كشف مصدر أمني، في تصريحات لشبكة CNN الأمريكية، الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن لاعبي المنتخب الإيراني تعرضوا لتهديدات إذا "لم يحسن اللاعبون التصرف" في مباراتهم أمام أمريكا.
وفي أول مباراة للمنتخب الإيراني في مونديال قطر امتنع لاعبو المنتخب عن ترديد النشيد الوطني؛ تضامناً مع المتظاهرين الإيرانيين الذين يشاركون في احتجاجات منذ سبتمبر/أيلول الماضي على خلفية موت الشابة الإيرانية مهسا أميني بعدما احتجزتها "شرطة الأخلاق" الإيرانية.
وأضاف المصدر للشبكة الأمريكية أنه تم استدعاء اللاعبين للقاء أعضاء في الحرس الثوري الإيراني، عقب رفضهم غناء النشيد في المباراة الافتتاحية أمام إنجلترا. وأضاف المصدر أنه تم إبلاغ اللاعبين بأن أسرهم ستواجه "العنف والتعذيب" إذا لم يغنوا النشيد أو إذا انضموا إلى أي احتجاج سياسي ضد النظام الإيراني الحاكم.
ويأتي هذا بعد أن رفض لاعبو المنتخب الإيراني، في أول مباراة لهم، ترديد النشيد الوطني؛ في إشارة دعم واضحة للاحتجاجات في بلادهم، وفق ما ذكرته وكالة رويترز؛ حيث صمت كل عناصر التشكيلة الأساسية في منتخب إيران المكونة من 11 لاعباً، أثناء عزف النشيد الوطني في استاد خليفة الدولي قبل مباراتهم الأولى في كأس العالم 2022 ضد المنتخب الإنجليزي.
فيما قرروا في مباراتهم الثانية التي واجهوا فيها منتخب ويلز، الجمعة الماضي، ترديد نشيدهم الوطني عند عزفه قبل المباراة رغم أنهم لم يفعلوا ذلك في مباراتهم الأولى في البطولة؛ تأييداً على ما يبدو للاحتجاجات في بلادهم.
فيما أظهرت كاميرات الصحافة بكاء الجماهير الإيرانية وتأثرها من المدرجات خلال عزف النشيد الوطني الإيراني وسط أزمة تعيشها بلادهم، جراء احتجاجات اندلعت منذ أشهر وأدت إلى مقتل العشرات من الإيرانيين.
فقد اندلعت موجة من الاحتجاجات في سبتمبر/أيلول عقب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، بعد احتجاز شرطة الأخلاق لها لارتدائها زياً "غير لائق"، وخلَّفت الاحتجاجات مقتل العشرات من المتظاهرين، إضافة لعناصر من الأمن، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إيرانية رسمية.
بينما وجد لاعبو منتخب إيران أنفسهم في موقف محرج بسبب أسئلة الصحفيين بشأن الاحتجاجات في إيران.
إذ رفض لاعبا كرة القدم الإيرانيان كريم أنصاري فرد ومرتضى بورعلي كنجي، الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني، الرد على أسئلة بشأن التضامن مع النساء في بلدهما، وذلك بعد يوم من تصريح زميلهما علي رضا جهانبخش بأن هذه الأسئلة حيلة لشغلهم عن مباريات كأس العالم.
فيما استغل عدة رياضيين ورياضيات من إيران البطولات الدولية لإبداء تأييدهم للاحتجاجات التي هزت البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) في سبتمبر/أيلول بعد احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
بينما اتهم جهانبخش وسائل الإعلام الإنجليزية بتشتيت انتباه الفريق الإيراني، أحد الفرق المتأهلة للمشاركة في البطولة عن قارة آسيا قبل أولى مباريات المجموعة الثانية ضد إنجلترا، وانبرى أنصاري فردَّ للدفاع عنه في مؤتمر صحفي، مشدداً المرة تلو الأخرى على وحدة الفريق.