يلتقي منتخب إيران مع نظيره الأمريكي في الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية من مرحلة المجموعات في مونديال 2022، مع فرصة التأهل لدور الـ16 في حالة الفوز.
وقال البرتغالي كارلوس كيروش مدرب إيران: "أحتاج إلى أن أكون في كامل تركيزي لإعداد اللاعبين لتقديم أفضل كرة قدم في هذا اليوم".
وأضاف كيروش: "إذا انشغلت بأمور جانبية، فمن الممكن تدمير كل شيء".
وواصل: "بعد 42 عاماً في هذه اللعبة كمدرب، ما زلت أعتقد أنني أستطيع الفوز بالمباريات بهذه الألعاب الذهنية".
وتابع كيروش: "كثير من الأحداث تحيط بكأس العالم، آمل أن تكون درساً جيداً لنا جميعاً في المستقبل".
وقطعت واشنطن وطهران العلاقات الدبلوماسية عام 1980 في أعقاب الثورة الإسلامية، وكانت الأجواء عدائية عندما تواجه فريقا البلدين بدور المجموعات بكأس العالم 1998.
وتوترت العلاقات بين البلدين مؤخراً بعدما قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق نووي مع إيران. وقتلت الولايات المتحدة جنرالاً إيرانياً بارزاً في 2020 وردت إيران بهجمات صاروخية استهدفت القوات الأمريكية المتمركزة في العراق.
وفازت إيران 2-1 في المباراة الشهيرة التي جمعت بينهما في 1998، والتي اعتبرها الكثيرون أكثر المباريات المشحونة سياسياً في تاريخ كأس العالم ووصفها البعض حينها بأنها "أم كل مباريات كرة القدم".
مدرب أمريكا يركز على كرة القدم فقط
على الجانب الآخر، شدد غريغ برهالتر، مدرب المنتخب الأمريكي، على أن تركيز فريقه منصب فقط على الجانب الكروي لمواجهة إيران؛ إذ نحَّى جانباً اللغط السياسي المحيط بالمواجهة بالنظر إلى العداء بين البلدين.
وفي مؤتمر صحفي غير معتاد شابه التوتر، تم سؤال برهالتر بخصوص سياسات بلاده المتعلقة بالهجرة، بينما وجه الصحفيون أسئلة للقائد تايلر آدمز بخصوص التمييز في الولايات المتحدة.
وتحتاج أمريكا للفوز للتأهل إلى دور الستة عشر، بينما يكفي التعادل إيران للتقدم.
وقال: "نعرف بالضبط ما ستقدمه إيران، ولا نريد أن نرتكب نفس أخطائنا في الماضي. نريد أن نتعلم من ذلك ونترجم هذا في أدائنا".
وألقت الأزمة السياسية التي تشهدها إيران؛ حيث خرج متظاهرون مناهضون للنظام؛ بظلالها على المنتخب الذي طالبه محتجون بإبداء تضامنه معهم وإدانة النظام.
وقام الاتحاد الأمريكي لكرة القدم بعرض علم إيران بلا شعار الجمهورية الإسلامية لفترة وجيزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تضامناً مع الاحتجاجات.
وقال المدرب: "يمكنني التأكيد على أن اللاعبين والجهاز الفني لم يكن لديهم أي علم بما ينشر. أحياناً تكون الأمور خارجة عن سيطرتنا".
وأضاف: "كل ما يمكننا فعله هو الاعتذار نيابة عن اللاعبين والجهاز الفني، لكننا لم نكن جزءاً من ذلك… بالطبع، أفكارنا مع الشعب الإيراني والبلد بأكمله، لكن تركيزنا منصب على هذه المباراة".
واختتم: "لا أريد أن أبدو أنني لا أبالي، ولكن اللاعبين اجتهدوا في عملهم خلال آخر أربع سنوات. إنها مباراة إقصائية. الفريقان في حاجة ماسة للتأهل إلى الدور التالي. هكذا ننظر إلى هذه المباراة".
النشيد الوطني
امتدت السياسة إلى البطولة الرياضية، وهي الأولى التي تقام في دولة في الشرق الأوسط؛ حيث يواجه المنتخب الإيراني ضغوطاً لدعم المحتجين.
ورفض لاعبو إيران ترديد النشيد الوطني في مباراتهم الأولى والتي تلقوا فيها الهزيمة 6-2 أمام منتخب إنجلترا. ورددوا النشيد قبل مباراتهم الثانية التي فازوا فيها 2-0 على ويلز.
وبعد الفوز يوم الجمعة، ردد مشجع إيراني يرتدي قميصاً عليه صورة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي والقائد العسكري الكبير قاسم سليماني الذي اغتيل في هجوم أمريكي بطائرة مسيرة عام 2020 في العراق، هتافات مناهضة للمشجعين الذين يدعمون المحتجين.
وتشكل الاضطرابات التي عمت إيران واحدة من أجرأ التحديات التي واجهتها الحكومة الدينية منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وفرضت واشنطن عقوبات على مسؤولين إيرانيين بسبب قمع الاحتجاجات.
وقطعت الولايات المتحدة وإيران علاقاتهما الرسمية عام 1980 بعد الثورة الإيرانية، واتسمت العلاقات بالعداء عندما اشتبك فريقا البلدين لكرة القدم في نهائيات كأس العالم 1998. وفازت إيران في تلك المباراة 2-1.