في الوقت الذي اختُتمت فيه فعاليات مؤتمر المناخ (Cop27) للأمم المتحدة بمدينة شرم الشيخ، في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، كان الحديث يدور عن استعداد وزير الخارجية المصري سامح شكري للنزول عن منصبه بالحكومة، ثم بدأ ظهور المرشحين لخلافته في المنصب، خاصة من بين قائمة التمثيل الدبلوماسي للقاهرة في مواقع استراتيجية بالخارج.
على الرغم من أن التفاصيل النهائية لا تزال قيد المناقشة، لكن رحيل شكري سيكون إلى حد كبير وكأنه ثورة صغيرة في وزارة الخارجية. فهو يشغل المنصب منذ 8 سنوات، وهو الوزير الوحيد الذي لا يزال في منصبه منذ أن أصبح عبد الفتاح السيسي رئيساً في يونيو/حزيران 2014.
أول المرشحين: علاء يوسف
بحسب موقع Africa Intelligence الفرنسي، فقد جاء علاء يوسف، سفير مصر في باريس، من بين المرشحين. وقالت مصادر للموقع المهتم بالشؤون الاستخباراتية إن السفير قد تواصل بحرص مع مسؤولي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ لعل الأخير يشهد له ويساعده في بلوغ مطلبه، خلال الاجتماع الذي كان مقرراً مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في 7 نوفمبر/تشرين الثاني.
قبل أن يتولى يوسف منصبه في باريس، في ديسمبر/كانون الأول 2020، كان الممثل الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة في جنيف، وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بين عام 2014 وعام 2017.
كما عمل مستشاراً سياسياً لفتح الله السجلماسي، الأمين العام المغربي لمنظمة "الاتحاد من أجل المتوسط" (UFM)، في برشلونة، بين عام 2010 وعام 2014. وتخرج يوسف في كلية العلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1989، وتقلد مناصب مختلفة في مكتب وزير الخارجية.
المرشح المحتمل الثاني: إيهاب بدوي
أما المرشح المحتمل الآخر، فهو إيهاب بدوي، الذي سبق يوسف في منصب سفير مصر بالعاصمة الفرنسية.
وكان بدوي أيضاً متحدثاً سابقاً باسم الرئاسة المصرية، وتولى سفارة مصر لدى فرنسا بين عام 2014 وعام 2020.
وتواكبت مدة ولاية بدوي مع تعزيز العلاقات الفرنسية المصرية، لا سيما في المجال العسكري. فقد اشترت مصر خلال تلك المدة السفينتين الهجوميتين البرمائيتين من طراز "مِسترال" اللتين أوقفت إدارة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بيعهما لروسيا [بسبب الضم الروسي للقرم عام 2014]، ثم كانت مصر أول دولة أجنبية تشتري طائرات الرافال المقاتلة الفرنسية في عام 2015.
انضم بدوي إلى فريق العمل بوزارة الخارجية في عام 2020، وتولى منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون المتعددة الأطراف والأمن الدولي، لكن علاقته مع وزير الخارجية سامح شكري كانت متقلبة.
يُذكر أن بدوي هو نجل المشير السابق أحمد بدوي، قائد الجيش الثالث خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، ووزير الدفاع في عهد الرئيس أنور السادات. وكان بدوي شاهد عيان وهو في الرابعة عشرة من عمره على اغتيال السادات.
مرشحون آخرون
أما المرشح الثالث في القائمة القصيرة لمرشحي خلافة شكري بوزارة الخارجية، فهو معتز زهران، سفير القاهرة في واشنطن، وهو منصب استراتيجي آخر في الدبلوماسية المصرية. ويوصف زهران بأنه من أصحاب الثقل في وزارة الخارجية، وقد شغل عدة مناصب بمكتب الوزير، منها منصب مستشار شكري للشؤون الفلسطينية.
ويأتي من بين الأسماء الأخرى المتداولة: أسامة عبد الخالق، السفير السابق لدى الاتحاد الإفريقي، وهو يعمل بالأمم المتحدة في نيويورك منذ عام 2021، فضلاً عن كونه مقرباً من شكري وأحد المسؤولين الذين شاركوا في المفاوضات المصرية الإثيوبية بشأن سد النهضة الإثيوبي.