جدد الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس 1 ديسمبر/كانون الأول 2022، التزامهما بالتصدي للغزو الروسي لأوكرانيا، في اجتماع بالبيت الأبيض أقر فيه الحليفان أيضاً بوجود حالة من التوتر فيما يتعلق بالتعامل مع الضغوط الاقتصادية للحرب.
يستضيف بايدن ماكرون في أول زيارة رسمية منذ تولي الرئيس الأمريكي منصبه في أوائل عام 2021. وفي بيان مشترك صدر بعد محادثات بالمكتب البيضاوي، قال الزعيمان إنهما ملتزمان بمحاسبة روسيا "على الفظائع وجرائم الحرب الموثقة على نطاق واسع، والتي ارتكبتها كل من القوات المسلحة النظامية ووكلائها" في أوكرانيا.
كما أعرب بايدن عن استعداده للتحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بشأن إنهاء الصراع في أوكرانيا. وقال إنه ليست لديه "خطط فورية" للتحدث مع نظيره الروسي، إلا أنه إذا أراد بوتين إنهاء الصراع "فسأكون سعيداً بالجلوس معه؛ لمعرفة ما يدور في ذهنه".
أضاف الرئيس الأمريكي أن "هناك طريقة واحدة لإنهاء هذه الحرب، وهي الطريقة العقلانية لانسحاب بوتين من أوكرانيا".
بايدن وماكرون في مواجهة بوتين
حيث تعهد الزعيمان بالتنسيق بشأن مخاوفهما المتمثلة في "تحدي الصين للنظام العالمي القائم على القواعد، وضمن ذلك احترام حقوق الإنسان والعمل مع الصين بشأن القضايا العالمية المهمة مثل تغير المناخ".
في مراسم استقبال بالحديقة الجنوبية، أشاد بايدن بفرنسا باعتبارها "أقدم حليف لنا وشريكنا الذي لا يتزعزع في قضية الحرية". واحتفل الزعيمان بتحالف بلديهما ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكمدافعين عن الديمقراطية.
حيث قال بايدن: "فرنسا والولايات المتحدة تواجهان الطموح الجشع لفلاديمير بوتين في الغزو… (و) تدافعان عن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان العالمية التي تأتي في صميم اهتمام بلدينا". ومضى بايدن يقول: "هذا لا يعني أننا نتفق على كل شيء منفرد. لكن هذا يعني أننا نتفق على كل شيء تقريباً".
بينما قال ماكرون إن الدولتين تتحملان مسؤولية مشتركة لحماية الديمقراطيات على جانبي المحيط ومواجهة العواقب المباشرة وغير المباشرة للحرب في أوكرانيا معاً.
وصل ماكرون وزوجه إلى واشنطن الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني، في ثاني زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الفرنسي للولايات المتحدة منذ توليه المنصب في 2017.
واجتمع بايدن (80 عاماً) وماكرون (44 عاماً) كثيراً في محافل دولية، لكن هذه المرة سيقضيان أكبر قدر من الوقت معاً. تم الإعداد لعشاء رسمي فاخر تم من أجله استقدام 200 من قشريات جراد البحر (اللوبستر) من ولاية مين.
قانون أمريكي "صارم للغاية"
من المتوقع أن يناقش ماكرون مع بايدن المخاوف الفرنسية والأوروبية إزاء الإعانات المقدمة بموجب القانون الأمريكي لخفض التضخم، الذي يقدم دعماً كبيراً بقيمة 430 مليار دولار للمنتجات أمريكية الصنع، ويستهدف التصدي لأزمة المناخ.
إذ يقول القادة الأوروبيون إن القانون الذي وقّعه بايدن في أغسطس/آب الماضي، غير عادل للشركات غير الأمريكية وسوف يمثل ضربة قاصمة للاقتصادات الأوروبية، في الوقت الذي تحاول فيه أوروبا السيطرة على تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير/شباط.
في حديث له مع رويترز شريطة عدم ذكر اسمه، قال أحد المشاركين في الاجتماع الذي عُقد أمس مع مشرعين أمريكيين بمكتبة الكونغرس، إن ماكرون وصف قانون خفض التضخم بأنه "عدواني للغاية" تجاه الشركات الأوروبية.
كما أخبر ماكرون الجالية الفرنسية في واشنطن بأن تكلفة الحرب في أوكرانيا أعلى بكثير في أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة، وأن أوروبا تواجه خطر التخلف عن الركب إذا نجحت الإعانات المقدمة بموجب القانون الأمريكي في جذب استثمارات جديدة. وحذّر ماكرون من أن هذا يمكن أن "يفتت الغرب".
لم يكن هناك ما يشير إلى أن بايدن مستعد لتقديم تنازلات. وعند سؤالها عن المخاوف الأوروبية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير، إن القانون "يقدم فرصاً مهمة للشركات الأوروبية، إضافة إلى فوائد لأمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي".