عام 1911 وفي الفترة التي كان فيها "ويليام هوارد تافت" رئيساً لأمريكا، ترددت الأقاويل بين موظفي البيت الأبيض عن مشاهدة شبح صبي مجهول، وفي بداية انتشار تلك الأقاويل، اعتبرها البعض مجرد أساطير شعبية وشأنها شأن باقي قصص الأشباح المُختلقة، لكن الوضع اختلف عندما تحدث شخص له منزلته في البيت الأبيض عن شبح الطفل الغامض.
كان ذلك الشخص هو الميجور "أرشيبالد بات" المساعد العسكري للرئيس تافت، والذي كتب رسالة لأخته كلارا تثير القشعريرة وهو يصف ذلك الشبح.
وجاء في رسالته: "يبدو الشبح كأنه صبي صغير يبلغ من العمر حوالي أربعة عشر أو خمسة عشر عاماً.. إن الإحساس الذي تشعر به عند حضوره الغرفة، هي ضغط خفيف على الكتف، كما لو كان يقف خلفك ويميل على كتفك ليرى ما تفعله".
لكن بعد أن انتشرت القصة كثيراً، أمر الرئيس تافت بإخبار موظفي البيت الأبيض أنه سيتم طرد أي شخص يكرر قصص شبح الطفل المجهول أو يدعي أنه شاهده.
ولم تكن هذه القصة الوحيدة، فهناك الكثير من قصص الأشباح التي تسكن البيت الأبيض وتتجول في أروقته ليلاً، والتي تحدث عنها الكثير من الشخصيات المعروفة وموظفي البيت الأبيض وحتى الرؤساء وزوجاتهم. خلال قرنين من الزمان من وقت بنائه حتى يومنا هذا.
شبح السيد بيرنز مالك الأرض التي بُني عليها البيت الأبيض
واحدة من أكثر قصص الأشباح ترديداً في البيت الأبيض قصة شبح ديفيد بيرنز، كان بيرنز الشخص الذي باع معظم الأراضي التي بنيت عليها مدينة واشنطن بما في ذلك البيت الأبيض للحكومة. أخبرت ليليان روجرز باركس، الخياطة التي عملت 30 عاماً في البيت الأبيض في مذكراتها عام 1961، قصة خادم الرئيس فرانكلين دي روزفلت الذي سمع صوتاً قادماً من مسافة بعيدة في الغرفة البيضاوية.
كان الصوت يقول: "أنا السيد بيرنز"، وتكررت الحادثة مرة أخرى أثناء إدارة هاري إس ترومان، سمع أحد الحراس صوتاً مشابهاً. معتقداً أنه وزير الخارجية آنذاك جيمس بيرنز، ذهب للبحث عنه، فقط ليصدم ويجد الممر فارغاً، ويكتشف أن الوزير لم يكن في البيت الأبيض في ذلك اليوم.
شبح الرئيس الذي لم يغادر البيت الأبيض قط
يُقال إن أكثر قصص الأشباح ترديداً في البيت الأبيض، هي تلك المتعلقة بمشاهدة شبح أبراهام لينكولن، الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، فالمزاعم تدور بأن شبحه لم يزل يطارد من يسكن البيت الأبيض منذ اغتياله في عام 1865.
تحدثت السيدة الأولى جرايس كوليدج، زوجة الرئيس الثلاثين للولايات المتحدة كالفين كوليدج، في مناسبات مختلفة، عن رؤيته واقفاً ينظر خارج نافذة ما كان مكتبه سابقاً.
وشهدت العقود التالية والإدارات الرئاسية المختلفة العديد من هذه المشاهدات. حتى من قبل ضيوف البيت الأبيض من الشخصيات الأجنبية، ومنها الملكة فيلهلمينا، ملكة هولندا، والتي كانت نائمة بغرفة نوم لينكولن في عام 1942، عندما سمعت قرعاً شديداً على باب غرفتها، وحين فتحت الباب رأت شبح الرئيس ذا اللحية وسقطت مغشياً عليها.
قبلها بعامين، كان تشرشل قد خطا للتو خارج حمامه الساخن في الغرفة نفسها، ولم يكن يرتدي شيئاً سوى السيجار الذي يدخنه عندما شاهد شبح لينكولن عند مدفأة الحطب.
وفي مقالة لـ"الواشنطن بوست" نُشرت في عام 1989، قال مدير البيت الأبيض ريكس سكاوتن، إن الرئيس رونالد ريجان قال إن كلبه يدخل كل الغرف ما عدا غرفة نوم لينكولن. وقال سكاوتن إن الكلب "يقف فقط أمام باب الغرفة ويبدأ في النباح".
