حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "أكبر تهديد إرهابي" يتمثل في الجماعات اليمينية المتطرفة والمنادية بتفوق العرق الأبيض في الغرب، بحسب ما نقله موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2022.
جاء حديث الأمين العام للأمم المتحدة، الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول، خلال مؤتمر نهاية العام الصحفي في نيويورك، حيث قال إن قضية ألمانيا ليست أكثر من مثال واحد على التهديد الذي تشكله الجماعات اليمينية المتطرفة على المجتمعات الديمقراطية على مستوى العالم.
يشار إلى أن برلين شنت حملة اعتقالات طالت عشرات الأشخاص بتهمة الانتماء لجماعة يمينية متطرفة ومحاولة تنفيذ انقلاب على الحكم في ألمانيا.
وقال غوتيريش: "ثبت أن أكبر تهديد إرهابيٍّ اليوم في الدول الغربية يأتي من اليمين المتطرف والنازيين الجدد والجماعات المنادية بتفوق العنصر الأبيض".
وأضاف أن على العالم أن ينتبه إلى ظاهرتي كراهية الإسلام ومعاداة السامية، وإلى أن الأولى قد ازدادت بدرجة كبيرة في أعقاب الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على الإرهاب.
تنامي العداوة ضد الإسلام
يأتي ذلك في الوقت الذي توصل فيه تقرير حديث صادر عن المجلس الإسلامي في أستراليا، إلى أن ما يقرب من 86% من المنشورات المعادية للمسلمين على وسائل التواصل الاجتماعي تأتي من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند.
فخلال عامين، بين 28 أغسطس/آب عام 2019 و27 أغسطس/آب عام 2021، سجلت الهند أعلى رقم من هذه المنشورات المعادية للإسلام بلغ 871.379، تليها الولايات المتحدة بـ289.248 تغريدة، والمملكة المتحدة بـ196.376 تغريدة.
وقال غوتيريش: "أرى أن علينا أن نكون واضحين وحازمين بشدة في إدانة كل شكل من أشكال النازية الجديدة، وجماعات التفوق الأبيض، وأي شكل من أشكال معاداة السامية، وكراهية المسلمين".
تعاظم اليمين في أمريكا
في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، شرعت الولايات المتحدة في حملة شاملة لوقف الجماعات اليمينية المتطرفة داخلها وخارجها، وركزت اهتمامها على مجتمعات المسلمين.
يقول الخبراء إنه خلال هذه الفترة، غالباً ما كان يُقلَّل من شأن التهديدات اليمينية المتطرفة في الداخل، وفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة New America الفكرية في واشنطن، فالجماعات اليمينية المتطرفة أو الأفراد ذوو الأيديولوجيات اليمينية في الداخل قتلوا من الأشخاص على الأراضي الأمريكية ما يفوق من قتلتهم أي مجموعة مصنفة أخرى منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
كما وجدت دراسة استقصائية أجرتها وكالة Associated Press ومركز NORC لأبحاث الشؤون العامة، أن الأمريكيين قلقون من عنف الجماعات اليمينية المتطرفة والأفراد ذوي الأيديولوجيات اليمينية في الداخل أكثر من قلقهم من التهديدات الخارجية.
ووجد الاستطلاع أن 65% من المشاركين فيه في الولايات المتحدة إما قلقون جداً وإما قلقون بدرجة كبيرة من الجماعات داخل الولايات المتحدة، فيما قال 50% الشيء نفسه عن الجماعات المسلحة خارج البلاد.
وقد أُجري هذا الاستطلاع بعد أعمال الشغب التي وقعت في 6 يناير/كانون الثاني عام 2021، حين اقتحم أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، مبنى الكابيتول الأمريكي وسط تراخٍ أمني في أثناء انعقاد جلسة بالكونغرس.