حذّرت الأمم المتحدة من ارتفاع عدد الأشخاص الذين سيحتاجون إلى الإغاثة الإنسانية في عام 2023 بمقدار الربع تقريباً عن العام السابق له؛ إذ دفعت أزمة المناخ والحرب في أوكرانيا وأكبر أزمة غذاء عالمية في التاريخ الحديث الملايين إلى حافة الهاوية، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
إذ قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إنَّ 339 مليون شخص، بزيادة قدرها 65 مليوناً على العام الماضي، سيعانون العام المقبل نتيجة "الأحداث الشديدة" في 2022 وسيكونون في حاجة ماسة إلى المساعدة.
وتناشد الأمم المتحدة والوكالات الشريكة المانحين تقديم 51.5 مليار دولار لتمويل جهود الإغاثة، وهو رقم قياسي آخر، وزيادة بنسبة 25% في بداية عام 2022. ويقولون إنَّ معظم المانحين ظلوا كرماء نسبياً، ومع ذلك تضخمت الاحتياجات.
تفاقم الأزمة بسبب غزو أوكرانيا
ووفقاً للصحيفة البريطانية، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أجبر الملايين على ترك منازلهم ودمر المرافق الصحية الأساسية، أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء على نطاق واسع في العديد من البلدان -مثل الصومال وأفغانستان واليمن- التي كانت تناضل أيضاً أمام التأثير المدمر لصراعاتها الداخلية، والاحتباس الحراري العالمي.
وفي باكستان، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الفيضانات الواسعة النطاق بأنها "رياح موسمية تحت تأثير المنشطات".
وأثناء استعراض تقرير اللمحة العامة عن العمل الإنساني للأمم المتحدة لعام 2023، يوم الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني، قال غريفيث: "ليس هناك شك في أنَّ عام 2023 سوف يديم مثل هذه الاتجاهات تحت تأثير المنشطات [لا سيما في أزمة المناخ].
غريفيث أضاف أنَّ الرقم 339 مليوناً -أو واحد من كل 23 شخصاً- "يعادل ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم [بعد الصين والهند]؛ لذا فهو رقم هائل، بل ومحبط".
خطط الإغاثة
وينتشر أولئك الذين يُتوقَع أنهم بحاجة إلى المساعدة عبر 68 دولة، لكن الاحتياجات مرتفعة جداً في 10 منها، حيث كشفت الأمم المتحدة عن خطط إغاثة إنسانية تكلف أكثر من مليار دولار.
وتشمل هذه الدول أيضاً أفغانستان وسوريا واليمن وأوكرانيا وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال، التي تتأرجح على شفا المجاعة.
تريد الأمم المتحدة وشركاؤها الوصول إلى 230 مليوناً من المحتاجين، على أمل أن تغطي المنظمات الأخرى والمانحون الثنائيون عدد الـ109 ملايين المتبقي. لكن يظل التمويل مصدر قلق أساسياً؛ إذ لم تتلقَّ جهود الإغاثة الإنسانية لهذا العام سوى 44% من الموارد اللازمة.
وتابع غريفيث: "إنَّ سخاء قلة من الدول الأعضاء لا يزال مستمراً، وينبغي أن يكون هناك المزيد من أمثالهم. لكن فجوة [التمويل] ترجع إلى الاحتياجات، وليس التمويل، فالاحتياجات آخذة في الازدياد لأننا تأثرنا بالحرب في أوكرانيا، ومن قبلها كوفيد-19، وبالمناخ أيضاً. وأخشى أن يكون عام 2023 تسارعاً لكل هذه الاتجاهات".
انعدام الأمن الغذائي
في تقرير اللمحة العامة عن العمل الإنساني للأمم المتحدة لعام 2023، حذّرت الأمم المتحدة من أنَّ ما لا يقل عن 222 مليون شخص في 53 دولة سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول نهاية هذا العام، وأنَّ 45 مليون شخص في 37 دولة يواجهون خطر المجاعة.
المنظمة الأممية أضافت أنَّ البنية التحتية للصحة العامة تتعرض لضغوط بسبب التهديد المستمر من "كوفيد-19″، وكذلك عودة الكوليرا والأمراض الأخرى.
وتابع منسق الإغاثة الأممي: "بالنسبة للأشخاص الذين يقفون على حافة الهاوية، فإنَّ هذا النداء هو شريان الحياة. بالنسبة للمجتمع الدولي، إنها استراتيجية للوفاء بالتعهد بعدم التخلي عن أي شخص".