أفاد موقع Axios الأمريكى في تقرير نشره الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2022، بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال على هامش مسيرة انتخابية في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن الاتفاق النووي مع إيران في عام 2015 "ميت"، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة لن تعلن ذلك رسمياً، وذلك حسبما عُرض في فيديو جديد ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022.
يعد ما ورد في الفيديو أقوى تأكيد حتى الآن على أن إدارة الرئيس بايدن تعتقد أنه ليس هناك مسار يمكن المضي قدماً من خلاله نحو الوصول إلى الاتفاق الإيراني، مما يترك تساؤلات رئيسية حول مستقبل البرنامج النووي لطهران.
إحياء الاتفاق النووي مع إيران
جدير بالذكر أنه في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2022، قال المبعوث الأمريكي لإيران روبرت مالي إن الإدارة لن "تضيع الوقت" على محاولة إحياء الاتفاق النووي مع إيران في هذا الوقت، بالنظر إلى قمع الاحتجاجات في طهران والدعم الإيراني للحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا، وموقف إيران من برنامجها النووي.
في حين أدلى بايدن بهذه التصريحات في محادثة قصيرة مع امرأة كانت تحضر مسيرة انتخابية في مدينة أوشينسايد بولاية كاليفورنيا.
طلبت هذه المرأة من بايدن أن يعلن أن خطة العمل الشاملة المشتركة -وهو الاسم الرسمي للاتفاق النووي مع إيران- صارت ميتة.
بايدن يرفض إعلان فشل مفاوضات النووي
من جانبه، قال بايدن إنه لن يفعل ذلك "لأسباب عديدة". لكنه أضاف: "إنها ميتة ولكننا لن نعلنها. إنها قصة طويلة".
ردت المرأة بأن النظام الإيراني لا يمثل الشعب. فقال بايدن: "أعرف أنهم لا يمثلونكم. لكنهم سيكون لديهم سلاح نووي سوف يمثلونه".
في سياق متصل، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في حديثه مع موقع Axios: "إن خطة العمل الشاملة المشتركة ليست محل تركيز الآن. إنها ليست ضمن الأجندة".
أضاف: "لا نرى تبلور أي اتفاق في أي وقت قريب"، مشيراً إلى قمع الاحتجاجات المشهود في إيران ودعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا. وتابع قائلاً: "إن تركيزنا الآن منصب على الطرق العملية لمواجهتهم في هذه النطاقات".
لقاء إيراني أوروبي
في المقابل وحسبما نشر موقع "الجزيرة نت" فقد بحث مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في الأردن، العودة إلى المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي بعد أشهر من توقفها، في حين قالت واشنطن إن الملف ليس محط تركيز الإدارة الأمريكية الآن.
عقد اللقاء بين بوريل وعبد اللهيان على هامش مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في منطقة البحر الميت بالأردن، وذلك وسط تدهور للعلاقات بين طهران والاتحاد الأوروبي، بسبب هذا الملف وقضية حقوق الإنسان في إيران، بالإضافة إلى الاتهامات الموجهة لإيران بدعم روسيا في حربها على أوكرانيا.
قال بوريل في تغريدة على تويتر، إنه أكد خلال اللقاء ضرورة وقف الدعم العسكري لروسيا، وما وصفه بالقمع الداخلي في إيران. وأشار المسؤول الأوروبي إلى أنه اتفق مع الوزير الإيراني على ضرورة إبقاء قنوات التواصل مفتوحة واستعادة الاتفاق النووي لعام 2015 على أساس مفاوضات فيينا.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن بلاده مستعدة للتوصل إلى نتيجة في محادثات فيينا، بناء على المسودة التي صيغت بعد أشهر من المفاوضات المكثفة. وقال عبد اللهيان إنه أكد خلال لقائه بوريل أن على الأطراف الأخرى الابتعاد عن تسييس هذا الملف، وأن تتبنى مواقف بناءة مبنية على الواقع وتتخذ القرارات اللازمة للعودة إلى الاتفاق، وفق تعبيره.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني استعداد بلاده لإتمام المفاوضات وإبرام اتفاق شريطة مراعاة الدول الغربية لما وصفها بالخطوط الحمراء والنصوص التي أعلنتها إيران.
في حين توقفت المحادثات الرامية للعودة إلى الاتفاق النووي منذ سبتمبر/أيلول 2022، إذ تتهم القوى الغربية إيران بتقديم طلبات مبالغ فيها تشمل وقف تحقيقات الوكالة الدولية بشأن أنشطتها النووية، بعدما لاح في الأفق أن جميع الأطراف تقترب من التوصل لاتفاق.