أعلن الجيش الأردني، الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول 2022، أنه سينشر قوات وآليات عسكرية على الطريق المؤدي من مطار الملكة علياء الدولي إلى منطقة البحر الميت، لتأمين قمة إقليمية تجمع العراق والدول المجاورة بمشاركة فرنسا، على غرار مؤتمر بغداد في أغسطس/آب 2021، وذلك في وقت تشهد فيه مناطق بالمملكة احتجاجات.
جاء ذلك في بيان صدر عن الجيش الأردني، ونقل البيان عن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة، قوله إن هذا الانتشار على الطريق من المطار الذي يبعد 30 كم جنوب عمان وحتى منطقة البحر الميت (50 كم غرب عمان) سيأتي "تمهيداً لانطلاق مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في نسخته الثانية والذي سيعقد في الأردن الثلاثاء".
المؤتمر الذي سيعقد "بمشاركة المملكة الأردنية الهاشمية ومصر والعراق وعدد من الدول المتوقع مشاركتها ومنها فرنسا"، سيناقش "التحديات التي تتعلق بالأمن الغذائي والأمن الدوائي وأمن الطاقة في المنطقة والعالم"، بحسب البيان.
كان قصر الإليزيه قد أعلن في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2022، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيشارك في مؤتمر "بغداد 2" الذي سيجمع دولاً كبرى في المنطقة، منها إيران والسعودية مع العراق، بعد نسخة أولى بالعاصمة العراقية في أغسطس/آب 2021، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
سيجتمع المشاركون في المؤتمر بمركز الملك الحسين بن طلال على سواحل البحر الميت، وقال الإليزيه إن "الأمر يتعلق بتقديم الدعم والاستقرار والأمن والازدهار للعراق والتعامل مع المنطقة بأكملها بما أن العراق بلد أساسي"، من خلال معالجة المشاكل المشتركة مثل الاحتباس الحراري والأمن الغذائي.
كذلك، من المقرر أن يلتقي ماكرون، ملك الأردن عبد الله الثاني "الحليف في محاربة الإرهاب"، بحسب باريس.
يأتي نشر القوات وانعقاد المؤتمر، فيما يشهد الأردن منذ أيامٍ احتجاجات على ارتفاع أسعار المحروقات اندلعت خلالها أعمال شغب، لاسيما في محافظات الجنوب، وقُتل على أثرها ضابط برتبة عقيد في محافظة معان" (نحو 218 كم جنوب عمان).
أوقفت سلطات الأمن في الأردن 44 شخصاً شاركوا في أعمال الشغب تلك، وشدد ملك الأردن على عدم قبوله التطاول أو الاعتداء على الأجهزة الأمنية، مؤكداً أنه سيتم التعامل "بحزم" مع كل من يرفع السلاح في وجه الدولة.
تشهد معان منذ 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إضراباً في قطاع النقل؛ للمطالبة بتخفيض أسعار المشتقات النفطية بالبلاد، إلا أنه تطور فيما بعد إلى إضراب عام أغلقت على أثره المحال التجارية بالكامل.
إضافة إلى معان، شهد عدد من محافظات المملكة أيضاً احتجاجات وأعمال شغب، دفعت الأمن إلى التعامل معها وفضّها.
ويشهد الأردن أوضاعاً اقتصادية صعبة تفاقمت بسبب ديون خارجية فاقت الخمسين مليار دولار وجائحة كورونا، وتقول عمّان إنها بحاجة إلى الحفاظ على الانضباط المالي في إطار برنامج للإصلاح الاقتصادي الهيكلي يدعمه صندوق النقد الدولي، ساعد المملكة على حماية اقتصادها.