ضد ترامب.
كان لجنة من أعضاء مجلس النواب الأمريكي قد تم تشكيلها في أعقاب اقتحام أنصار ترامب للكونغرس يوم 6 يناير/كانون الثاني 2021 بغرض تعطيل جلسة التصديق على خسارة الرئيس السابق الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس الحالي جو بايدن.
ماذا قررت لجنة التحقيق في اقتحام الكونغرس؟
وعقدت اللجنة، التي تتكون من أغلبية ديمقراطية وبعض النواب الجمهوريين، جلسة ختامية، مساء الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، أعلنت خلالها ما توصلت إليه من نتائج، بعد الاستماع لمئات الشهود والاطلاع على آلاف المستندات والقضايا التي نتجت عن حادث الاقتحام الدموي للكونغرس.
وأوصت اللجنة في اجتماعها الأخير بتوجيه أربعة اتهامات لترامب هي التحريض على التمرد والمساعدة عليه، وعرقلة إجراءات رسمية، والتآمر والاحتيال ضد الولايات المتحدة، والتآمر للإدلاء بإفادات كاذبة.
وقررت اللجنة إحالة ملف التحقيق إلى وزارة العدل، وطلبت من المدعين الفيدراليين، التابعين للوزارة، توجيه تهمتي "عرقلة إجراء رسمي والتمرد" للرئيس السابق، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد.
ورغم أن طلب اللجنة، التي يترأسها الديمقراطيون، غير ملزم لوزارة العدل، إلا أنه يأتي في وقت ينظر فيه مستشار خاص في تحقيقين اتحاديين آخرين في حق الرئيس الجمهوري السابق فيما يتعلق بمحاولته قلب هزيمته في انتخابات عام 2020 ونقل ملفات سرية من البيت الأبيض.
وقال النائب الديمقراطي جيمي راسكين، أحد أعضاء اللجنة، في أثناء إعلانه عن الاتهامات: "التمرد هو حالة من العصيان على سلطة الولايات المتحدة. إنها جريمة اتحادية خطيرة متأصلة في الدستور"، بحسب رويترز، بينما رفض متحدث باسم وزارة العدل التعليق على قرار اللجنة، ولم يرد متحدث باسم ترامب على طلب التعليق.
"قلب الحقائق"
واستندت اللجنة في قراراتها إلى أن ترامب عمل على نشر مزاعم كان يعلم بأنها غير صحيحة عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، قبل أن يبدأ ممارسة ضغوط على وزارة العدل ونائبه، مايك بنس، للمساعدة في قلب الحقائق التي أشارت إليها نتائج الانتخابات، والتي تتضمن هزيمته.
كما اتهمت اللجنة ترامب بأنه حرض على أعمال شغب في مقر الكابيتول، في إطار محاولة أخيرة للحيلولة دون الانتقال السلمي للسلطة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن.
كما نشرت اللجنة مقطع فيديو جديداً من شهادة معاونة ترامب هوب هيكس وهي تقول إنها حذرت الرئيس السابق من أنه حال استمرار نشره مزاعم كاذبة هو وفريقه، فقد يؤدي ذلك إلى "تدمير إرثه"، وأضافت أن ترامب تجاهل تحذيرها.
وقالت أثناء شهادتها إن "الرئيس الجمهوري قال شيئاً على غرار (لن يأبه أحد بإرثي إذا خسرت، لذلك لن يكون ذلك مهماً على الإطلاق. الشيء الوحيد المهم هو الفوز)"، كما اتهمت اللجنة الابنة الكبرى للرئيس السابق ومعاونته السابقة إيفانكا ترامب بأنها لم تكن "صريحة أثناء التحقيقات"، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC.