فجّرت صحيفة "الغارديان" البريطانية ووكالة رويترز مفاجأة كبيرة، وكشفت النقاب عن أن دولة قطر عازمة على الترشح لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036 في الدوحة.
ونقلت الصحيفة ووكالة رويترز عن "مصدر مطلع على عملية تقديم طلب الاستضافة" أن "النجاح الذي حققته بطولة كأس العالم لكرة القدم الجارية حالياً، عزز نية القطريين في استضافة الأولمبياد".
ولم تعلن اللجنة الأولمبية الدولية عن أي إطار زمني بشأن الموعد الذي تخطط فيه لمنح حق استضافة أولمبياد عام 2036.
وفي حالة استضافة قطر للأولمبياد، فستكون أول نسخة تقام في بلد مسلم.
ولم تصل القائمة النهائية المختصرة للألعاب الأولمبية في 2016 و2020، ويرجع ذلك جزئياً إلى المخاوف بشأن درجات الحرارة المرتفعة في الصيف بالدولة الصحراوية، لتذهب هذه الألعاب الأولمبية إلى ريو دي جانيرو وطوكيو على الترتيب.
التغلب على درجة الحرارة المرتفعة
نظراً لارتفاع درجات الحرارة في قطر خلال فصل الصيف، يجب أن يتحول الحدث إلى فصل الخريف. ومع ذلك، لن تكون هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، حيث ستعتمد قطر على تنظيم الأولمبياد في فصل الخريف.
المرة الأولى كانت دورة الألعاب الأولمبية لعام 1964 في طوكيو في 10 أكتوبر/تشرين الأول، والثانية كانت في "سيول" بكوريا الجنوبية 1988، وأخيراً سيدني 2000 في منتصف سبتمبر.
ومن المتوقع أن تضغط قطر لنقل موعد الدورة الأولمبية إلى أي وقت لاحق من العام، كما فعلت مع كأس العالم، وقد استفادت الدولة الخليجية من أنظمة تكييف الهواء المتقدمة في الملاعب للتخفيف من درجات الحرارة.
واستضافت الدوحة بطولة العالم لألعاب القوى في 2019 على استاد خليفة الدولي من أواخر سبتمبر/أيلول لأوائل أكتوبر/تشرين الأول.
وجددت اللجنة الأولمبية الدولية عملية منح حق استضافة الأولمبياد منذ ذلك الحين، حيث تغيّرت من عملية تقديم العطاءات التقليدية إلى اختيار مرشح مفضل من المدن المهتمة بالاستضافة.
البنية الأساسية جاهزة
مع إقامة الأولمبياد المقبل في باريس عام 2024، ولوس أنجلوس في عام 2028، ثم برزبين، فمن المتوقع أن يتم استقبال عرض قطر بحرارة إذا كانت اللجنة الأولمبية الدولية ستدير استضافة الأولمبياد على القارات، على الرغم من أن اللجنة قالت في أكتوبر/تشرين الأول إنها تجري مناقشات أولية مع 10 مدن.
وتشمل الدول التي أعربت عن اهتمامها باستضافة أولمبياد 2036 الهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية. وتدرس ألمانيا أيضاً ما إذا كانت ستقدم عرضاً لاستضافة الأولمبياد رغم المعارضة المحلية القوية لذلك.
وأنشأت قطر 7 من الملاعب الثمانية التي استضافت كأس العالم من الصفر، لكنها ستكافح من أجل الاستخدام المنتظم لها جميعاً. سيتم النظر إلى الألعاب الأولمبية على أنها مناسبة طبيعية نظراً للتحديثات الموسعة للبنية الأساسية في البلاد.
كما أنفقت قطر ما لا يقل عن 229 مليار دولار على البنية الأساسية خلال 11 عاماً منذ فوزها باستضافة كأس العالم، وهي تفتخر الآن بمترو أنفاق جديد، بالإضافة إلى أحدث المرافق الرياضية.
ووفقاً لوكالة "رويترز" فإن قطر ستشعر بأنها في موقف قوي للغاية، وأن النجاح الذي حققته في كأس العالم حتى الآن يضعها في موقف قوي – لقد أظهروا أن بإمكانهم فعل ذلك.
وقالت الوكالة: "لقد استضافوا دورة الألعاب الآسيوية عام 2006، وسوف يستضيفونها مرة أخرى عام 2030. كافة البنية الأساسية متوافرة هنا- الملاعب والمترو والمطار الجديد".
وقال مسؤول حكومي لوكالة "رويترز" في وقت سابق من هذا العام إن الكثير من العمل تم التخطيط له بشكل مستقل، في الوقت الذي تسعى فيه قطر لتنويع اقتصادها غير القائم على الطاقة، في ظل طموحها أن تصبح مركزاً تجارياً إقليمياً وكذلك مضاعفة أعداد السائحين 3 مرات إلى 6 ملايين سنوياً بحلول عام 2030.
تفاؤل في قطر
كما قالت "الغارديان" إن عدم نجاح قطر 3 مرات في الماضي في استضافة الأولمبياد، جاء بسبب الشكوك من داخل اللجنة الأولمبية الدولية في أن مثل هذا البلد الصغير لديه البنية التحتية لتنظيم حدث يجذب 10500 رياضي في 32 رياضة، إلى جانب ملايين المتفرجين، ومع ذلك، هناك تفاؤل متزايد في الدوحة بأن كأس العالم ستقدم دليلاً للجنة الأولمبية الدولية على أن قطر يمكنها تقديم "مجن مبنية على الطراز الأولمبي"، مع أماكن متعددة رياضية وترفيهية في مدينة رئيسية واحدة.
وأضاف: "في هذه المرحلة، من المفهوم أن قطر تريد أن تقدم ملف التنظيم بمفردها، ولكن من المرجح أن يكون هناك أشخاص في دوائر "الأولمبية الدولية" سيضغطون على اللجنة الأولمبية القطرية للحصول على عرض مشترك مع إحدى دول الشرق الأوسط وبالتحديد المملكة العربية السعودية.
يُذكر أيضاً أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي كان عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 2002.
ومن بين الدول الأخرى التي من المتوقع أن تقدم عطاءات لاستضافة دورة ألعاب 2036 الهند وإندونيسيا وتركيا.