كشفت وثائق ظهرت لأول مرة، عن مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في التحقيق بأحد الاحتجاجات الفنية في عهد الاتحاد السوفييتي عندما كان ضابطاً بالمخابرات السوفييتية، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
حيث شارك بوتين، الذي كان وقتها ملازماً في المخابرات السوفييتية يبلغ من العمر 23 عاماً، عام 1976، في البحث عن منزل أوليغ فولكوف، أحد الفنانين اللذين كتبا: "يمكنك صلب الحرية، لكن الروح البشرية لا تعرف قيوداً!" على جدار قلعة بطرس وبولس في مدينة سانت بطرسبرغ، مسقط رأس بوتين.
لكن ضباط المخابرات السوفييتية الذين انتشروا في قلعة الجزيرة غطوا هذا الشعار، الذي كُتب بأحرف بارتفاع 1.2 متر، وبلغ طوله 42 متراً، بطبقة من الدهان.
اتُّهم وقتها فولكوف ويولي ريباكوف، زميله، بارتكاب أعمال تخريب خبيثة، فضلاً عن الإضرار بممتلكات الدولة وآثار تاريخية ومعمارية. وحُكم على الرجلين بالسجن سبع سنوات وست سنوات على التوالي في معسكرات الاعتقال. وانتخب ريباكوف (76 عاماً)، نائباً عن المعارضة عام 1993.
لم تكن مشاركة فلاديمير بوتين في هذه القضية معروفة للجميع حتى اكتشف المؤرخ كونستانتين شولموف وثائق أرشيفية بمتحف التاريخ السياسي في سانت بطرسبرغ. ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع السياسي المعارض بوريس فيشنفسكي. ولم يعلق الكرملين.
أعيد الشعار إلى الحياة عام 2016، العام الـ16 من حكم بوتين، حين كتبه الفنان تيموفي راديا على جدار جسر في سانت بطرسبرغ، لكنه أزيل في غضون ساعات. وقال ريباكوف حينذاك: "لا يسعني إلا أن أقول إنه لم يفقد أهميته. تحياتي لكاتبيه الجدد".
يُشار إلى أن بوتين انضم إلى المخابرات السوفييتية عام 1975 لكنه انتقل لاحقاً إلى ألمانيا الشرقية، حيث شهد نهاية الحكم السوفييتي في أوروبا الشرقية.
بينما بدأ مسيرته السياسية في سانت بطرسبرغ عام 1990 حين انضم إلى مكتب رئيس بلدية المدينة أناتولي سوبتشاك. وترأس لفترة وجيزةٍ جهاز المخابرات الروسي FSB، الذي حل محل المخابرات السوفييتية، قبل أن يعيّنه الرئيس المريض يلتسن رئيساً لروسيا عام 2000.