أكاديميات لصناعة النجوم.. كيف يصل لاعبو كرة القدم الأفارقة الناشئون إلى القمة؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/26 الساعة 13:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/26 الساعة 13:10 بتوقيت غرينتش
احتفالات منتخب السنغال بالتتويج في كأس إفريفيا 2022(رويترز)

يبتسم باسوار ديابي، كبير المدربين في Génération Foot، وهي أكاديمية لكرة القدم على بُعد بضع ساعات من العاصمة السنغالية داكار، ويقول: "جميع من في السنغال يريدون المجيء إلى هنا". من السهل أن نرى السبب وراء ذلك. فهناك 3 ملاعب تدريب خضراء متاخمة لملعب صغير كامل، وجناح تحليل الفيديو، وغرفة إحاطة للمؤتمرات الصحفية. 

ويعيش اللاعبون الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً في الموقع، الذي يتضمن أيضاً صالةً رياضية، وصالون حلاقة، ومدرسةً فرنسية للتأكد من أن لاعبي كرة القدم الطموحين يكملون تعليمهم. يقول المراسل الرياضي لمجلة The Economist البريطانية تالا فال إنه يجب أن يكون جميع اللاعبين "مهيئين بشكل جيد وبنفس الطريقة"، ويضيف: "هذا جزء من الانضباط. لقد وُضِعَ كل شيء لمنح الأولاد أفضل فرصة للأداء". 

كيف يصل لاعبو كرة القدم الأفارقة الناشئون إلى القمة؟

أكثر من 15 لاعباً حالياً انضموا إلى الأكاديمية بعد تجارب واستطلاعات مكثفة، ويمثلون السنغال في فرق الشباب. فاز منتخب السنغال هذا العام بكأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى بفضل ركلة جزاء من ساديو ماني، نجم السنغال العالمي، الذي تدرّب في Génération Foot. وأعقبت ذلك احتفالات في الشوارع في جميع أنحاء البلاد. 

واختير 3 لاعبين تدرّبوا في Génération Foot ضمن تشكيلة السنغال لكأس العالم، بما في ذلك ماني، الذي صُوِّتَ له مؤخراً باعتباره ثاني أفضل لاعب في العالم. للأسف، أُصيبَ ماني قبل كأس العالم مباشرةً ولم يشارك مع منتخب بلاده. وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني، خسر المنتخب الوطني مباراته الأولى أمام هولندا، التي تتفوق بـ10 مراكز على السنغال في تصنيف الفيفا، الهيئة الحاكمة لكرة القدم العالمية. 

أكاديمية Generation Foot في السنغال/ Getty

كرة القدم الإفريقية آخذة في التغير. ولأول مرة جميع مدربي المنتخبات الإفريقية في المونديال أفارقة. وكرة القدم للسيدات آخذة في التصاعد بعد كأس الأمم الإفريقية للسيدات، الأكبر على الإطلاق هذا العام. والأكاديميات الإفريقية مثل Génération Foot وDiambars، التي دربت مجموعة من اللاعبين في المنتخب السنغالي، أفضل من العديد من قبلهما. 

لاعبون ناشئون يتحوّلون إلى مشاريع ناجحة

في السابق، لم تكن العديد من الأكاديميات أكثر من "منزل صغير بجوار الملعب"، كما يقول فال، فيما كان البعض الآخر مشاريع مساعدات فاشلة. في العام 2010، أسس كريغ بيلامي، مهاجم ويلز وليفربول السابق، أكاديمية في سيراليون. لكن شابها ضعف إداري، وتأثرت بالإيبولا. وعندما تقلَّص دخل بيلامي كلاعب كرة قدم، قلَّت الأموال المخصصة للأكاديمية، فأغلقت أبوابها عام 2016. 

على النقيض من ذلك، فإن Génération Foot تعمل بنجاح منذ عام 2000. أحد أسباب قوتها هو صلاتها مع نادي ميتز، وهو نادٍ من الدرجة الثانية الفرنسية، والذي يموّل جزئياً الأكاديمية ويحصل على أول اختيار من مواهبها. 

عادةً ما يختار النادي اثنين من اللاعبين في الأكاديمية كل عام للعب في فرنسا. وكان هذا هو الطريق الذي سلكه ماني. يُباع هؤلاء اللاعبون إلى أندية أكبر، كما كان الحال مع ماني، وتحصل Génération Foot على حصة من الأرباح. غالباً ما يكون للأكاديميات الإفريقية الناجحة الأخرى صلات بأندية أوروبية، أو تتلقى دعماً من الشركات الكبرى. مدرسة براسيري لكرة القدم في الكاميرون على سبيل المثال مدعومة من قبل شركة المشروبات الفرنسية Castel. 

ساديو ماني مع منتخب السنغال/ رويترز

ما زالت إفريقيا بحاجة إلى مزيد من الجهود

ومع ذلك، حتى في Génération Foot، يرى ديابي، الذي كان يستعد للسفر إلى قطر للمساعدة في استكشاف مجالات التحسين. تقلصت الفجوة مع أفضل الأكاديميات الأوروبية، لكنها لم تختف: 9 من منتخب السنغال المكون من 26 فرداً لكأس العالم هم من أصل سنغالي، لكنهم وُلدوا وتدرّبوا إلى حد كبير في فرنسا. 

مشكلة أخرى هي أنه لا توجد مرافق عالية الجودة كافية لتحويل المجموعة الهائلة من المواهب في البلاد إلى لاعبين من الطراز العالمي. خارج مجمع Génération Foot مباشرة، يلعب الشباب المحليون على أراضٍ منحدرة ورملية، ويسددون في مرمى متهالك. يقول ديابي: "السنغال بلد كرة قدم. منذ الصغر يلعب الجميع كرة القدم". 

وفي كل عام، يتنافس أكثر من ألف فريق محلي في Nawetaan، وهي بطولة وطنية شعبية لفرق الأحياء. ومع ذلك، لا يوجد سوى أكاديميتين على أعلى مستوى. يقول ديابي بحزن: "لو كان لدى السنغال 6 أو 7 أكاديميات، لكانت النتائج أفضل بكثير".

تحميل المزيد