تخيل أن تدفع 1000 دولار أمريكي لمشاهدة أكبر سحلية في العالم! هذا ما تخطط له الحكومة في إندونيسيا، والتي تسعى لمضاعفة سعر تذكرة الدخول إلى أحد متنزهاتها الوطنية بنحو 100 مرة بعد أن كان السعر في حدود 10 دولارات للأجانب.
صحيفة The New York Times الأمريكية أشارت في تقرير لها الإثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إلى أن جزيرة كومودو الإندونيسية، التي تقع على مقربة من جزيرة بادار النائية، وكانت مقصد كثير من السياح لاحتوائها على أكبر سحلية في العالم، تنين كومودو المرعب، التي يعيد مظهرها إلى الأذهان عصر الديناصورات.
هذه السحلية من أكثر المشاهد المثيرة التي تعرضها إندونيسيا لزوارها، لكن الحكومة الإندونيسية تخطط لرفع رسوم الدخول للأجزاء الشعبية في منتزه كومودو الوطني، وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو ومكون من 29 جزيرة، منها خمس يعيش بها التنين المهدّد بالانقراض.
حسب الصحيفة الأمريكية، فإن السعر الجديد لمشاهدة أكبر سحلية في العالم سيصل إلى 1000 دولار أمريكي لمجموعة مكونة من زائر واحد وحتى أربعة زوار، ارتفاعاً من 10 دولارات للأجانب و32 سنتاً للإندونيسيين.
احتجاجات بسبب "أكبر سحلية في العالم"
هذا الإعلان المفاجئ عن رفع الرسوم في أواخر يوليو/تموز أدى إلى إضراب العاملين في السياحة؛ وشارك 1000 شخص في احتجاجات شعبية؛ وشهدت لابوان باجو، وهي بلدة ساحلية على الطرف الشمالي الغربي من جزيرة فلوريس التي يبدأ منها المتنزه، موجة إلغاءات للحجوزات السياحية.
يقول البعض إن هذه الخطوة الحكومية التي تهدف لتنشيط السياحة بسرعة من خلال رفع الأسعار في كومودو -درة المنتزهات الوطنية- قد جاءت بنتائج عكسية، ودفعت صناعة السياحة المزدهرة في منطقة شرق إندونيسيا إلى حافة الانهيار.
بينما يقول أريانسياه، المرشد في جزيرة كومودو الذي انضم إلى الاحتجاجات على الرسوم الجديدة لمشاهدة أكبر سحلية في العالم: "لو لم يأتِ سياح، فلن أجني أي أموال. الكل يعارض زيادة سعر التذكرة لأنها ستدمر مصدر رزقنا".
كان مقرراً في الأصل أن تدخل الزيادة الجديدة في الرسوم حيز التنفيذ في الأول من أغسطس/آب، لكن الاضطرابات والإضرابات دفعت المسؤولين إلى تأجيلها حتى الأول من يناير/كانون الثاني.
مع ذلك، أصبحت العديد من الفنادق في لابوان باجو شبه خالية خلال ما كان يفترض أن يكون موسم الذروة السياحي، وتوقفت العشرات من قوارب الجولات السياحية عن العمل، والشارع السياحي الذي كان مزدحماً يوماً تحول إلى شارع شبه مهجور.
من جانبه، قال ساندياغا أونو، وزير السياحة الإندونيسي، إن الحكومة تدرس تأجيل زيادة الرسوم لمشاهدة أكبر سحلية في العالم، أكثر من ذلك.
صاحب الفكرة يدافع عن قراره
هذه الزيادة في الرسوم فكرة فيكتور لايسكودات، حاكم شرق نوسا تينغارا، الذي قال إنه استوحى هذه الفكرة من نشاط حماية نمور سومطرة البرية.
حيث قال: "لو أن لها جمال استثنائي، فعليك أن تدفع أكثر". وقال إن هذه التذاكر ستكون صالحة لمدة عام ولكنها لن تُباع فردياً. وقال إنه حتى الزائر الوحيد عليه أن يدفع الـ 1000 دولار كاملة.
كما أشار إلى أنه لا يزال بإمكان السياح دفع رسوم منخفضة ورؤية تنانين كومودو في جزيرة رينكا من مرصد بُني حديثاً يطلق عليه اسم حديقة جوراسيك. لكن التنانين هناك لا تظهر إلا من مسافة بعيدة ولا يستقبل المكان أعداداً كبيرة من الزوار.
قال أيضا إن المتنزه لا يُدار باحترافية وإنه من الضروري زيادة موارد البحث العلمي، ووقف الصيد غير القانوني ومنع الصيد الجائر للغزلان التي تتغذى عليها السحالي، من بين خطوات أخرى للحفاظ على البيئة في المنتزه.
"الخطر الحقيقي"
لكن دعاة حماية البيئة قالوا إن المشكلة الحقيقية مصدرها خطة لبناء فنادق في المتنزه، قالوا إنها قد تضر بالموائل وتعرض حياة 3300 سحلية تعيش في البرية للخطر.
حيث قال المنتدى الإندونيسي للبيئة، وهو منظمة بيئية بارزة معروفة باسمها الإندونيسي المختصر، والهي Walhi، إن الحكومة الوطنية أصدرت تصاريح لأربع شركات تسمح لها ببناء منشآت سياحية في المتنزه.
كما أوضح أومبو بارانغي، المدير التنفيذي للمنظمة في شرق نوسا تينغارا: "الحكومة هي التي تسبب المشكلة لكنها تلقي باللوم على السياح".