يشهد الاتحاد الأوروبي خلافاً داخلياً حول مسألة تعيين أول مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي إلى الخليج، بعد ورود اسم وزير الخارجية الإيطالي لويغي دي مايو، وهو المرشح الأوفر حظاً؛ حيث يراه البعض "غير مؤهل" بما يكفي لهذا المنصب، بحسب ما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
كان دي مايو زعيماً لحركة "النجوم الخمس" المناهضة للمؤسسة الحاكمة، وقد شغَل منصب وزير خارجية إيطاليا لما يزيد قليلاً على 3 سنوات حتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
أثار أزمة مع السعودية والإمارات
يرى منتقدو الاتحاد الأوروبي أنَّ دي مايو لديه سجل ضعيف في الخليج، قائلين إنه ترأس انهيار العلاقات بين روما والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من خلال تنفيذه "الأخرق" لحظر مبيعات الأسلحة الذي صوَّت عليه البرلمان الإيطالي.
وفي يناير/كانون الثاني 2021، ألغت الحكومة الإيطالية بيع آلاف الصواريخ وقنابل الطائرات للسعودية والإمارات بسبب استخدامها في اليمن. وعند إعلان الحظر في ذلك الوقت، قال دي مايو إنَّ هذه الخطوة كانت "رسالة سلام واضحة تأتي من بلدنا" وأظهرت "التزاماً لا ينفصم" بحقوق الإنسان.
وفي يونيو/حزيران 2021، أمرت الإمارات العربية المتحدة إيطاليا بنقل قواتها من قاعدة المنهاد الجوية العسكرية في دبي انتقاماً على ما يبدو من حظر الأسلحة. وكانت إيطاليا تستخدم القاعدة للرحلات الجوية إلى إيران وأفغانستان ومنطقة القرن الإفريقي خلال العديد من المهام متعددة الجنسيات.
في الوقت ذاته، يقول منتقدو دي مايو إنه لم يُبلّغ قادة الخليج بالحظر على النحو الملائم؛ مما أدى إلى عواقب دبلوماسية لإيطاليا لم تواجهها الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي التي اتخذت إجراءات مماثلة.
"الموت المبكر" لسياسات أوروبا
وألقت الخبيرة في شؤون منطقة الخليج في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية سينزيا بيانكو بـ"اللوم" على دي مايو في إثارة "أشد أزمة دبلوماسية بين إيطاليا والإمارات العربية المتحدة في التاريخ المعاصر للعلاقات بين البلدين".
وقالت بيانكو إنه إذا أصبح مبعوثاً خاصاً للاتحاد الأوروبي إلى المنطقة، فسيكون ذلك "بمثابة الموت المبكر… لسياسة الاتحاد الأوروبي ووجوده ووكلائه في الخليج".
فيما قال مصدر من الاتحاد الأوروبي إنهم غير راضين عن القائمة المختصرة للمرشحين للمنصب، وقد أثارت موافقة اللجنة على دي مايو "بالفعل بعض الجدل"، و"قد يعيد بوريل النظر" في قرارها، بحسب صحيفة الغارديان.
كما نقلت الصحيفة عن المصدر ذاته قوله: "لكن هذا سيمثل أيضاً عندئذ مشكلة. الآن هناك هذا الجدل حول المرشح وهذا يضعف موقف لويغي دي مايو وسيضعف من يأتي بعده".
شخص "مقبول" لدى الخليج
بدورها، قالت عضوة البرلمان الأوروبي هانا نيومان، التي ترأس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية، إنَّ مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى الخليج بحاجة إلى أن يكون شخصاً "يتواصل حقاً على درجة مرضية ومباشرة مع القيادة في دول الخليج، ويكون مقبولاً لديهم".
منذ الحرب الروسية في أوكرانيا، نقل الاتحاد الأوروبي العلاقات مع منطقة الخليج الغنية بالنفط والغاز إلى قائمة أولوياته. وفي مايو/أيار الماضي، كشف التكتل عن طموحاته لتأسيس "شراكة استراتيجية" مع دول مجلس التعاون الخليجي الست: البحرين والسعودية والكويت وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة.
كانت لجنة من المسؤولين الأوروبيين بين أفضل 4 مرشحين لشغل منصب الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في دول الخليج، متغلباً على السياسيين المخضرمين ذوي الخبرة الأكبر.
ومن المتوقع أن يتخذ الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، القرار النهائي في وقت لاحق من الشهر الحالي أو في أوائل ديسمبر/كانون الأول. وقد يدعو بوريل أيضاً الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة للتصويت على التعيين.