تواصل منصة "نتفليكس" تشديد قيودها على مشاركة كلمات السر لحساباتها بين عملاء المنصة ومعارفهم، ووصل بها الأمر إلى درجة نشر إعلان تؤكد فيه أن مشاركة كلمات السر مخالف للقانون، وقد يجعلك مذنباً، قبل أن تقوم بحذفه.
صحيفة The Times البريطانية قالت، في تقرير لها، الخميس، 22 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن منصة البث نتفليكس غرّدت ذات مرة: "الحب هو مشاركة كلمة المرور". لكن الآن يبدو أنَّ هذه الممارسة قد تجعلك متهماً بالقرصنة.
فيما وضع مكتب الملكية الفكرية البريطاني، في تحديث لم يحظَ بانتباه يُذكَر على موقعه الإلكتروني، مثبطاً لمشاهدة عروض عيد الميلاد التلفزيونية من خلال إخبار الملايين من مستخدمي كلمات المرور بأنهم يخالفون القانون.
كما قالت الهيئة الحكومية، التي أطلقت حملة جديدة لمكافحة القرصنة مع العملاق التكنولوجي "ميتا"، إنَّ المشاركة غير المُصرَّح بها لكلمات المرور لخدمات البث المباشر تعد انتهاكاً لقانون حقوق النشر.
لكن إدراكاً منه أنَّ هذا قد يكون بمثابة صدمة للبلاد خلال احتفالات عيد الميلاد، فقد حذف مكتب الملكية الفكرية بسرعة الإشارة إلى مشاركة كلمات المرور من الموقع، لكنه ظل متمسكاً بنصيحته.
بينما قال مكتب الملكية الفكرية: "هناك مجموعة من الأحكام في القانون الجنائي والمدني، التي قد تكون قابلة للتطبيق في حالة مشاركة كلمة المرور، حيث يكون القصد من السماح للمستخدم بالوصول إلى الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر دون مقابل. قد تتضمن هذه الأحكام خرقاً للشروط التعاقدية أو الاحتيال أو انتهاكاً ثانوياً لحقوق الطبع والنشر، حسب الظروف".
كما قالت دائرة الادعاء العام الملكية في بريطانيا إنَّ أي قرار بتوجيه الاتهام إلى شخص ما لمشاركته كلمات المرور سيُعامَل "على أساس كل حالة على حدة".
حسب "التايمز"، من المرجح أن تكون الجريمة بموجب قانون حقوق الطبع والنشر هي "تلقي البرامج عن طريق الاحتيال"، التي تُفرَض عليها غرامة قدرها 5 آلاف جنيه إسترليني (6051 دولاراً أمريكياً).
فيما قد لا تأخذك نتفليكس إلى المحكمة قريباً، لكن هناك قيود مشددة قادمة ضد 100 مليون من عملائها الذين يُعتقَد أنهم يشاركون تفاصيل تسجيل الدخول لحساباتهم الخاصة.
كما قالت وزيرة الثقافة البريطانية السابقة، نادين دوريس، مؤخراً إنها شاركت حسابها على نتفليكس مع 4 أسر أخرى، بما في ذلك منزل والدتها.
سيُطلَب من أولئك الذين يستخدمون كلمة مرور مشتركة الدفع، ما لم يكونوا يعيشون في نفس المنزل الذي يعيش فيه صاحب الحساب. وصرحت الشركة بأنها ستفرض قواعدها بناءً على عناوين بروتوكول الإنترنت ومُعرّفات الجهاز ونشاط الحساب.
بينما قال الرئيس التنفيذي المشارك لشركة نتفليكس، تيد ساراندوس: "تأكدوا أنَّ المستهلكين لن يحبوا هذه الخطوة فوراً".
لم تعلن نتفليكس، التي من بين أشهر عروضها مسلسل "The Crown- التاج" و"Stranger Things -أشياء أغرب"، عن مقدار التكلفة الإضافية التي ستفرضها على مشاركة كلمات السر، لكن الاختبارات التي أجرتها في أمريكا اللاتينية تشير إلى ما يصل إلى 4 جنيهات إسترلينية (4.84 دولار أمريكي) شهرياً.
إضافة إلى ذلك، طرحت الشركة مؤخراً فئة مدعومة بالإعلانات تكلف 4.99 جنيه إسترليني (6 دولارات أمريكية) شهرياً. ومع وجود 223 مليون مشترك عالمي، تعد نتفليكس أول شركة بث مباشر تواجه هذه المشكلة بينما تواجه الصناعة تباطؤاً. وتشير التقديرات إلى أنَّ هذه الخطوة قد تولّد 721 مليون دولار إضافية في أمريكا الشمالية العام المقبل.