حتى بعد مرور آلاف السنين على بنائها، لا تزال الأهرامات المصرية، وآثار الحضارة المصرية القديمة، تسحر خيال البشرية، سواء من المهتمين بالتاريخ، أو حتى القائمين على السينما والأفلام.
فأنتجت هوليوود العديد من الأفلام التي تناولت الحضارة المصرية القديمة، تضمنت مشاهد تصور تلك المدن المصرية القديمة في أوج عظمتها. بينما قدمت أفلام أخرى عودة مومياوات لملوك مصر الفرعونية للحياة مرة أخرى.
لكن مشروعاً جديداً في عالم الميتافيرس بإشراف وزارة السياحة والآثار المصرية، يجمع كل تلك التصورات في رؤية ونسخة للحضارة المصرية القديمة بطابع مستقبلي، وذلك في مدينة "ميتا توت" التي تمكنك من الذهاب في رحلة افتراضية إلى مدينة مصرية قديمة بطابع مستقبلي.
المشروع تم إطلاقه في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وفي الـ4 من ديسمبر/كانون الأول، أصبحت المدينة مفتوحة أمام المستخدمين، للتسجيل والتجول، في ذكرى مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة "توت عنخ آمون".
حملت المدينة الافتراضية الجديدة اسم "ميتاتوت" "MetaTut" وهو مزيج من كلمتي ميتا المأخوذة من "ميتافيرس" وكلمة توت من اسم الملك "توت عنخ آمون"، أما طريقة العمارة وشكل المدينة فكان مزيجاً بين نسق البناء في مصر القديمة أيام الفراعنة، مع تقنية مستقبلية.
وتقوم الفكرة الرئيسية لمشروع مدينة "ميتا توت" على فكرة وفرضية عودة توت عنخ آمون، وبناء مدينته في الوقت الحالي داخل عالم الميتافيرس.
يمكن للمستخدمين زيارة المدينة عن طريق موقعها الرسمي، من خلال الجوال أو أي جهاز كمبيوتر، لكن التجربة ستكون أفضل بكثير باستخدام نظارات الواقع الافتراضي.
بعد الدخول لموقع المدينة يمكنك التجول في شوارعها، باستخدام صورة مجسمة افتراضية، والتفاعل مع الزوار الآخرين، وزيارة المعابد والمسارح، والتواصل مع مرشد سياحي يصف حياة ملوك مصر القديمة.
ونقل موقع الأهرام المصري عن الدكتور أشرف عبد المحسن، أستاذ العمارة في جامعة عين شمس، ورئيس المؤسسة المسؤولة عن تنفيذ المشروع، أن فكرة المشروع جاءت مع ظهور تكنولوجيا "الميتافيرس" منذ عامين، وقال: "وقتها أدركنا أنه يجب أن نبادر من الآن لتنفيذ أول مشروع ومدينة مصرية".
وتقول الدكتورة سميحة بهي الدين مديرة المشروع: "إن الفكرة تعتمد على افتراض تخيلي بعودة الملك توت عنخ آمون عام 2022، ليستكمل ما كان يحلم به لوطنه من خلال العالم الافتراضي باستخدام تكنولوجيا العصر المتاحة، ليستطيع مساعدة شعبه، لاكتشاف ما وراء الحضارة المصرية القديمة في صورة عصرية حديثة.
وقرر إنشاء مدينة ميتا توت التخيلية لتحقيق ما لم يمكن تحقيقه في العالم الحقيقي، فيسافر زائر المدينة في رحلة عبر الزمان والمكان".
الطريق الملكي في "ميتا توت" أجواء ساحرة داخل الميتافيرس
واحد من أشهر معالم مدينة "ميتا توت"، هو الطريق الملكي الذي يرمز إلى وادي الملوك. في هذا الشارع، يتجول الزائر بين شواهد ضخمة، نُحتت عليها أسماء أهم ملوك مصر على مر التاريخ القديم، والتي تحتوي على بوابات، تؤدي أحياء المدينة المختلفة في أزمنة مختلفة، لمعايشة التجربة الافتراضية داخل المدينة، مع محاكاة لأهم أعمال الملوك المعمارية في العصور القديمة.
ثم ينتهي هذا الطريق بساحة "الأبراج الفلكية"، حيث تستعرض أسماء الملوك وانعكاسها على الأبراج السماوية، ثم منها يصعد الزائر على الطريق لدخول الهرم العظيم.
داخل "الهرم العظيم" المشتمل على هرم آخر يمثل هرم خوفو، ستجد ساحة الاحتفالات والمؤتمرات، ومنها ينتقل الزائر إلى القاعة الكبرى "ساحة اللحن المسحور"، حيث يتوسطها المسرح الكبير بخلفية ترمز إلى"الإله المصري حورس".
ويمكن عقد المؤتمرات أو الفعاليات المختلفة داخل هذا المسرح، بطريقة تفاعلية داخل عالم الميتافيرس.
ويقول القائمون على المشروع، إنه لن يقتصر على مجرد زيارات سياحية، بل المرحلة القادمة ستشهد تطوير المدينة، وتقديمها تجربة تفاعلية للجوانب التعليمية، سواء في الجامعات أو المدارس.
على سبيل المثال، في حالة شرح تاريخ روما، تتحول الجدران إلى مسرح، وعند شرح تجربة كيميائية، تتحول إلى مواد يتفاعل بعضها مع بعض، وهكذا على الفور، ليسهل على الطالب فهم المعلومات.