لم ينكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول 2022، قيام قواته بضرب البنية التحية في أوكرانيا، بل أكد بشكل صريح ذلك، محملاً كييف مسؤولية رد فعله، مؤكداً بشكل واضح نيته توسيع حدود روسيا، خلافاً لما كان أعلنه من أهداف في بداية الحرب مع أوكرانيا.
بوتين قال في اجتماع عسكري: "هناك الكثير من الجلبة بهذا الخصوص.. نعم، نحن نفعل ذلك (يقصد قصف البنية التحتية لأوكرانيا).. لكن من بدأ ذلك؟ من ضرب جسر القرم؟ من فجر خطوط الكهرباء من محطة الطاقة النووية في كورسك؟".
وأضاف بوتين: "لم يقل أحد كلمة واحدة (عن تصرفات أوكرانيا في دونباس) في أي مكان على الإطلاق، فقط الصمت التام.. وبمجرد أن نتحرك ونفعل شيئاً رداً على ذلك، تبدأ الضوضاء وضجة في أنحاء الكون".
كما تابع بوتين: "إن قطع إمدادات المياه عن مدينة يبلغ عدد سكانها مليون نسمة هو عمل من أعمال الإبادة الجماعية".
وتدعي موسكو أن أوكرانيا نفذت "إبادة جماعية" في دونباس على مدى السنوات الثماني الماضية، وأن أحد أسباب بدء "العملية العسكرية الخاصة" في فبراير/شباط الماضي كان لحماية الناس في المنطقة الشرقية.
موسكو تكثف نشاطها العسكري بأوكرانيا
تأتي هذه التصريحات في وقت قال مسؤولون إن القوات الروسية تتقدم وتنفذ هجمات جوية وبرية على عدد من المناطق في شرق أوكرانيا، فيما قال حاكم أوكراني محلي إن روسيا نشرت المزيد من القوات قرب مدينة ليسيتشانسك، في محاولة للسيطرة على قرية بيلوهوريفكا. وتحدث قائد آخر في منطقة أخرى تشهد معارك شرسة عن تكثيف روسيا للهجمات الجوية.
وقال سيرهي جايداي، حاكم منطقة لوجانسك للتلفزيون الأوكراني: "إنهم يأتون بالمزيد والمزيد من قوات الاحتياط" للمنطقة المحيطة ببيلوهوريفكا لمحاولة السيطرة على القرية، وهناك "هجمات متواصلة".
كما ذكر الحاكم المحلي أن في منطقة باخموت ومناطق أخرى من دونيتسك المجاورة للوجانسك، تسببت الهجمات في مقتل تسعة مدنيين. وقال شهود من رويترز إن القوات الأوكرانية ردت بإطلاق وابل من قاذفات الصواريخ.
بوتين يهدف لتوسيع حدود بلاده
وكان بوتين قد أوضح، الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الثاني، جلياً أن توسيع الحدود الروسية هو هدف أساسي للحرب، على خلاف ما أعلنه من أهداف في بداية الغزو في 24 فبراير/شباط عندما وصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة"، إذ قال وقتها إن موسكو لا تعتزم احتلال أراض أوكرانية.
وأضاف بوتين أن روسيا حققت "نتائج مهمة" بالاستحواذ على "أراض جديدة"، في إشارة لضم أربع مناطق محتلة جزئياً في سبتمبر/أيلول، تقول أوكرانيا وأغلب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إنه غير قانوني.
كما أشار بوتين إلى أن الحرب قد تطول، وقال إن روسيا تمكنت من أن تجعل بحر آزوف "بحراً داخلياً"، إذ أصبح محاطاً بأراض روسية وأخرى تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا من كل جانب، بما يشمل شبه جزيرة القرم.
وقال إن ما حققه جاء بإلهام من القيصر بطرس الأكبر الذي شبَّه نفسه به من قبل.
يذكر أنه في 24 فبراير/شباط، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.