نفت قوات الدعم السريع (التابعة للجيش السوداني)، الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ما تداوله إعلام محلي وعالمي، عن حصولها على أنظمة وتقنيات تجسّس حديثة من إسرائيل، تُمكّنها من اختراق أجهزة الأندرويد والآيفون.
وفي بيان صادر عن قوات الدعم السريع، قال إن بعض وسائل الإعلام تداولت تقارير كاذبة، تزعم أن قوات الدعم السريع حصلت على شحنة أنظمة وتقنيات متطورة وقامت بترحيلها إلى دارفور، مؤكداً أن جميع المعلومات التي وردت في التقرير غير صحيحة، ولا تمتّ للحقيقة بصلة.
وفي وقت سابق الأربعاء، نقلت وسائل إعلام محلية وعالمية، عن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تحقيقٍ لها، أن قوات الدعم السريع تلقَّت تقنيات إلكترونية متطورة من شركات إسرائيلية، تُصدّر معدات تكنولوجية تُستخدم في التجسس سراً من أوروبا إلى إفريقيا.
إحدى العمليات التي رصدها التحقيق تركزت بالسودان، فقد تم رصد وصول طائرة قادمة من قبرص، تتبع لشركة يقودها القائد السابق لوحدة الاستخبارات الإسرائيلية بتال ديليان، إلى مطار الخرطوم، في مايو/أيار الماضي، وقامت بالتوقف لمدة 45 دقيقة فقط.
ما الحمولة التي كانت تنقلها الطائرة؟
خلال تلك الفترة جاءت سيارتا دفع رباعي بنوافذ مظلمة، تابعة لقوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والذي تصفه الصحيفة بأنه "أثرى رجل في السودان، وصاحب جيش خاص"، وتسلمت حمولة الطائرة ثم غادرت.
وفقاً لثلاثة مصادر مستقلة، نقلت عنها الصحيفة الإسرائيلية، كانت الشحنة التي تم تسليمها لقوات الدعم السريع السودانية، عبارة عن تقنية مراقبة متطورة، مصنوعة في الاتحاد الأوروبي، لها القدرة على تغيير ميزان القوى في السودان، بفضل قدرتها على تحويل الهاتف الذكي إلى أداة تجسّس على حامله.
وبحسب صحيفة هآرتس، فإن قوات الدعم السريع في السودان، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائب رئيس مجلس السيادة، تلقت في مايو/أيار الماضي، شحنة عبارة عن تقنيات تجسس متطورة من نوع "بريداتور"، من الشبكة الإسرائيلية، تسمح بالتنصت على الهواتف المحمولة بالصوت والصورة.
وقد هرّبت قوات الدعم السريع، وفقاً للصحيفة، تلك الشحنة إلى معقلها في دارفور، لمنع الجيش السوداني من الاستيلاء عليها.
كما ذكر بيان الدعم السريع أن هناك محاولات متكررة من بعض الجهات- لم تسمها- تنسج أكاذيب وتروجها على أنها حقائق، لتشويه صورة قوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع تحتفظ بحقها في ملاحقة مروّجي الأكاذيب قانونياً.
نظرياً يحتل حميدتي المرتبة الثانية في القيادة بعد الفريق عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة السودانية. وفي الواقع، كما يتنافس زعيم الميليشيا من أجل السيطرة الكاملة على البلاد، يقود صناعة الذهب في السودان، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
وتعد قوات الدعم السريع قوة مقاتلة جرى تشكيلها لمحاربة المتمردين في دارفور، ثم لحماية الحدود لاحقاً، وحفظ النظام، تأسست في 2013 كقوة تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، ولا توجد تقديرات رسمية لعددها، إلا أن المؤكد أنها تتجاوز عشرات الآلاف.
وفي أغسطس/آب الماضي، أكد حميدتي أنه لا مانع من دمج قوات التدخل السريع في الجيش السوداني، في ظل إصلاح أمني شامل.
وهيكلة القوات النظامية بالسودان واحدة من قضايا الفترة الانتقالية التي تطالب بها القوة المدنية في البلاد.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، أن السودان وإسرائيل اتفقتا على تطبيع العلاقات بينهما.
وبدأت بالسودان، في 21 أغسطس/آب 2019، مرحلة انتقالية، تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة، وقّعت مع الحكومة اتفاق سلام عام 2020.
ويمر السودان بمرحلة انتقالية بقيادة الجيش، بعد سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، وسط استمرار الاحتجاجات الشعبية، وسقوط ضحايا من المتظاهرين.