قال موقع Business Insider الأمريكي، في تقرير نشره الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن بحثاً جديداً من جامعة شيفيلد هالام البريطانية توصل إلى أنَّ العديد من أكبر مُصنّعي السيارات في العالم قد يكونون مرتبطين بالعمل القسري لأقلية الإيغور، وهم أقلية مسلمة مركزها في شينجيانغ الصينية.
إذ يقول الباحثون إنهم خلصوا إلى أنَّ شركات السيارات العالمية، تسلا وفلوكس فاغن وجنرال موتورز وتويوتا ومرسيدس بينز وستيلانتس -التي تضم علامات تجارية مثل فيات وكرايسلر ودودج وجيب- في خطر كبير للتعامل مع مصانع معالجة الصلب والألومنيوم التي توظف العمالة الإيغورية القسرية.
آلاف الإيغور يعملون في مصانع معالجة المعادن
بعد مراجعة مجموعة من تقارير الشركات والأخبار ووسائل الإعلام الحكومية وغيرها من الوثائق المتاحة للجمهور، أوضح الباحثون أنهم وجدوا أنَّ ما لا يقل عن الآلاف من الإيغور قد أُجبروا على العمل في مصانع معالجة المعادن وفقاً لاستراتيجية "صنع في الصين 2025" وسياسات الحد من الفقر.
يذكر أنَّ إدارة بايدن وصفت، في تقريرها عن حقوق الإنسان لعام 2021، معاملة الصين للإيغور بأنها "إبادة جماعية".
وفقاً للباحثين، يستخدم صانعو السيارات منتجات الفولاذ والألومنيوم من الصين -التي تدعم الإنتاج في منطقة شينجيانغ- لإنشاء إطارات السيارات والعجلات والمكابح والهيئات. وقال الباحثون إنهم مرتبطون أيضاً بمصنّعين صينيين ينتجون النحاس والنيكل، بالإضافة إلى الإطارات والديكورات الداخلية والبطاريات والزجاج الأمامي للسيارات.
من جانبه، قال كينديل سالسيتو، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، لموقع Business Insider، إنَّ ظروف العمل في مصانع المعادن في شينجيانغ "مروعة للغاية".
العمل في ظروف شديدة الحرارة
كذلك يجب أن يعمل عمال مصنع الألومنيوم في "ظروف شديدة الحرارة"، حيث تعمل المصهرات على إذابة الألومنيوم في درجات حرارة عالية. ويقول الباحثون إنَّ أولئك المُكلّفين بتنظيف المطاحن الكروية -وهي الأدوات المستخدمة لطحن المعادن وسحقها- يتعرضون لمواد كيميائية خطيرة.
يأتي التقرير الجديد في الوقت الذي أصدرت فيه دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا -بعض أكبر منتجي السيارات في العالم بعد الصين، وفقاً للباحثين- قوانين للقضاء على العمل الجبري في سلاسل التوريد الخاصة بها.
في سياق متصل، أكد الباحث سالسيتو أهمية سعي العديد من البلدان الآن إلى إزالة الكربون من سلاسل التوريد الخاصة بها، وموافقتها على فعل ذلك بطريقة أخلاقية. وكُشِف مؤخراً عن أن هناك صناعات أخرى؛ مثل الألواح الشمسية، تربطها علاقات مماثلة بعمالة الإيغور.
تعقيدات في سلاسل التوريد
بحسب البحث الجديد، نفت العديد من شركات السيارات علمها بأنها تحصل على المعادن من منطقة الإيغور نظراً لتعقيد سلسلة التوريد.
حيث صرّح متحدث باسم فولكس فاغن لموقع Business Insider بأن الشركة "تأخذ مسؤوليتها على محمل الجد، واحترام حقوق الإنسان هو الأساس الأخلاقي لأنشطتنا التجارية". وأضاف المتحدث: "نحن نرفض السخرة وجميع أشكال العبودية الحديثة بما في ذلك الاتجار بالبشر".
بدوره، قال متحدث باسم شركة هوندا، لموقع Business Insider: "نتوقع من موردينا اتباع إرشادات الاستدامة العالمية الخاصة بنا فيما يتعلق بالعمالة".
كما صرّح متحدث باسم شركة جنرال موتورز لموقع Business Insider بأننا "نراقب بنشاط سلسلة التوريد العالمية الخاصة بنا ونجري التقصي الواجب واسع النطاق"، وقال إنَّ قواعد السلوك الخاصة بها مبنية على معايير الميثاق العالمي للأمم المتحدة.
فيما حذر سالسيتو، إذا استمرت شركات صناعة السيارات في الاعتماد على موردي الإيغور، فهذا يعني أنَّ "صناعة السيارات ستكون قد اختارت المساهمة في الإبادة الجماعية البطيئة".
في الوقت نفسه، يوصي الباحثون في تقريرهم الحكومات بسن قوانين تحظر الواردات المرتبطة بالعمل الجبري، كما أوصوا شركات السيارات بإنهاء العلاقات مع الموردين في شينجيانغ.
فيما أكد الباحث سالسيتو: "نحن بحاجة إلى أن نرى الصناعة تناشد من أجل سلاسل إمداد بديلة".