كشفت وسائل إعلام تركية، الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن السلطات الأمنية في إسطنبول اعتقلت 44 شخصاً بتهمة التخابر مع الموساد الإسرائيلي.
وأضافت أن فرع المخابرات الأمنية في إسطنبول، والشرطة من فرع مكافحة الإرهاب، نفذتا عملية مهمة للغاية في إسطنبول، تم فيها إلقاء القبض على عشرات الأشخاص المتهمين بتنفيذ عمليات تجسس سياسي وعسكري، تحت إشراف جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد".
وكشفت الصحيفة أن المتهمين تابعوا سراً مواطنين فلسطينيين في تركيا، ونقلوا معلومات عنهم إلى الموساد الإسرائيلي مقابل أموال.
ويشار إلى أن قضية شبكة "عملاء الموساد" في إسطنبول عادت إلى الضوء قبل أشهر، بعد أن كشفت تسريبات وتسجيلات جديدة جانباً من خفايا عمل جهاز المخابرات الإسرائيلي في تركيا، وكيف سعى لتجنيد طلاب فلسطينيين ومن جنسيات عربية مختلفة.
في حلقة خاصة من برنامج "ما خفي أعظم"، عرضت في يوليو/تموز 2022، نشرت قناة الجزيرة تفاصيل جديدة عن شبكة الموساد، التي كشف جهاز الاستخبارات التركي عن ضبطها، في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
حيث حصل البرنامج في تحقيقه، الذي حمل اسم "الموساد في إسطنبول"، على عشرات التسجيلات المسربة، كما أجرى لقاءات حصرية توثّق بعضاً من طرق تجنيد الموساد لعملائه، والأهداف التي سعى خلفها في إسطنبول.
بحسب ما كشف عنه البرنامج، فقد سعى الموساد إلى تجنيد طلاب من جنسيات عربية- خاصةً الفلسطينيين- يدرسون في تخصصات أمنية وعلمية حساسة، وذلك بهدف التجسس على قادة في المقاومة الفلسطينية مقيمين في إسطنبول.
شبكة من الموساد
وكانت وسائل إعلام تركية قد كشفت العام الماضي، عن تفكيك جهاز المخابرات التركية شبكة تعمل لصالح "الموساد الإسرائيلي"، ضد الفلسطينيين المقيمين بتركيا، ويصل عددها إلى 15 شخصاً من جنسيات عربية مختلفة.
أشارت وسائل الإعلام إلى أن أحد أعضاء الخلية كشف في اعترافاته، أن مهمته كانت الذهاب إلى مجمعات سكنية فخمة في منطقة باشاك شهير بمدينة إسطنبول، وهي من المناطق المعروفة بوجود نسبة كبيرة من السكان العرب فيها.
كانت مهمته جمع المعلومات والتثبت من أسماء الساكنين العرب في المجمعات، وبحسب الصحيفة، استطاع فعل ذلك من خلال "تفحّص الأسماء المكتوبة في صناديق البريد" الخاصة بالمجمعات.
تضيف الصحيفة أن "العميل أرسل أيضاً المعلومات حول العرب المقيمين بالمجمعات، من خلال تطبيق WI-FI Collector"، لافتة إلى أنه حصل مقابل ذلك على أجر بعملة "البيتكوين".
إضافة إلى ذلك، فإن "العميل كان لديه مكتب خاص بإجراءات المعاملات والإقامات"، وشارك المعلومات التي حصل عليها من الزبائن العرب مع "الموساد".
كذلك نقلت الصحيفة عن مصادرها، أن عضواً آخر في الخلية اعترف بأنه ارتبط بـ"الموساد" منذ عام 1999، وذكرت أنه اعترف بتردده على سفارة إسرائيل في منطقة ليفانت بإسطنبول، وأنه كان يتلقى نظير كل اجتماع يقدم فيه معلومات 400 دولار.
تقول الصحيفة إن فلسطينياً دخل تركيا في أواخر عام 2015، كان يتولى مهمة نقل الأموال وعقد اللقاءات مع مسؤولي العملية بالموساد، وقالت صحيفة "ديلي صباح" إنه بحسب المعلومات فإن "أ.ب" التقى مع "أ.ذ" الذي يعمل لصالح الموساد، ويحمل جواز سفر إسرائيلياً، وتسلم منه مبلغ 10 آلاف دولار نظير المعلومات التي نقلها له خلال العام.
وقد جاء الكشف عن تفكيك "خلية الموساد في تركيا" بعد عدة بلاغات صدرت في الآونة الأخيرة، تفيد بفقدان عدد من الشبان في تركيا، وسط غموض حول مصيرهم، أو مكان وجودهم.