كشفت الولايات المتحدة عن عزمها تعزيز حضورها العسكري في أستراليا بعد أن وعدت بأنها لن تترك كانبرا تعاني نواقص دفاعية، في الوقت الذي توسع فيه الصين نفوذها في المحيط الهادئ، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول 2022.
الصحيفة أشارت إلى أن الولايات المتحدة قررت نشر مزيدٍ من القاذفات النووية بعيدة المدى في أستراليا، وزيادة دوريات المقاتلات النفاثة والقوات وتكثيف زيارات السفن العسكرية الأمريكية للمنطقة.
وقد تسلَّم ريتشارد مارليس، وزير الدفاع الأسترالي، وبيني وونغ، وزيرة الخارجية الأسترالية، يوم الثلاثاء 6 ديسمبر/تشرين الأول خطابَ التزام من واشنطن بذلك.
أسطول الغواصات النووية
الصحيفة أوضحت أن وزير الدفاع الأسترالي ووزيرة الخارجية الأسترالي اجتمعا بوزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في المحادثات التي صارت تُعقد سنوياً بين البلدين لمناقشة شؤون التعاون الدفاعي.
المناقشات ركزت على الخطوة المزمعة بتزويد أستراليا بأسطول من الغواصات النووية المعتمدة على تكنولوجيا أمريكية أو بريطانية أو مشتركة بين البلدين. ومع ذلك، فإن حصول أستراليا على هذه الغواصات قد يستغرق 15 عاماً على الأقل، ما يعني أنها ستعاني ثغرات دفاعية، لا سيما مع اقتراب أسطول غواصاتها القديم (الذي يعمل بالطاقة التقليدية) من نهاية مدة خدمته التشغيلية.
قال أوستن: "نحن ندرك الوضع الحالي لأستراليا، ومتى قد تبدأ قدراتها في التناقص. وبالتأكيد سنعالج هذه الأمور في المسار الذي اتفقنا بشأنه [تزويد أستراليا بغواصات نووية]. ولن نسمح بأن تعاني أستراليا نواقص في قدراتها بالمستقبل".
وتعهَّد بيان رسمي أمريكي بـ"تعزيز" التعاون الجوي بين البلدين من خلال زيادة دوريات الطائرات الأمريكية في أستراليا، وتعزيز التدريبات والمناورات المشتركة.
بناء منشآت عسكرية جديدة
إلى ذلك، تخطط واشنطن بالفعل لبناء منشآت جديدة مجهزة لاستقبال 6 قاذفات أمريكية من طراز "بي 52" B-52 في قاعدة تندال الجوية، جنوب إقليم داروين شمالي أستراليا؛ حيث تعاقب آلاف من مشاة البحرية الأمريكية على قضاء 6 أشهر من مدد الخدمة هناك منذ عام 2012. ومع ذلك، لم يتفق البلدان اتفاقاً قاطعاً على إنشاء قاعدة نووية أمريكية.
وفي السياق نفسه، من المقرر أن يلتقي وزير الدفاع الأسترالي ونظيره البريطاني، بن والاس، في البنتاغون هذا الأسبوع لحضور الاجتماع الأول لوزراء دفاع الدول الثلاث ضمن مقتضيات الاتفاقية الأمنية الثلاثية "أوكوس" التي أعلن عنها في سبتمبر/أيلول 2021. وتنطوي الاتفاقية على تعهُّد من الولايات المتحدة وبريطانيا بإمداد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية.
اليابان تُضاعف الإنتاج العسكري لمواجهة الصين
جاء ذلك في وقت أعلن فيه فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان، عن نيته زيادة الإنفاق العسكري لبلاده على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى 43 تريليون ين (نحو 314 مليار دولار أمريكي)، أي زيادة بنحو مرة ونصف على الإنفاق الحالي.
وتسعى البلاد بهذا الإنفاق إلى بناء قدراتها الدفاعية لمواجهة التهديد الصيني بالتوسع في المنطقة. وقالت طوكيو إنها ستلجأ إلى الضربات الوقائية إذا واجهت تحركات عدوانية جديدة من الصين.
لطالما تمسكت اليابان بما قام عليه دستورها المصاغ بعد الحرب العالمية الثانية من مبادئ سلمية، إلا أن مساعي التحرك نحو قدرات عسكرية أكثر فتكاً يدل على مخاوف اليابان المتزايدة بشأن أمنها، لا سيما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا والتهديدات الصينية لتايوان وزيادة وتيرة الاختبارات الصاروخية الباليستية من كوريا الشمالية، حتى إن بعض هذه الصواريخ حلَّق فوق اليابان في أكتوبر/تشرين الأول.