قال خبراء إن وزارة الداخلية البريطانية، تعمد من حين لآخر إلى تغيير تواريخ ميلاد طالبي اللجوء الأطفال غير المصحوبين بذويهم، من أجل تصنيفهم كبالغين، وهو الأمر الذي يؤدي إلى احتجازهم من قبل السلطات البريطانية، وأكد الخبراء أن هذه الممارسة "تحدث الآن على نطاق مرعب".
صحيفة The Guardian البريطانية نقلت، الأحد 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عن خبراء -لم تسمهم- قولهم إنه نتيجة لإجراء تغير تواريخ ميلاد اللاجئين، يُنقل عديد من الأطفال دون وجه حق إلى مركز الاحتجاز سَيئ السُّمعة في مانستون بمقاطعة كنت.
أضاف الخبراء أن الأطفال يُحتجزون في ظروف غير آمنة لفترات تصل إلى عدة أسابيع، في حين قال مجلس اللاجئين إن المقابلات التي أجريت مع 16 طفلاً أُطلق سراحهم من مانستون كشفت أنه حتى في حالات وجود وثائق هوية لبعض الصبية تثبت أنهم أطفال، غيرت وزارة الداخلية تواريخ ميلادهم لتتجاوز أعمارهم 18 عاماً.
من بين الـ16 الذين أجريت معهم مقابلات، قال 8 إنهم في السادسة عشرة من العمر، وقال 6 إنهم في السابعة عشرة، وقال 2 إنهما في الخامسة عشرة، وكان لدى 3 منهم وثائق تثبت أعمارهم، لكنها لم تلقَ اهتماماً.
أحد هؤلاء الأطفال البالغين من العمر 15 عاماً، من إيران، ويحمل صورة جواز سفره وبطاقة هويته، لكنه قال إن مسؤولي وزارة الداخلية "تجاهلوا ذلك"، كما زعم أنهم أخبروه بأن منحه تاريخ ميلاد جديداً ليس بالأمر المهم، لأنه توجد فرصة لتصحيحه لاحقاً، وأمضى الصبي 24 يوماً في مانستون.
كذلك قال أحد الصبية، وهو من سوريا: "لم أشعر يوماً بالخوف مثلما شعرت به في مانستون". وأضاف آخر من السودان: "أسوأ مكان ذهبت إليه في حياتي".
من جانبها، قالت رينا مان، المديرة التنفيذية للخدمات في مجلس اللاجئين: "هذا سوء استخدام للسلطة من جانب الحكومة. هؤلاء الأطفال مستضعفون وعانوا كثيراً بالفعل".
أضافت مان: "يرى موظفونا الكثير من الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 و17 عاماً، تعاملهم وزارة الداخلية معاملة البالغين، ولا يُعترف بأنهم أطفال إلا بعد أن نتدخل ويُنقلوا إلى رعاية السلطة المحلية".
لفتت مان أيضاً إلى أن تصنيف هؤلاء الأطفال بالغين يعني تعرضهم لخطر "توزيعهم" على أماكن إقامة البالغين، عادة الفنادق، على مستوى المملكة المتحدة.
تُشير الصحيفة البريطانية، إلى أن مجلس اللاجئين عمل مع 92 طفلاً في الفندق نفسه منذ بداية سبتمبر/أيلول 2022، وقد نجح في نقلهم جميعاً إلى الرعاية، وبحسب مان فإن الحكومة لم تنشر بيانات تقدم صورة واضحة عن أعداد الأطفال المتضررين.
ومن جانبه، قال متحدث باسم وزارة الداخلية، إن "تقييمات العمر صعبة ولكنها ضرورية لتحديد الأطفال طالبي اللجوء الحقيقيين ووقف انتهاكات القوانين، ونحن نتبع نهجاً شاملاً لمنع البالغين الذين يزعمون أنهم أطفال، أو معاملة الأطفال خطأً على أنهم بالغون، وكلاهما يعرض الأطفال لأخطار سلامة كبيرة".
كانت وزيرة داخلية بريطانيا، سويلا برافرمان، قد واجهت اتهامات بالتقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال مشورة قانونية وردت إليها بأن احتجاز الحكومة آلافاً من طالبي اللجوء أمر مخالف للقانون، وأن استمرار هذه الخطوة قد يستجلب التقاضي وتكليف الحكومة نفقات باهظة من أموال دافعي الضرائب للتعامل مع الدعاوى القضائية والتداعيات القانونية.
صحيفة The Times البريطانية قالت، السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن وزارة الداخلية تلقت مشورة تضمنت الإشارة إلى طول مدة احتجاز المهاجرين احتجازاً غير قانوني في "مركز معالجة طلبات اللجوء في مانستون" في بلدة رامزغيت بمقاطعة كنت، والتحذير من العواقب القانونية لذلك.
نقلت الصحيفة البريطانية عن 5 مصادر، أن برافرمان أُبلغت أن الحاجة مُلحة إلى حل عاجل لمسألة الاحتجاز غير القانوني للمهاجرين، وأُشير عليها بإسكان طالبي اللجوء في سكن بديل إلى حين البتِّ في طلباتهم.
تُجيز اللوائح القانونية احتجاز طالبي اللجوء بمنشأة الاحتجاز قصيرة الأجل في مانستون مدةً لا تزيد على 24 ساعة إلى حين خضوعهم للفحوصات، ثم نقلهم إلى مراكز احتجاز المهاجرين أو أماكن إقامة اللاجئين.
إلا أن المنشأة التي صُممت لاستيعاب 1600 مهاجر في الحد الأقصى، بلغ عدد المحتجزين بها 2600 مهاجر، وتضمنت عائلات احتُجزت مدةً تصل إلى 4 أسابيع.