أمريكا تحقق إنجازاً عسكرياً جديداً.. نجحت في تجربة تهدف لتسليح طائرات الشحن “فيديو”

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/02 الساعة 19:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/02 الساعة 19:37 بتوقيت غرينتش
راجمة صواريخ من طراز هيمارس الأمريكية - تعبيرية / Getty Images

قال موقع Business Insider الأمريكي، في تقرير نشره الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن أفراد القوات الجوية الأمريكية، بالتنسيق مع مجموعةٍ من العسكريين الأمريكيين والأجانب، استطاعوا إسقاط صاروخٍ جوال "محمول على منصةٍ نقالة" من طائرة شحن في النرويج خلال الأيام القليلة الماضية.

حيث مثّل الحدث إنجازاً جديداً للقوات الجوية الأمريكية وبرنامج التنين السريع (رابيد دراغون). إذ يهدف البرنامج إلى تسليح طائرات الشحن من أجل شن الهجمات بعيدة المدى، وتوسيع ترسانة الولايات المتحدة من الطائرات الهجومية، وزيادة صعوبة استهداف القوات الأمريكية.

إذ جرى الإسقاط التجريبي في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، داخل الدائرة القطبية الشمالية، وذلك ضمن حدود ميدان التجارب الدفاعية في جزيرة أندويا شمالي النرويج.

تطوير منظومة لإطلاق الصواريخ الجوالة

حيث قامت طائرة إم سي-130جاي أمريكية، تابعة لجناح العمليات الخاصة الـ352 في بريطانيا، بإسقاط منظومة "التجهيزات المحمولة على منصة نقالة" الخاصة ببرنامج التنين السريع. وطوّر مختبر أبحاث القوات الجوية الأميركية تلك المنظومة لإطلاق الصواريخ الجوالة بعيدة المدى باستخدام إجراءات الإنزال الجوي القياسية.

إذ حملت المنصات النقالة نسخةً جوالة بعيدة المدى من صواريخ المواجهة المشتركة من الجو إلى الأرض (إيه جي إم-158)، حيث يصل مداها إلى نحو 965 كيلومتراً. وأوضح المختبر في بيانه الصحفي: "جرى إسقاط المنصات النقالة بشكلٍ متسلسل داخل ميدان تجارب فوق بحر النرويج".

في سياق متصل، نشر جناح العمليات الخاصة الـ352 بعض اللقطات التي تُظهر إسقاط طائرة إم سي-130جاي للمنصات النقالة. حيث فُتحت المظلات وانطلق الصاروخ مُحلقاً بقوته، قبل أن يصدم بالمحيط وينفجر.

يُعَدُّ الإسقاط أول اختبار بالذخيرة الحية لبرنامج التنين السريع منذ اختبار ديسمبر/كانون الأول 2021، الذي جرى فوق خليج المكسيك. كما يُعَدُّ أول اختبار داخل منطقة مسؤولية القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا.

من ناحية أخرى يتوسع برنامج التنين السريع حالياً من منظومة "الذخائر المحمولة على منصات نقالة" إلى منظومة "التجهيزات المحمولة على منصات نقالة". إذ أفاد مختبر الأبحاث بأن المنظومة الجديدة تشمل الذخائر غير الحركية، وإعادة إمداد الشحنات، ومنصات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.

إسقاط أسلحة بعيدة المدى 

يهدف برنامج التنين السريع لتوسيع أسطول الطائرات التي يمكنها إسقاط الأسلحة بعيدة المدى، وذلك عن طريق ضم طائرات الشحن العادية مثل سي-17 وسي-130، والتي تستطيع العمل من داخل عددٍ أكبر من القواعد الأرضية مقارنةً بقاذفات القنابل التقليدية.

حيث يستطيع أي طاقم مدرب على إسقاط المعدات الثقيلة أن يُطلق منصات التنين السريع النقالة، وفقاً لقائدة جناح العمليات الخاصة الـ352 فاليري نايت، مما يؤكد تصريحات المسؤولين الذين قالوا إن بإمكان الجيوش الأخرى تبني هذه القدرة.

في سياق متصل قال الفريق جيم سلايف، رئيس قيادة العمليات الخاصة الجوية الأمريكية، للمراسلين خلال مؤتمرٍ في شهر سبتمبر/أيلول 2022: "يكمن جمال هذه القدرة في أنها لا تتطلب إجراء أي تعديلات على الطائرات. ولا تتطلب تدريبات خاصة لأطقم الطائرات،ع بل تستغل خصائص تلك المنصات بكل بساطة".

أردف سلايف أن أي طائرة من طراز سي-130 تستطيع حمل العدد نفسه من الذخائر الدقيقة بعيدة المدى التي تحملها قاذفات القنابل بي-52، بينما تستطيع طائرات سي-17 حمل ثلاثة أضعاف ذلك العدد. وتأتي الرغبة في زيادة الخيارات الهجومية بعيدة المدى مدفوعةً بظهور خصومٍ يمتلكون ترساناتهم الخاصة من تلك الأسلحة، خاصةً الصين وروسيا.

حيث تقع القواعد الروسية الكبرى في شبه جزيرة كولا داخل نطاق صواريخ إيه جي إم-158 طويلة المدى، في حال إطلاقها من ميدان أندويا.

ردع العدوان الروسي

من جانبها حاولت الولايات المتحدة "ردع العدوان الروسي" بإظهار القدرات المُحسّنة للحلفاء، بحسب تصريحات الفريق لورانس ميلينكوف لصحيفة Stars and Stripes الأمريكية قبل الاختبار الذي جرى في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

حيث قال ميلينكوف: "وضعنا هذه المنظومة على مقربةٍ من روسيا. إذ نحاول عن قصدٍ أن نكون استفزازيين، دون تصعيد الموقف".

في حين أنه لا شك في أن زيادة أعداد الطائرات والقواعد المشاركة في الضربات بعيدة المدى تحمل معها تحديات لوجستية، خاصةً في منطقة المحيط الهادئ. إذ تُعتبر المسافات شاسعةً هناك، بينما تُعتبر غالبية المرافق التي تريد القوات الجوية استخدامها بدائية التجهيز.

من جانبه قال سلايف إن المشكلات اللوجستية تعكس "اهتمامنا الكبير الآن بفكرة أننا سنعمل داخل بيئات واسعة الانتشار، وشديدة القسوة، وما إلى ذلك. لكن ألا تحتاج البيئات القاسية لشكلٍ من أشكال البنية التحتية اللوجستية على الأقل؟ يُمكن القول إننا نتلمس طريقنا حالياً وسط التداعيات اللوجستية لهذه المفاهيم، وتأثيرها على طريقة عملنا".

علامات:
تحميل المزيد