أفاد تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن قطر تُراجع استثماراتها في العاصمة البريطانية لندن، احتجاجاً على حظر إعلانات للدوحة على الحافلات وسيارات الأجرة والقطارات، من قبل هيئة النقل في المدينة.
وجاء حظر هيئة النقل في لندن بذريعة القلق بشأن موقف قطر من قضية المثليين ومعاملتها المزعومة للعمال، وهو قرار أثار غضب الدوحة، المنزعجة أساساً من الانتقادات الموجَّهة إليها، كونها الدولة المضيفة لكأس العالم لكرة القدم هذا العام، وفق الصحيفة.
حظر الإعلانات
كان رئيس بلدية لندن صادق خان، طلب من هيئة النقل بالعاصمة لندن، في 2019 "مراجعة كيفية تعاملها مع الإعلانات والرعاية، من البلدان التي لديها قوانين لمكافحة المثلية الجنسية"، ما أدى إلى تعليق الإعلانات الجديدة من 11 دولة، بما في ذلك قطر وباكستان وبروناي والسعودية.
والجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني، أقرّت هيئة النقل في لندن أن بعض إعلانات قطر قد عرضت على الشبكة منذ ذلك الحين (2019)، وأنها انتقلت إلى "الحظر التام"، بسبب منع الفرق الأوروبية في كأس العالم بقطر من ارتداء شارات دعم المثليين، في الأسبوع الجاري، مع انطلاق المونديال.
من جانب آخر، نقلت "فايننشال تايمز"، عن مصدر مشارك في المراجعة القطرية للاستثمارات في لندن قوله، إن "هيئة النقل التي يرأسها خان اتصلت بالهيئة المشرفة على كأس العالم، وهيئة السياحة القطرية هذا الأسبوع لإبلاغهما بالحظر".
قطر تُراجع استثماراتها
في المقابل، بدأت قطر "مراجعة استثماراتها الحالية والمستقبلية" في لندن، ودراسة فرص الاستثمار في مدن بريطانيا الأخرى ودول المملكة الأخرى.
يبقى من غير الواضح ماذا يكون التأثير المحتمل للمراجعة على استثمارات قطر في لندن، إذ أصبحت قطر على مدار العقدين الماضيين واحدة من أكبر المستثمرين في العاصمة البريطانية، من خلال صندوق الثروة السيادي الذي يمتلك أصولاً بقيمة 450 مليار دولار.
يشار إلى أن قطر للاستثمارات يمتلك عقارات ومتاجر وفنادق، كما تمتلك الدولة الخليجية حصة بنسبة 20% في مطار هيثرو.
ويُذكر أن قطر تعهدت، في مايو/أيار الماضي، باستثمار 10 مليارات جنيه إسترليني على مدى خمس سنوات في بريطانيا، عبر جهاز قطر للاستثمار، بما في ذلك قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والبنية التحتية والطاقة النظيفة.
"معايير مزدوجة"
بحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، فإن المكتب الإعلامي القطري، وجهاز قطر للاستثمار امتنعا عن التعليق، لكن الشخص الذي شارك في التقرير قال إن الدوحة اعتبرت الحظر "مثالاً صارخاً آخر على المعايير المزدوجة والفضيلة التي تشير إلى إحراز نقاط سياسية رخيصة حول كأس العالم في قطر".
وفقاً للمصدر: "تقبل هيئة النقل في لندن الإعلانات من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ولديها العديد من المصالح التجارية في الصين، لكن لا يوجد ما يشير إلى سحب هذه الاتفاقيات".
وتتعرض قطر لحملة تشويه غربية، بالتزامن مع استضافتها بطولة كأس العالم كأول بلد عربي ومسلم يستضيف البطولة.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أعلن في وقت سابق رسمياً، حظر الخمور بشكل نهائي في الملاعب، خلال مباريات كأس العالم قطر 2022، فيما حذر فيفا اللاعبين من ارتداء شارة دعم المثلية، مشيراً إلى أن ارتداء هذه الشارة سيؤدي إلى فرض عقوبات صارمة على اللاعبين.