قالت سارة فلينغ، المؤرخة في "جمعية البيت الأبيض التاريخية"، إن "شبح الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن هو على الأرجح أكثر الأشباح ظهوراً في قصص الأشباح بالبيت الأبيض.
وكان كثير من القصص المروية عن ظهوره جاءت من جيريمايا سميث، الموظف الذي عاصر الخدمة لدى ثمانية رؤساء للبيت الأبيض، والذي ادعى أنه رأى شبح أبراهام لينكولن مئات المرات، وهو ينزل على درج المنزل أو يطوف بين الغرف بوجهٍ عليه ملامح الحزن والتجهم.
قصص أشباح السيدة ماري تود لينكولن
قبل اغتيال الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن، كانت زوجته السيدة الأولى ماري تود لينكولن
واحدة من أكثر من أدعى مشاهدة أشباح البيت الأبيض، خاصة بعد الوفاة المأساوية لابنها ويلي في سن 11 عاماً بسبب التيفوئيد.
بعد الموت المفجع لابنها، لجأت ماري تود إلى إقامة جلسات تحضير الأرواح سعياً للتواصل معه، ومن بعدها بدأت تروي قصص رؤيتها شبح ابنها وليام يتجول في غرفتها.
حتى إن ماري تود قالت لأختها غير الشقيقة ذات مرة: "ويلي حي، فهو يأتي إليَّ كل ليلة ويقف عند مقدمة سريري وينبسط وجهه لي بابتسامته المعهودة". وقيل إن شبح "إيدي"، ابن لينكولن الذي توفي في سن الرابعة، كان يتجول في البيت الأبيض أيضاً.
شبح آنا سورات يطرق الأبواب بحثاً عن الرئيس
كانت السيدة ماري سورات، من ضمن المتهمين بالتواطؤ في اغتيال الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن، وحُكم عليها بالإعدام بعد حادثة الاغتيال، لكن ابنتها آنا سورات حاولت مقابلة الرئيس "أندرو جونسون" والتوسل إليه للعفو عن والدتها. ولكن ذلك لم يحدث وتم إعدام والدتها ماري سورات.
وبعد وفاة آنا كانت هناك بعض القصص عن كون شبحها يطرق الأبواب داخل البيت الأبيض، متوسلاً العفو عن والدتها.
شبح زوجة الرئيس تنشر الغسيل في غرفة مهجورة
ومن بين قصص الأشباح الغريبة في البيت الأبيض، قصة شبح أبيجيل آدامز زوجة جون آدمز، الرئيس الثاني للولايات المتحدة (1797-1801)، في ذلك الوقت كانت واشنطن العاصمة، لا تزال مجرد مدينة بنيت في الغالب على أرض مستنقعات على ضفاف نهر بوتوماك.
ولأن الغرفة الشرقية في البيت الأبيض الجديد كانت الأكثر دفئاً وجفافاً، استخدمتها أبيجيل لتعليق الغسيل. وبحسب ما ورد، شوهد شبحها الذي يرتدي قبعة وشالاً من الدانتيل، متجهاً نحو الغرفة الشرقية، وذراعاها ممدودتان كما لو كانتا تحملان الغسيل.
وزعم بعضهم أنهم يشمون رائحة غسيل في الغرفة الشرقية، حيث اعتادت السيدة الأولى أبيجيل آدامز نشر غسيلها.
قصص أشباح البيت الأبيض الأخرى
ظهرت الكثير من قصص الأشباح الأخرى عن طريق موظفي البيت الأبيض، الذين أدعى بعضهم مشاهدة أشباح أو سماع أصوات غريبة وأصوات طرق وموسيقى تصدر من الغرف المغلقة والمهجورة.
يدعي جيري سميث، الذي عمل منظفاً بالبيت الأبيض بدءاً من أواخر ستينيات القرن التاسع عشر إلى مطلع القرن العشرين، أنه "رأى شبح الرئيس الأمريكي يوليسيس غرانت وشبح الرئيس وليم ماكِنلي".
وأخبرت ميشيل أوباما، زوجة الرئيس باراك أوباما، مجموعة من الطلاب في عام 2009 أنها وزوجها، الذي كان رئيساً آنذاك، يسمعون أحياناً ضوضاء في الردهة بين الغرف بالليل.
وقالت جينا وباربرا بوش، ابنتا الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، إنهما سمعتا ذات مرة موسيقى غريبة صادرة عن مدفأة بالمنزل.