قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته، الثلاثاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن عدد ناقلات النفط التابعة لروسيا "التي تسير مظلمة" لتجنب تعقبها في جنوب المحيط الأطلسي، يتضاعف في الأشهر الأخيرة، مما يقدم دلالة على الوسائل السرية التي يجري اتباعها لتجنب العقوبات.
من خلال إطفاء أجهزة التعقب الخاصة بها عند المرور عبر أعالي البحار، تنقل السفن سراً النفط إلى حاويات لا علاقة لها بروسيا لتجنب الإبلاغ عن صادرات النفط الخاصة بها.
قرار أوروبي يخص سعر النفط الروسي
حيث فُرض حد أقصى على سعر النفط الروسي عند 60 دولاراً للبرميل وجرى تفعيله بداية من الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2022. إذ يُحظر على الشركات في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا واليابان وأستراليا، تقديم خدمات تُمكن عمليات النقل البحري، مثل التأمين، وذلك في حال انتهاك قرار الحد الأقصى على سعر برميل النفط الروسي.
أوضحت الصحيفة أن المتوسط الشهري لما تسمى العمليات المظلمة وأيضاً عمليات النقل من سفينة إلى أخرى في جنوب المحيط الأطلسي، تضاعف في المدة بين شهري سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني 2022 مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة لهذه المدة، وذلك وفقاً لتحليل للتحركات أجرته شركة الاستخبارات البحرية Windward. فقد كان هناك حوالي 35 حادث "نشاط مظلم" في سبتمبر/أيلول 2022، وحوالي 50 عملية في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وانخفض الرقم في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إلى ما يتجاوز عتبة الـ40 عملية.
تأمل ناقلات النفط التي تستطيع إخفاء أي روابط بينها وبين روسيا، عن طريق عمليات تحويل النفط غير القانونية في وسط المحيط، أن تتجنب أي شهادة سعر على شحناتها.
روسيا تراوغ عقوبات الغرب
قال آمي دانيال، الرئيس التنفيذي لشركة Windward، إن روسيا كانت تتعلم من إيران وكوريا الشمالية خلال الأشهر الستة الماضية كيف تراوغ العقوبات، وأضاف: "إننا نشهد دورة متنامية من التعلم والتكيف من جانب الأسطول الروسي والأطراف المرتبطة بروسيا".
كما أوضح أن ارتفاع الأنشطة المظلمة في جنوب المحيط الأطلسي أعقب فترة أقل من النشاط -انعكست منذ الحين- في شمال المحيط الأطلسي بين شهري مايو/أيار 2022 وأغسطس/آب 2022.
حينها نشرت دورية Lloyd's List تقريراً في نهاية شهر يوليو/تموز 2022 يشير إلى وجود خمس سفن مملوكة للصين تُستخدم لنقل النفط الروسي عند مركز يقع على بعد 860 ميلاً بحرياً غرب ساحل البرتغال.
قال دانيال: "على الفور نرى تغيراً في النموذج. ذلك عندما نرى الزيادة في جنوب المحيط الأطلسي. هذه طرق معروفة لتجنب العقوبات".
سفن تحمل علم الكاميرون
من جانبها، نشرت شركة Windward أيضاً ما أشارت إلى أنه يحمل بصمات حالة واقعية للنفط الروسي الذي يُنقل عن طريق حاوية تحمل علماً كاميرونياً.
حيث غيرت السفينة مالكها المسجل لتصبح مسجلة باسم شركة مستقرة في جزيرة سيشل في يونيو/حزيران عام 2022، بجانب رمز النداء الخاص بها قبل أن تخرج في زيارة أولى إلى الرأس الأخضر، حيث التقت ببضع سفن أخرى.
بعد أسبوعين، تحركت الحاوية إلى شمال وسط المحيط الأطلسي، حيث ظلت لثلاثة أيام، قبل أن تتحرك إلى جنوب المحيط الأطلسي، بالقرب من المياه الإقليمية لناميبيا، وذلك وفقاً للتحليل. وقيل إنها أرسلت إشارات زائفة لموقعها.
وتحركت السفينة بعد ذلك في وسط أكتوبر/تشرين الأول 2022 إلى داخل المياه الإقليمية لأنغولا، حيث بثت الحاوية من نفس الموقع لستة أيام، وهو ما وصفته شركة Windward بأنه سلوك غير اعتيادي بالنسبة لحاوية في البحر، قبل أن تتوجه الحاوية نحو آسيا، حيث وجهة وصولها الأخيرة، ميناء تانجونغ بروس الماليزي.
في سياق متصل، يشير تحليل Windward إلى أن تقرير التغيير الحاصل في غاطس بدن السفينة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، الذي يتعلق بالمسافة العمودية بين خط المياه وقاعدة الغاطس، أشار إلى أن النفط ربما جرى تحميله على متنها عند هذه المرحلة.