يختتم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجمعة، 2 ديسمبر/كانون الأول 2022، رحلته التي استمرت 3 أيام للولايات المتحدة، بزيارة إلى مدينة نيو أورلينز، بولاية لويزيانا الأمريكية، وهي أول زيارة لرئيس فرنسي منذ 1976 لهذه المدينة التي تشكّل رمزاً للعلاقات التاريخية بين البلدين.
تكتسب مدينة نيو أورلينز أهميتها عند الرؤساء الفرنسيين، وماكرون هو ثالث رئيس يزورها بعد شارل ديغول عام 1960، وفاليري جيسكار ديستان عام 1976، فما قصة هذه المدينة؟
مستعمَرة فرنسية باعها نابليون
ليست مدينة أمريكية في الأصل، بل كانت مستعمَرة فرنسية قبل أن يبيعها القائد الفرنسي الشهير نابليون بونابرت للولايات المتحدة عام 1803.
تضم المدينة الفرنسية قديماً قنصلية تابعة لباريس، في حين ذكرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية اليومية أن زيارة ماكرون تهدف إلى عرض بصمة فرنسا الثقافية والاجتماعية في الولايات المتحدة.
في الوقت ذاته، يخطط ماكرون للإعلان عن صندوق لتمويل تعليم اللغة الفرنسية، وكذلك التحدث عن قضايا المناخ مع الحاكم، جون بيل إدواردز. كما يخطط للقيام بجولة في الحي الفرنسي، ومناقشة الثقافة والموسيقى، حسبما ذكرت الصحيفة.
وتأسست المدينة عام 1718، وكانت تسمى La Nouvelle-Orléans، على اسم دوق أورلينز، ومنذ البداية اعتبرت نفسها مدينة منفصلة عن مستوطنات العالم الجديد الأخرى، بحسب موقع نيو أورلينز دوت كوم.
وتفتخر المدينة بأصولها الفرنسية، حتى بعد أن قطعت فرنسا العلاقات وباعت لويزيانا إلى أمريكا، وتحافظ على عدد كبير من التقاليد الثقافية وتذوق الطعام المتأثرة بالفرنسية.
كما تحتفظ المدينة بتراث فرنسي حافل يمتد من المطاعم إلى احتفال "الثلاثاء البدين" أو (ماردي غرا)، وهو الوقت الذي يتم التساهل فيه مع التهام الطعام بكميات كبيرة قبل فترة الصوم وفقاً للديانة الكاثوليكية، باعتبار أن مؤسسي المدينة الفرنسيين هم من الكاثوليك.
حتى بعد بيعها عام 1803 وانتقالها لسيادة الولايات المتحدة، بقيت العديد من أسماء الشوارع بالفرنسية، مثل شوارع بينفيل وإيبرفيل، كما تحتفل الولاية بيوم الباستيل.
ماكرون ثالث رئيس فرنسي يزورها
يشار إلى أن ماكرون وصل مساء الثلاثاء، 29 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم إلى الولايات المتحدة في زيارة تستغرق 3 أيام، يختتمها اليوم الجمعة بزيارة إلى نيو أورلينز، ويفترض أن يمضي ماكرون أقل من 24 ساعة في المدينة الواقعة في ولاية لويزيانا بجنوب شرق البلاد.
وقال ماكرون أمام الجالية الفرنسية في واشنطن إنه سيعلن "في نيو أورلينز الأرض الناطقة بالفرنسية إذا كان الأمر كذلك"، عن مبادرة "طموحة" هي "صندوق +الفرنسية للجميع+ لدعم تعلم اللغة الفرنسية في كل مكان تشكل رهاناً فيه في الولايات المتحدة، من روضة الأطفال إلى الجامعة، وخصوصاً بين المحرومين الذين يمكنهم أن يجدوا في الفرنسية طريقة لمضاعفة فرصهم".
أضاف أنه أراد تجديد "صورة اللغة الفرنسية في الولايات المتحدة، التي قد يُنظر إليها أحياناً على أنها نخبوية".
وبعد الجنرال ديغول في 1960، اختار إيمانويل ماكرون التوقف في نيو أورلينز. وسيتنزه في شوارع المدينة، وعلى الأرجح في "المربع القديم" أو "الحي الفرنسي"، المركز التاريخي النابض بالحياة لهذه المدينة التي يشكل الأمريكيون من أصول إفريقية أغلب سكانها.
بدوره، قال الإليزيه "لدينا تاريخ في نيو أورلينز وأشياء مهمة يجب أن نقولها على الفور، تتعلق بتاريخنا وما نريد أن نفعله للمستقبل".
لذلك سيحتفل رئيس الدولة "بالتراث الفرنسي الأمريكي"، ولكنه "سيشيد أيضاً بقدرة مدينة أمريكية كبيرة على الصمود" بعد أن ضربها الإعصار كاترينا، الذي أودى بحياة أكثر من 1800 شخص، وألحق أضراراً بمليارات الدولارات في 2005، بحسب الإليزيه.