استُقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته في البيت الأبيض، أمس، استقبالاً عسكرياً كاملاً، شاركت فيه مجموعة من الجنود بزي عسكري يعود إلى القرن الثامن عشر، في إشارة إلى مساندة فرنسا للأمريكيين ضد البريطانيين في حرب الاستقلال.
ونشرت صحيفة The Times البريطانية تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيسين الأمريكي والفرنسي، إذ قالت إن ماكرون التقى 5 من قدامى المحاربين الأمريكيين الذين شاركوا في عملية الإنزال "نورماندي" التي أسهمت في انتصار الحلفاء وتحرير أوروبا من ألمانيا النازية، خلال الحرب العالمية الثانية.
هدايا وعشاء مميز لماكرون
وتضمنت الهدايا التي قدَّمها الرئيس الفرنسي لنظيره الأمريكي أسطوانة تسجيل للموسيقى التصويرية الأصلية لفيلم المخرج الفرنسي كلود لولوش Un homme et une femme، من إنتاج عام 1966، وهو الفيلم الذي ذهب بايدن وزوجته جيل لمشاهدته في أول موعد غرامي لهما.
وشملت قائمة العشاء الرسمي في حديقة البيت الأبيض جراد البحر مع الكافيار ولحم البقر والبطاطس المطبوخة مع الزبدة. وبعد العشاء، قُدِّم الجبن الأمريكي، وكعكة البرتقال، والكمثرى المحمصة مع صلصلة الحمضيات، والآيس كريم الطازج، مع 3 أنواع من النبيذ الأمريكي.
وأشارت صحيفة The New York Times إلى أن الزيارة تضمنت لقاءً حميمياً شاركت فيه زوجتا الرئيسين، وقال بايدن عند استقبال نظيره خارج البيت الأبيض، الخميس 1 ديسمبر/كانون الأول، إن برودة ديسمبر/كانون الأول لم يكن لها تأثير يُذكر؛ لأن "قلوبنا دافئة"، وبادله ماكرون الود بمخاطبته بـ"عزيزي جو".
فيما قال بايدن للصحفيين إنه استضاف ماكرون في أول زيارة دولة في عهده بالبيت الأبيض "لأنه صديقه". ومع ذلك يعرف الجميع أن زيارة الدولة -التي تتكون عادة من مراسم دبلوماسية، وتمتد يوماً كاملاً ثم يعقبها عشاء فخم وحميمي- هي زيارة ترمي بالأساس إلى اختبار قدر التأييد الذي يمكن لبايدن تأمينه من حليفه الفرنسي، لا سيما في مساعيه إلى اتباع نهج دائم التشدد حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ظل استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا.
حتى الآن، يبدو أن الوقت الذي أمضاه الرئيسان قد آتى أكله، فقد خرج الزعيمان ليُعربا عن ميلهما إلى مساندة الحل التفاوضي لإنهاء الغزو ومواصلة دعم جهود أوكرانيا في تصديها للحملة الروسية. وقال بايدن في المؤتمر الصحفي: "سنقف معاً ضد هذه الوحشية".
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن الرئيسين أمضيا 30 دقيقة على انفراد، ثم شاركا في جلسة ثنائية مدتها 90 دقيقة. وأشار إلى أن علاقة الود التي تربط الاثنين "حقيقية"، وأن الروابط بينهما تشكلت على مدى نحو 30 مكالمة هاتفية بينهما منذ أن أصبح بايدن رئيساً، فضلاً عن تبادل الود الشخصي والمراسلات، حتى إن ماكرون أرسل خطاباً مكتوباً بخط اليد لتهنئة بايدن بعيد ميلاده الثمانين.
ومع ذلك، سأل صحفي الرئيسين، قرب نهاية المؤتمر الصحفي، عن مقولة فرنسية شائعة، تُترجم تقريباً إلى "لا يوجد حب، وإنما يوجد براهين على الحب"، "فهل تشعر أن صديقك [الرئيس] الفرنسي سيعود إلى وطنه مطمئناً؟"، فألقى ماكرون مناجاة مطولة باللغة الفرنسية، ثم قال للمراسل إن الحب لا علاقة له بالاتفاق بينهما، وإنما الأمر يتعلق بالروابط الاستراتيجية والوضوح للمضي قدماً. وكان رد بايدن أوجز من ذلك: "أنا واثق، هذا جوابي".