قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن عدداً من الصحفيين البارزين قد تعرضوا للإيقاف أو الحظر في تويتر، بعد أن كتبوا عن المنصة ومالكها الملياردير إيلون ماسك الذي استحوذ على الشركة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في سلسلة من التغريدات المسائية، كتب ماسك أنَّ مشاركة موقعه في الوقت الفعلي على تويتر ممنوع، واتهم الصحفيين، الذين زعم أنهم كانوا يشاركون معلومات حول موقعه، بنشر "إحداثيات اغتياله".
بحسب الغارديان، فقد عُلِّقَت حسابات صحفيي أخبار التكنولوجيا في شبكة CNN وصحيفة The Washington Post وموقع Mashable وصحيفة The New York Times في تتابع سريع، مساء الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول.
وجميعهم نشروا مؤخراً مقالات حول تعليق ماسك لحساب تويتر الذي شارك بيانات متاحة للجمهور حول تحركات طائرته الخاصة. وسلّطت كل من هذه المقالات الضوء على التوتر بين التزام ماسك المُعلَن بـ"حرية التعبير" واختياره لحظر حساب لم يعجبه شخصياً.
يبدو أيضاً أنَّ حساب شركة الوسائط الاجتماعية المنافسة Mastodon الخاص بتويتر -الذي انتقل إليه بعض مستخدمي تويتر بعد استيلاء ماسك على تويتر- قد عُلِّق.
ويبدو أيضاً أنَّ الروابط إلى حسابات Mastodon الفردية تعرضت للحظر. في حين أخطرت رسالة خطأ بعض المستخدمين بأنَّ الروابط إلى Mastodon قد "عرّفها" تويتر أو شركاء على أنها "قد تكون ضارة".
في السياق، كتب رايان ماك، مراسل التكنولوجيا في "نيويورك تايمز"، على حساب جديد على تويتر أنه لم يتلقَّ "أي تحذير" قبل تعليق حسابه ولا أي اتصال من الشركة حول سبب "تعليق حسابه تعليقاً دائماً".
بينما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في بيان، أن تعليق مراسلها التكنولوجي، درو هارنيل، "يقوّض ادعاء إيلون ماسك بأنه يعتزم إدارة تويتر منصةً مخصصة لحرية التعبير".
قالت شبكة "سي إن إن" في بيانها: "لا بد أنَّ عدم الاستقرار والتقلب المتزايد في تويتر يمثلان مصدر قلق كبيراً لكل من يستخدم المنصة".
وعلّق دوني أوسوليفان، أحد الصحفيين الذين أُغلِق حسابهم فجأة، لمراسل "سي إن إن"، أندرسون كوبر: "يبدو أنَّ ماسك يقضي على الحسابات التي لا يحبها".
"انتهاك خطير لحق الصحفيين"
من جانبها، أفادت لجنة حماية الصحفيين بأنه إذا تأكد أنَّ الحظر الفردي جاء انتقاماً من عمل الصحفيين، فسيكون ذلك "انتهاكاً خطيراً لحق الصحفيين في نقل الأخبار دون خوف من الانتقام".
وفي سلسلة التغريدات التي نشرها ماسك، في وقت متأخر، مساء الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول، قال: "لا مشكلة من انتقادي طوال اليوم، لكن الاستقصاء عن موقعي في الوقت الفعلي وتعريض عائلتي للخطر ليسا كذلك".
أضاف أنَّ "قواعد الاستقاء ذاتها التي تنطبق على الآخرين تنطبق على الصحفيين. لقد نشروا موقعي الدقيق في الوقت الفعلي، أي إحداثيات اغتيال، في انتهاك مباشر (واضح) لشروط خدمة تويتر".
ولم يوضح ماسك الطريقة التي يعتقد فيها أنَّ المراسلين الذين تعرضوا للإيقاف على تويتر قد شاركوا بها "موقعه الدقيق في الوقت الفعلي"؛ فالمقالات الإخبارية حول ماسك التي نشرها العديد من المراسلين قبل تعليق حساباتهم لم تتضمن أية معلومات حول موقعه في الوقت الفعلي، أو موقع أي من أفراد عائلته، بحسب الغارديان.
وقالت الصحيفة إن المقالات ركزت على "ElonJet"، وهو الحساب الذي نشر موقع طائرة الملياردير الخاصة أثناء سفرها إلى مدن مختلفة.