في تعميق واضح للعلاقات، وقّع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، الخميس، 8 ديسمبر/كانون الأول 2022، مع الرئيس الصيني شي جين بينغ اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، فيما أكد شي أن زيارته إلى المملكة ستفتح "عصراً جديداً" للعلاقات بين الصين والعالم العربي ودول الخليج والسعودية.
واستقبل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الخميس، الرئيس الصيني، قبيل عقد قمة بين البلدين في ثاني أيام زيارة شي جين بينغ للمملكة.
إذ أفادت وكالة الأنباء السعودية، بأن ولي العهد استقبل في قصر اليمامة بالرياض رئيس الصين، وأجريت له مراسم استقبال رسمية.
القمم الثلاث
ومن المقرر أن يشارك الرئيس الصيني في قمم سعودية وعربية وخليجية بحضور أكثر من 30 قائد دولة ومنظمة دولية.
وستكون القمة الأولى في برنامج زيارة الرئيس الصيني للرياض "سعودية صينية"، وقالت وسائل إعلام سعودية رسمية إن من المتوقع أن يوقع الوفد الصيني خلالها اتفاقيات مع الرياض بقيمة 30 مليار دولار.
كما سيتضمن برنامج الزيارة حضور الرئيس الصيني قمة "الرياض الخليجية-الصينية للتعاون والتنمية"، الجمعة، والتي سيشارك فيها قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
بالإضافة إلى ذلك، سيشارك الوفد الصيني برئاسة الرئيس شي في "قمة الرياض العربية-الصينية للتعاون والتنمية"، بمشاركة قادة دول عربية، وستتم خلال القمم الثلاث مناقشة سبل تعزيز العلاقات المشتركة في المجالات كافة، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي.
من جهته، قال الرئيس الصيني إن زيارته إلى المملكة "ستفتح عصراً جديداً للعلاقات بين الصين والعالم العربي ودول الخليج والسعودية".
جاء ذلك في مقال له كتبه بصحيفة "الرياض" السعودية، ونشرته الخميس ونقلته وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، على هامش زيارته التي بدأت للمملكة أمس الأربعاء، وستستمر لعدة أيام.
وتابع شي جين بينغ في مقاله: "لقد أتيت إلى الرياض مرة أخرى بعد 6 سنوات وأنا أحمل مشاعر المودة والصداقة العميقة من الشعب الصيني".
كما أضاف أنه سيقوم خلال الزيارة بمشاركة "الأصدقاء العرب في القمة الصينية العربية الأولى والقمة الأولى للصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربي".
الرئيس الصيني شدد على أن بلاده ستعمل مع الجانب الخليجي على بناء نمط جديد ومتزايد الأبعاد لتعاونهما في مجال الطاقة، مؤكداً أن الصين ستغتنم فرصة إقامة وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين ومجلس التعاون الخليجي، "لترسيخ الصداقة التاريخية وتعميق الثقة المتبادلة مع دول المجلس".
شريك موثوق
وفي السياق، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن الرياض ستظل شريك الصين الموثوق به والمعوّل عليه في مجال الطاقة، وإن البلدين سيعززان التعاون في سلاسل إمدادات الطاقة، عن طريق إنشاء مركز إقليمي في المملكة للمصانع الصينية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الشركات الصينية والسعودية وقعت، الأربعاء، 34 اتفاقية استثمارية في الطاقة الخضراء، وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات السحابية، والنقل والبناء، وقطاعات أخرى.
وتوسعت العلاقات الثنائية بين الرياض وبكين في غمرة سعي المنطقة لتنويع أنشطتها الاقتصادية؛ مما أثار مخاوف الولايات المتحدة من تنامي مشاركة الصين في البنية التحتية الحساسة في الخليج.
من جانب آخر، علق البيت الأبيض على زيارة الرئيس الصيني للسعودية، وقال إن زيارة شي للسعودية "مثال على محاولات الصين لبسط نفوذها في أنحاء العالم"، مشدداً على أنها لن تغير سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط.
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أوضح للصحفيين في البيت الأبيض أن من المؤكد أن جولات الرئيس الصيني ليست مفاجئة، لكن الولايات المتحدة تركز على شراكتها في المنطقة.