لجأت الحكومة البريطانية إلى وسيلة جديدة لإقناع طالبي اللجوء على أراضيها بقبول الذهاب إلى رواندا والعيش هناك، حيث استعانت بمهاجرة محجبة تعيش مع عائلتها هناك وتروّج للعيش في البلد الإفريقي الذي يقع وسط القارة.
وزارة الخارجية البريطانية نشرت على حسابها في تويتر، الأحد 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مقطع فيديو ترويجياً للسيدة وهي تحكي تجربتها التي يبدو أنها "ممنونة" منها.
في المقطع تظهر السيدة المحجبة وتدعى سناء، وهي تقول: "لقد مرت سنوات على اليوم الأول الذي وصلنا فيه إلى هنا، أتذكر عندما وصلنا إلى المطار شممنا الهواء وقلنا: حسناً يوجد أوكسجين هنا".
في حين أشادت سناء بمميزات العيش في رواندا، وقالت: "هنا دولة نظيفة ولطيفة وآمنة، والحكومة تقدم تسهيلات للمهاجرين بمنتهى الاحترام".
وفي إشارة إلى التردد الذي يكتنف عدداً كبيراً من طالبي اللجوء ببريطانيا والمهددين بترحيلهم ونقلهم إلى رواندا، قالت سناء: "السؤال الذي يخطر في بال أي شخص عندما يفكر بإفريقيا يكون عادة: هل هي آمنة أو لا؟ والإجابة هي: نعم".
أضافت: "يمكنك أن تبدأ حياتك بقليل من المال هنا، كلُّ ما عليك هو أن تعمل بجد، لأنه لا يوجد مكان سهل، وهذا ما يجب أن تفعله في أي مكان آخر، حتى ببلدك الأصلي".
وتفاعل ناشطون على مواقع التواصل مع المقطع الترويجي الذي تحاول خلاله الحكومة البريطانية إقناع طالبي اللجوء بخطتها، وشارك حساب "بريطانيا بالعربي" على تويتر المقطع، متسائلاً: "ترحيل اللاجئين إلى رواندا فرصة لحياة جديدة أم رحلة نحو المجهول برأيك؟!".
بينما تساءل أحدهم قائلاً: "هل سترسلون اللاجئين الأوكرانيين إلى رواندا أيضاً؟ أم أن هذه الحفاوة فقط مُتاحة لأصحاب ألوان البشرة المختلفة؟!".
وعلقت أخرى بالقول: "المرأة تتكلم بخوف شديد، وتردد، وقد تم تحفيظها، هذا الفيديو كي يرى كل من يفكر في الهجرة غير الشرعية، ألا يقْدم على هذا الفعل".
المحكمة العليا تقر خطة الحكومة
يشار إلى أن المحكمة العليا البريطانية أقرت، الإثنين، بقانونية خطة الحكومة لإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا، مشيرة إلى أن ما يؤخذ على الحكومة البريطانية هو أنها "لم تنظر بشكل صحيح في الحالات الفردية"، لكن الخطة بحد ذاتها "قانونية"، بحسب نص القرار.
بدورها، أشادت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، بقرار المحكمة، مضيفة: "ستوفر شراكتنا الرائدة في مجال الهجرة مع رواندا الدعم للأفراد الذين تم نقلهم لبناء حياة جديدة هناك، وسنحارب الأعمال الخاصة بعصابات تهريب الأشخاص الذين يعرّضون حياتهم للخطر من خلال عمليات عبور القوارب الصغيرة الخطيرة وغير القانونية".
كانت الحكومة البريطانية، قد وقَّعت في أبريل/نيسان 2022، ما وصفته بأنَّه الاتفاق "الأول في العالم" لإرسال المهاجرين الذين يُعتَبَر أنَّهم وصلوا إلى المملكة المتحدة بصورة غير شرعية إلى رواندا.
في حين أُلغِيَت أول رحلة ترحيل- كان من المقرر أن تقلع يوم 15 يونيو/حزيران 2022- حين كانت الطائرة على المدرج في مطار سالزبري بعد تدخُّل من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عقب سلسلة من الطعون القانونية من جانب أولئك الذين كانوا على متن الطائرة.