تدرس إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، طلباً وجهته أوكرانيا للرئيس وأعضاء الكونغرس الأمريكي، لتزويد الجيش الأوكراني بأسلحة محظورة في أكثر من 100 دولة، ويتعلق الأمر برؤوس حربية من الذخائر العنقودية، لكن روسيا تواصل استخدامها داخل أوكرانيا.
شبكة CNN الأمريكية قالت في تقرير، الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن الطلب الأوكراني للحصول على الذخائر العنقودية، الذي تحدث عنه العديد من المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين للشبكة، يُعد أحد أكثر الطلبات إثارة للجدل التي قدمها الأوكرانيون إلى الولايات المتحدة منذ بدء الحرب في فبراير/شباط.
كما أوضحت شبكة CNN أنها علمت أنَّ كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية يدرسون هذا الطلب منذ شهور ولم يرفضوه تماماً، في تفاصيل لم تُكشَف سابقاً.
أوكرانيا تريد الذخائر العنقودية
قالت أيضاً إن تصميم الذخائر العنقودية غير دقيق بطبيعته، ما يجعلها تنثر "قنابل صغيرة" عبر مناطق واسعة يمكن أن تفشل في الانفجار عند الاصطدام، ويمكن أن تشكل خطراً طويل الأمد لأي شخص يتعرض لها؛ مثل الألغام الأرضية.
كما قال مارك هيزناي، خبير الأسلحة ومدير الأسلحة المساعد في منظمة هيومن رايتس ووتش، لشبكة CNN سابقاً، إنها تخلق أيضاً "تشظياً دموياً مريعاً" ضد أي شخص يصيبها بسبب عشرات الذخائر الصغيرة التي تنفجر في الحال عبر مدى كبير.
بينما صرّح كبار المسؤولين الأمريكيين علناً بأنهم يخططون لمنح الأوكرانيين أكبر قدر من الدعم الذي يحتاجون إليه لمنحهم اليد العليا على طاولة المفاوضات مع روسيا، في حالة وصولهم إليها.
لكن المعدات العسكرية الغربية ليست لا نهائية، ومع تضاؤل مخزون الرؤوس الحربية، أوضح الأوكرانيون للولايات المتحدة أنه يمكنها استخدام الذخائر العنقودية الراكدة تحت الغبار حالياً في المخازن.
بالنسبة لأوكرانيا، يمكن أن تعالج الذخائر العنقودية مسألتين رئيسيتين: الأولى هي الحاجة إلى المزيد من الذخيرة للمدفعية وأنظمة الصواريخ التي قدمتها الولايات المتحدة وغيرها، والأخرى هي طريقة لمواجهة التفوق العددي لروسيا في المدفعية.
أمريكا لا تستبعد تزويد كييف بها
لم تستبعد إدارة بايدن هذا الخيار من على الطاولة باعتباره ملاذاً أخيراً، في حال بدأت المخزونات في الانخفاض لمستوى خطير. لكن المصادر تقول إنَّ الاقتراح لم يحظَ بعد باهتمام كبير؛ وهو ما يرجع بنسبة كبيرة إلى القيود القانونية التي فرضها الكونغرس على قدرة الولايات المتحدة على نقل الذخائر العنقودية.
تنطبق هذه القيود على الذخائر التي تزيد نسبة قنابلها الباقية غير المتفجرة عن واحد في المئة؛ مما يزيد من احتمالية خطرها على المدنيين. ويمكن للرئيس جو بايدن تجاوز هذا التقييد، لكن الإدارة أوضحت للأوكرانيين أنَّ هذا مستبعد حدوثه على المدى القريب.
تعليقاً على الطلب الأوكراني، قال أحد مساعدي الكونغرس لشبكة CNN: "إنَّ قدرة أوكرانيا على تحقيق مكاسب في المراحل الحالية والمقبلة من الصراع لا تعتمد بأي شكل من الأشكال على شرائها الذخائر المذكورة أو ترتبط بها".
حيث استخدم كل من الأوكرانيين والروس القنابل العنقودية منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط، لكن الروس -الذين استخدموا الذخائر أيضاً لدرجة مدمرة على المدنيين في سوريا- استخدموها في كثير من الأحيان ضد أهداف مدنية بما في ذلك الحدائق والعيادات ومركز ثقافي، بحسب تحقيق أجرته منظمة هيومن رايتس ووتش.
وفقاً لشبكة CNN، وُثِّق استخدام روسيا للذخائر -بما في ذلك صواريخها العنقودية سميرتش عيار 300 ملم التي يمكنها إطلاق 72 ذخيرة صغيرة على مساحة بحجم ملعب كرة القدم- في عشرات المناطق الأوكرانية، بما في ذلك في مدينة خاركيف.
عند سؤاله عن التصور السلبي لاستخدام الذخائر العنقودية، أجاب مسؤول أوكراني بسرعة أنهم لن يردوا إلا بالمثل. وصرّح مسؤول أوكراني لشبكة CNN: "وماذا في هذا، إنَّ الروس يستخدمون الذخائر العنقودية ضدنا. القلق [الأمريكي] يتعلق بالأضرار الجانبية، ونحن لن نستخدمها ضد السكان الروس، بل القوات الروسية".
واشنطن لا تحظر الذخائر العنقودية
فيما أن الولايات المتحدة ليست من الدول المُوقِّعة على حظر عام 2010، المعروف باسم اتفاقية الذخائر العنقودية، وتحتفظ بمخازن كبيرة من هذه الذخائر.
لكنّ مسؤولي الإدارة يعتقدون أنه بالإضافة إلى قيود الكونغرس، هناك الكثير من الجوانب السلبية لاستخدام الذخائر العنقودية -وأكبرها الخطر الذي تُشكّله على المدنيين- لتبرير الامتناع عن نقلها ما لم يكن ذلك ضرورياً للغاية. وفي الوقت الحالي، لا تعتقد الولايات المتحدة أنَّ الذخائر ضرورية لنجاح أوكرانيا في ساحة المعركة.
كان النائب الأوكراني أوليكسي غونشارينكو من بين المسؤولين الذين يضغطون على الولايات المتحدة لتوفير الذخائر. وقال لشبكة CNN: "إنها مهمة للغاية؛ لأنها أولاً وقبل كل شيء ستغير الوضع في ساحة المعركة حقاً؛ إذ ستستطيع أوكرانيا إنهاء هذه الحرب أسرع باستخدامها، وذلك لصالح الجميع".